كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

هدوءءءءءء !

كرم جبر

الإثنين، 01 مارس 2021 - 07:36 م

أأمل أن تتوقف مدفعية التصريحات بشأن القوانين والقرارات التى تمس حياة الناس، ولا تخرج إلا بعد الدراسة والتأنى وقياس ردود أفعالها، ففى بلدنا إنجازات مهمة ومشروعات كبيرة، يجب أن تتصدر المشهد، بدلاً من الترويج لأقوال وشائعات تعكر الهدوء وصفو الحياة.
< < <
كان طريق الإخوان مفروشاً بالورود بعد 25 يناير، للعودة إلى المجتمع فى محبة وهدوء وسلام، ولكنهم أذاقوا البلاد كئوس الدم، فكانت نهايتهم فى 30 يونيو.
إذا أردنا أن نعرف كيف يملأون عقول الشباب بالمتفجرات بدلاً من الموعظة الحسنة، وكيف يحولون أجسادهم إلى أشلاء بزعم الجهاد، علينا أن نفحص اعترافات شيوخهم فى تحقيقات النيابة وأمام المحاكم، لتوثيق جرائم تخريب العقول.
< < <
تجديد الخطاب الدينى رسالة تنويرية تستهدف العقول، وليس الجدل والاختلاف واستعراض الألفاظ والعبارات، بل النفاذ إلى الأفكار وتطهيرها من كل فكر يسيء للإسلام، ولا يستطيع أن يتصدى لهذه المهمة الصعبة، إلا من يمتلك القدرة والرغبة «معا»، فى زمن الهروب من المسئوليات.
الأمة تحتاج علماء منفتحون على المتغيرات التى يشهدها العالم، ولديهم الجرأة والشجاعة للتصدى للأفكار الرجعية المتشددة، التى تسيء للإسلام والمسلمين، علماء لا يخشون فى الحق لومة لائم، ويضعون نصب أعينهم مصلحة الناس وإعلاء شأن الدين.
بعض العلماء الأفاضل يستخدمون الصمت خوفاً من المتشددين، أو غير قادرين على مواجهتهم، أو معارضون للتجديد وراضون عن التجميد، ويتعاملون مع هذه القضية المهمة والخطيرة، بطريقة ذر الرماد فى العيون.
< < <
الفقر ليس فقط البطالة والعشوائيات والعوز والاحتياج، لكنه أيضاً فى الجهل الذى يسيطر على العقول، والخرافات التى أصبحت اللغة السائدة فى فتاوى التطرف، وفى الكتب والشرائط الصفراء وغرف الشر الإلكترونية، وفى لبن البقرة المبروكة التى تشفى من كل الأمراض.
مكافحة الجهل أصعب بكثير جداً من التنمية الاقتصادية، وشق الطرق وإنشاء المصانع وبناء المساكن، أسهل بكثير جداً، من تأسيس عقول سليمة تصون العلم والتقدم والحضارة والمدنية.. وتقدم الدول رهن ببناء الإنسان وتعظيم قيمته وتنمية ثقافته.
لن أقول مثل علماء النفس إن السبب هو فشل الدفاعات النفسية التى يولد عند الإنسان الانتحار العقلي.. ولن أقول إنه الاغتراب الناجم عن الجهل.. ولن أقول الجهل هو الحصاد للأنظمة الديكتاتورية التى حكمت مصر.
ففى بلدنا تنتشر الخرافات التى تعالج الأمراض، ومنذ سنوات أسس نائب سابق نادياً لمصاحبة العفاريت التى تطفئ حرائق الجن فى القرى، وحضّر أحد الفلكيين أرواح المشاهير على الهواء مباشرة، وعشنا أياماً كانت «أم أيمن» تحلم بأن «مرسي» جاى لابس أبيض فى أبيض، وبعض الفضائيات تخصص الساعات للدجالين الذين يقرأون المستقبل.
وأصبحت وسائل النصب والاحتيال والدجل والخرافات، هى أقصر طريق للشهرة وجلب الأموال، والضحك على الغلابة والطيبين.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة