مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

السيتسم واقع

مؤمن خليفة

الأحد، 28 فبراير 2021 - 08:07 م

دخلت إلى فرع البنك الشهير فى شارع التسعين الجنوبى بالتجمع الخامس ذات صباح للحصول على مبلغ أحتاج إليه.. وأمام ماكينة A.T.M وضعت بطاقة البنك لكنها لم تستجب.. نصحنى الموظف المسئول بالصعود إلى مقر البنك الذى يحتل مبنى شامخا وفخما.. أخذت رقما فى خدمة العملاء وأنا أنتظر زهاء الـ 50 دقيقة وقبل أن يحين دورى فى الدخول لمكتب خدمة العملاء توقف العمل وأبلغنى الموظف بأدب شديد أن أنتظر لأن « السيستم واقع» فسألته عن الوقت الذى يتعين على أن أقضيه فى البنك فقال لى : إنه لا يعلم وعندما يأتى السيستم سوف ينهى طلبى بسرعة.. المهم الوقت يمر وأعداد المنتظرين بعدى تتزايد وسمعت آذان الظهر لأكتشف أننى جلست على مقعدى نحو ساعتين.. لا أمل فى هذا السيستم ولا بادرة تبشر بالقدوم.. نزلت درجات البنك مسرعا لكى الحق بموعدى وأنا أدعو على السيستم الذى حرمنى من المبلغ المطلوب وأضاع يومى سدى.
فى اليوم التالى صحوت مبكرا فى طريقى إلى إحدى المصالح الحكومية فى مدينة نصر لإنهاء أوراق هامة وأنا أحمل مبلغ الرسوم المطلوب نقدا فى جيبى.. وبين مكاتب الموظفين صعودا ونزولا أنهيت معظم التوقيعات وحان وقت سداد الرسوم ليخبرنى الموظف أن السيستم وقع وأن على الانتظار بعض الوقت.. وكالعادة ظللت قابعا على مقعدى وعاند السيستم ولم يعد فعدت أجر آذيال الخيبة وغادرت المصلحة لأعود فى صباح اليوم التالى.
تقريبا يقع السيستم فى معظم المصالح وخاصة البنوك كل يوم بسبب الضغط الكثيف فى العمل وتقريبا لا أحد يدرى متى يقع هذا السيستم ومتى يأتى.. يذكرنى السيستم دائما بالمسرحية الشهيرة « فى انتظار جودو» للكاتب الأيرلندى صمويل بيكيت حيث ينتظر بطلا المسرحية «فلاديمير» «واستراجون»شخصًا يدعى «جودو»ليغيّرحياتهمانحوالأفضل لكنه لايصل أبداً.وكانا يمنيان نفسهما بعبارة أن يأتي متأخرا أفضل من ألايأتي.. وهذه المسرحية تنتمى لمسرح «العبث».. هذا السيستم الذى أنتظره هو العبث بعينه فمتى نجد له حلا !
هذا السيستم تسبب فى أزمة صباح أمس الأول فى امتحانات الصفين الأول والثانى الثانوى فلم يحضر كعادته ولم يجب الطلاب على أسئلة الامتحان.. معلوم أن دخول الطلاب بأعداد كبيرة على منصة التعليم التى أتاحتها وزارة التربية والتعليم للطلاب يتسبب فى وقوع « السيستم» ورغم ذلك لم تفعل الوزارة ما عليها وتنسق مسبقا مع وزارة الاتصالات لدعم المدعو « السيستم» ويتحمل أعداد الطلاب المعروف عددهم مسبقا.. تماما مثل سيستم البنك الذى لا يتحمل طلبات المواطنين رغم علم المسئولين بهذا البنك بضرورة الاعتماد على نظام قوى لا يتعرض للسقوط مهما كان الأمر.
سؤال مهم جدا أطرحه على الحكومة لا أبغى من ورائه سوى المصلحة العامة.. كيف سننفذ المنظومة الرقمية فى كل شىء ونحن نفتقر لنظام لا يتأثر بأى ضغوط.. كيف ستتحقق المنظومة الرقمية فى كل مصالحنا الحكومية فى القريب العاجل ونحن غير مستعدين لمرحلة التحول الرقمى..لا نريد أن ننتظر « جودو» الذى لا يأتى أبدا !
علينا أن نجهز مدارسنا بتغطيات أنترنت تتحمل أى أعداد.. علينا أن نجهز كل مصالحنا بوصلات أنترنت فائقة السرعة.. هذا نوع من الاستثمار المربح الذى يحقق الكثير من المكاسب ونريد من الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات أن يصارحنا بحقيقة تغطية شبكة الأنترنت وأسباب سقوطها.. الحل عند معالى الوزير لكى تنتهى عبارة « السيستم واقع ».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة