أسامة عجاج
أسامة عجاج


اليمن... رسائل واشنطن «الخاطئة»

فواصل

أسامة عجاج

الأحد، 28 فبراير 2021 - 08:09 م

انتظرت عدة أسابيع،للكتابة حول رؤية إدارة جون بايدن الجديدة، تجاه وقف الحرب فى اليمن، الذى كان اول اجتهاداته فى أزمات المنطقة، وما أكثرها. عندما اتخذ العديد من القرارات، ومنها وقف كافة الدعم الأمريكى للعمليات الهجومية فى الحرب، هناك بما فى ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة للسعودية والإمارات، مع استمرار مساعدة السعودية فى الحفاظ على أمنها، وإحياء المحادثات بين الحكومة وجماعة الحوثي، وإلغاء قرار تصنيف الحوثى كجماعة ارهابية.
طبعًا فإن أى عاقل أو يملك ذرة من الإنسانية، يمكن أن ينتقد قرارا بحجم إنهاء الحرب فى اليمن، التى خلفت أكبر أزمة إنسانية، وفقا للعديد من تقارير الأمم المتحدة، حيث تشير التقديرات الأممية، إلى أن ثمانية ملايين يمنى فقدوا مصادر رزقهم،  ويحتاج حوالى ٨٠ بالمائة إلى المساعدات الإنسانية، ولكن الشياطين تعشش فى التفاصيل، فالموقف الأمريكى الجديد يتناسى تاريخ اليمن فى سنوات على عبدالله صالح الأخيرة، والتى شهدت بروز جماعة أنصار الله كقوة عسكرية، استنساخا لتجربة حزب الله، حيث دخلت فى حروب مع الدولة، وكانت المستفيد الأكبر من ثورة الشباب فى اليمن فى فبراير ٢٠١١،وتوج انتصاراته بالانقلاب على الشرعية فى سبتمبر ٢٠١٤.
كما ان نفس إدارة بايدن، لم تتعرف على التاريخ القريب، الذى يقول ان السعودية صاحبة الدور الأكبر بحكم الجوار الجغرافي، فى محاولة الحفاظ على استقرار وأمن اليمن، من خلال رعايتها للمبادرة الخليجية، التى سمحت بعملية انتقال سلمى للسلطة، ودعمت الحوار الوطنى ومخرجاته ونتائجه، كما ان تهديدات قيادة جماعة الحوثي، واستفزازات قواته على الحدود مع السعودية، والتى وصلت إلى إجراء مناورات عسكرية، وتصريحات بالوصول إلى العاصمة الرياض، هى ما دفعت السعودية إلى بدء عملية عاصفة الحزم، بناءعلى طلب رسمى من الرئيس الشرعى عبدربه منصور، الذى استنجد بدول العالم، يومها قامت السعودية بقيادة تحالف، ضم عددا معتبرا من الدول العربية لاستعادة الشرعية، ونفس السعودية التى تقدم مليارات الدولارات من خلال البرنامج السعودى لتنمية وإعمار اليمن، كمساعدات إنسانية وتنموية، ساهمت فى تقديم الحد الأدنى للمعيشة لليمنيين دون تمييز.
على واشنطن ان تدرس توابع سياساتها الجديدة فى اليمن، خاصة وأنها مثلت رسائل خاطئة لجماعة الحوثي، الذى صعدت من عملياتها العسكرية خاصة فى مأرب والجوف، والذى استدعى إدانة دولية واسعة، كما زادت معدلات هجماتها على المملكة بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، ا،كما سعت إلى إفشال مفاوضات مع الحكومة الشرعية، حول تبادل للأسرى فى العاصمة الأردنية عمان الأسبوع الماضي، حتى فكرة رفع الجماعة من المنظمات الإرهابية تحت ذريعة تسهيل عمل المنظمات الإغاثية والإنسانية، هو قرار «ظاهره الرحمة وباطنه العذاب»، وعلى من اتخذ القرار، ان يتابع اتهامات برنامج الغذاء العالمى للجماعة بسرقه المساعدات وبيعها والبرنامج هو المسئول عن توفير مستلزمات حوالي ١٣ مليون يمنى بالمجان.. حقيقة الأمر، ان سياسة واشنطن الجديدة فى اليمن، يمكن فهمًها فى إطار اعتبارها «ورقة فى المزاد» الذى أعلنت عنه واشنطن منذ قدوم بايدن، لإغراء وتحفيز طهران الراعى الرسمى لجماعة الحوثي، والداعم الرئيسى لها للدخول فى مفاوضات حول البرنامج النووى الإيرانى، أما وقف الحرب، فله آليات آخرى تدركها واشنطن قبل أى جهة آخري، وهى ممارسة أقصى درجات الضغوط على طهران، ومن بعدها الحوثى،للقبول بالمرجعيات الدولية المعترف بها لتحقيق السلام فى اليمن، وأبرزها قرار مجلس الأمن ٢٢١٦، وتعامل جماعة الحوثى كمكون سياسي، بعد تخليه عن ترسانة سلاحه المسروقة من مخازن الجيش اليمني، حتى «لا تسكت المدافع» ويبقى سلاح الحوثى على حاله فوق الدولة، فى استنساخ سيئ لتجربة حزب الله فى لبنان،  غير ذلك، فهو وصفة لإبقاء التوتر وحالة عدم الاستقرار فى البلد، لحقب كثيرة قادمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة