خالد جبر
خالد جبر


اضواء وظلال

إما السودان وإما السد

خالد جبر

الإثنين، 01 مارس 2021 - 08:01 م

الاسبوع الماضى أعلنت إثيوبيا أنها ماضية فى بناء سد النهضة وتعبئته الثانية، وأن هذه الخطوة لا علاقة لها بالمفاوضات مع مصر والسودان.. حسب وكالة الأنباء السودانية "سونا".
واقترحت اللجنة العليا لسد "النهضة" فى السودان، الأسبوع الماضي، تحويل آلية المفاوضات الحالية لمسار رباعى يمثل فيه الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة وشددت على ضرورة "رفض اتجاه إثيوبيا لتنفيذ الملء الثانى لبحيرة السد قبل التوصل لآلية تنسيق مشتركة بين البلدين"، وأمنت اللجنة على مقترح فريق التفاوض بالمضى قدما فى التواصل مع الأطراف الدولية الأربعة لشرح فكرة الوساطة الدولية الرباعية حول سد النهضة، ويدعو السودان إلى توسيع مظلة التفاوض المتعلقة بالسد، ليتحول دور هذه المؤسسات من مراقبين لوسطاء.
وأكدت مصر على لسان وزير الخارجية سامح شكري، تأييدها لمقترح السودان لتطوير آلية مفاوضات السد الإثيوبي.
اما عن السودان فهو يخشى جدا من مخاطر ملء خزان سد النهضة على بلاده، ويؤكد أن أى ملء لخزان السد من جانب واحد سيمثل تهديدا مباشرا للأمن القومى لبلاده.الموقف المصرى والسودانى بشأن سد الحبشة بات واضحا ومتطابقا لأول مرة تقريبا منذ بداية الازمة.. وهو ما أوضحه الصديق العزيز الكاتب والمحلل السياسى السودانى حيدر التوم خليفة حول النزاع السودانى الاثيوبى.وان ما يسمى بسد النهضة هوالخطر الوجودى على السودان. ويؤكد الخبراء "احتمالية حدوث تشققات نتيجة الأحمال الرئيسية والأفقية الكبيرة جدًا، وإذا حدثت فإن علاجها سيكون غاية فى الصعوبة، خاصة إذا كان ارتفاع السد عاليًا.
وحتى لو تمت معالجة المشكلة، فسيكون العلاج مؤقتًا، ويحتاج للمزيد كل عام، تمامًا مثلما هو حادث اليوم مع سد الموصل بالعراق.
ومنذ يوليو 2016، تبيّن أن عرض أساسات سد النهضة لا يتناسب تمامًا مع الارتفاع المنتظر للسد (175 مترًا) وما يزيد من صحة هذا الافتراض أن المقاول الإيطالى قد أكمل بناء نصف المقطع الأوسط، منذ شهر فبراير 2016، وهناك صور على موقع شركة "ساليني" الإيطالية تؤكد صحة هذا الأمر.
وذكر أحد الخبراء الألمان فى 2014، أن التصميم الإنشائى لسد النهضة "لا يرقى لأن يكون تصميمًا لبناء عمارة"، مؤكدًا "أنه سينهار ويدمّر  فى طريقه كل شيء.. أيضا هناك مخاطر حقيقية أخرى مستمرة سوف تعانى منها دولتا مصر والسودان، الا وهى مخاطر التخزين المستقبلية الآتية بعد ملء السد الاول، إذ إنها سوف تخضع فقط لهوى الجانب الإثيوبى ومتطلبات تشغيل السد.. لأنه عند هبوط مستوى التخزين فى فترات شح الامطار لن تنال الدولتان حصتهما المقررة، وانما الفتات من مخلفات تشغيل السد.. وهذه إحدى نقاط الخلاف بين الدول الثلاث..
ولكن كل هذا كان من الممكن قبوله وتجاوز العديد منه بجولات الحوار (الذى ترفضه وتتعنت فيه اثيوبيا ، ولكن هناك ما لا يمكن السكوت عليه، لأنه ببساطة لا يمكن للسودان التعايش مع السد بسلام. ويضيف حيدر خليفة : لهذا على السودان أن يدمر السد قبل نهاية أبريل كحد أقصى، وألا يتفاوض حوله، لأن التفاوض لم يعد خيارا ولأنه لا يفيد حول خطر حقيقي ماثل يهدد وجود الدولة السودانية ذاتها..لهذا فالسودان يملك خيارا وحيدا لا بديل آخر له إما السد أو السودان.
وقد حددت نهاية أبريل لأنها الفترة التى يكون النيل فى أدنى مستوياته، وأن التخزين خلف الخزانات كمياته قليلة المياه، ولو حدث أن رد الجانب الإثيوبى بقصف اى من هذه السدود والخزانات السودانية سوف يكون مجرى النيل قادرا على استيعاب اى كميات متدفقة نتيجة لهذا الأمر... أى انتفاء فرضية الغرق فى فترة التحاريق هذه.. لأن كميات المياه المحجوزة وراء الخزانات لا تمثل خطرا إذا تدفقت شمالا، فمجرى السد الفارغ وبحيرة ناصر المنخفضة المستوى فى هذا الوقت من العام يمكنها استيعاب اضعاف هذه الكميات من المياه..
 والسؤال من عندى ..   ماذا تحمل لنا الايام القادمة من تطورات او مفاجآت.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة