مذبحة القلعة
مذبحة القلعة


في مثل هذا اليوم| مذبحة القلعة.. الرواية الحقيقية لخدعة محمد علي القاتلة

نادية البنا

الإثنين، 01 مارس 2021 - 11:26 م

مذبحة القلعة... من أكبر وأشهر المجازر البشرية على مر التاريخ...حدثت بسبب الطمع في الاستحواز على حكم مصر، من طرفين كل منهم حاك المكائد للآخر.. هما المماليك والعثمانيون متمثلين في حليفهم محمد علي بك.

فالتناحر على الحكم والسلطة بين محمد علي والمماليك، جعل محمد على باشا أن يتخلص من خصومه وأطاح بهم في مذبحة مروعة ودموية استأصل فيها كل مراكز القوى التي كانت تهدد عرشه.

بداية التخطيط لمذبحة القلعة

عندما عاد محمد على باشا من الصعيد وفى أوائل ١٨١١، بدء يعد الجيش لمحاربة الوهابيين، تنفيذاً لأوامر العثمانيين وقرر تنصيب ابنه أحمد طوسون باشا على رأس الجيش، وفي ذلك الوقت وصل لمحمد علي أنباء عن تخطيط المماليك لاغتياله للوصول إلى الحكم،  فقرر أن يكيد لهم مكيدة يقضي خلالها عليهم جميعًا حتى لا يفكر أي من اقربائهم بالثأر.

الحفل الأخير في حياة المماليك

أعد محمد علي مهرجانًا فخمًا بالقلعة، بمناسبة تنصيب ولده على الجيش وكان معتاد في ذلك الوقت الاحتفال بمثل ذلك الخبر خصوصاً والجيش خارجاً للحرب، وحدد له أول مارس ١٨١١، ودعا الأمراء والبكوات المماليك وأتباعهم للحضور فاعتبروها علامة رضا من الباشا ولبوا الدعوة

الخدعة القاتلة

اقرا أيضا|الاغتيالات السياسية «1»| مشاهد من مذبحة القلعة.. وقصة الناجي الوحيد

نسج محمد علي خيوط خدعته القاتلة، من أول لحظة استقبال البكوات المماليك في قاعة الاستقبال الكبرى، حيث استقبلهم بحفاوة كبيرة، وقدم لهم القهوة وشكرهم لحضورهم ولما سيناله ابنه من تكريم إذا ما ساروا في موكبه وتحرك الموكب وفى نهايته المماليك مجتازًا الممر الوعر المؤدي لباب العزب وما إن مر آخر واحد في موكب طوسون حتى أغلق الباب، وظل المماليك بداخل الممر ومن ورائهم جنود محمد علي الذين تحولوا عن الطريق وتسللوا الصخور على جانبى الممر، ولم ينتبه المماليك أن الباب أغلق واستمروا يتقدمون وتلاصقت صفوفهم المتلاحقة حتى دخلوا في بعضهم البعض، وفوجئوا بالرصاص ينهال عليهم من كل جانب وهم محصورون في الممر الضيق الغائر، واستمر القتل من الضحى حتى الليل، وامتلأ فناء القلعة بالجثث والدماء.

راويان لمذبحة القلعة

ولم يعرف المصريون كيف كانت خطة محمد علي وكيف تمت مذبحة القلعة، إلا بعد أن رواها شاهدان أساسيان، وهما الإيطالى ماندريتشي طبيب محمد على باشا، والآخر هو أمين بك المملوك الناجي الوحيد.

طبيب محمد علي شاهد على مذبحته

كان الطبيب الإيطالي ماندريتشي، بصحبة محمد علي الباشا في قاعة الحكم، أثناء مذبحة القلعة، ووصفها قائلاً : «كان الباشا جالسًا في قاعة الاستقبال، وقد ظل هادئًا إلى أن تحرك الموكب فساوره القلق والاضطراب، وساد صمت عميق، إلى أن سمع صوت أول رصاصة، فوقف وامتقع لونه، وظل صامتًا، إلى أن حصد الموت معظم المماليك» فدخل ماندريتشى على الباشا وقال له: «لقد قضى الأمر واليوم يوم سعد لسموكم» فلم يجب الباشا وطلب كوب ماء فشربه جرعة واحدة.

آخر مملوك يروي تفاصيل مذبحة قومة

أما الراوي الثاني هو أمين بك، الذي كان في آخر صفوف المماليك، فما أن سمع طلقات النار تنهال من كل جانب حتى صعد بجواده إلى المكان المشرف على الطريق، وبلغ سور القلعة، فلما رأى الموت محيطًا به من كل جانب لم يجد مفرًا من أن يقفز بجواده من أعلى السور، فلما شارف الجواد على الوصول إلى الأرض قفز من فوقه وهرب باتجاه الصحراء، إلى أن وصل لسوريا.

وسالت دماء المماليك فأغرقت البلاد بأكملها لأيام.. في مثل هذا اليوم ١ مارس

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة