روزموندبايك تتسلم  جائزتها افتراضياً / جائزة أفضل ممثل مساعد لدانيال كالوى
روزموندبايك تتسلم جائزتها افتراضياً / جائزة أفضل ممثل مساعد لدانيال كالوى


جوائز «الجولدن جلوب الـ ٧٨».. غسيل سمعة أم تكفير ذنوب؟!

الأخبار

الثلاثاء، 02 مارس 2021 - 07:26 م

كتبت : هويدا حمدى

هل تغير الجائحة شكل الحياة مستقبلا ؟ تعيد ترتيب أشياء واهتمامات وأولويات، وتطيح بمؤسسات وهيئات بدت مستقرة لعقود طويلة؟! تكشف وتفضح فسادا كان مسكوتا عنه بمنتهى الرضا، وتضع كل شيء فى مكان يليق به، لنجد نجوما رفعت لعنان السماء اختفى بريقها تماما، وممالك اهتزت عروشها فلم يعد من يراها أو يعيرها اهتماما؟!

حفل الجولدن جلوب الذى أقيم مساء الأحد الماضى يؤكد هذا الكلام، فلم يعد من يهتم، وإن كان، ستراه ساخرا ساخطا، ربما أثرت الحملة الصحفية التى شنتها صحيفة لوس انجيلوس تايمز على الصحفيين الأجانب بهوليوود HFPA المنظمة للجولدن جلوب تتهمها بالفساد المالى والإدارى والعنصرية وشارك فيها عدد من الصحف والمواقع الإليكترونية، وتبعتها مواقع التواصل الاجتماعى حيث عبر الناس عن غضبهم من الجمعية المعفاة من الضرائب التى تجمع ملايين الدولارات وتحصل على رشاوى وتؤثر فى صناعة السينما والترفيه بترشيحات وجوائز، وانتشرت دعوات بمقاطعة الحفل حتى تحرم المنظمة من أكبر مواردها المالية (ما يتجاوز ٢٧ مليون دولار من شبكة NBC)، بل وطالب رواد المواقع الاجتماعية النجوم بمقاطعة الحفل أيضا لينتهى نفوذ المنظمة وحفلها إلى الأبد.


الجميل والمبشر هو أنه مازال للصحافة قوة وتأثير فى عالم يحترم الكلمة ويدرك قيمتها وأهميتها، وقد كان للوس أنجيلوس تايمز ما أرادت، وقبل الحفل بأيام أرسلت HFPA للصحيفة بيان اعتذار ووعد بالتغيير، ولم تكتف بذلك بل ظهر فى الحفل رئيس مجلس إدارة HPFA ونائبته ومديرها ليتعهدوا بأن يكونوا أفضل مستقبلا وأكثر شمولا، دون تفاصيل، لكن مقدمى الحفل تحدثوا بمزيد من التفصيل عن عنصرية المنظمة التى تضم حوالى ٩٠ صحفيا ليس بينها صحفى واحد أسود، وتردد هذا الاتهام على لسان بعض الفائزين بالجوائز أيضا، غير أن المنظمة حاولت تأكيد حسن نواياها فحرصت أن تكون جوائزها متنوعة تنفى عنها الانحياز أو العنصرية، وبدأت الحفل بجائزة للنجم الأسود دانيال كالويا عن «Judas and the Black Messiah» الفيلم الذى اتهمت بتجاهله فى فئات مختلفة أهمها أفضل فيلم طبعا، فمنحته جائزة أفضل ممثل مساعد، ومنحت أندرا داى جائزة أفضل ممثلة فى فيلم دراما «The United States VS Billie Holiday» وكانت فرانسيس ماكدورماند (Nomadland) الأحق، ومنحت الراحل شادويك بوسمان جائزة أفضل ممثل فى نفس الفئة عن «The Rainey's Black Bottom» ومنحت زوجته فرصة لإلقاء كلمة مؤثرة عن النجم الراحل بعد صراع مع سرطان القولون، وكان أنتونى هوبكنز الأحق بالجائزة، لكن الرابطة حاولت التكفير عن ذنب العنصرية ليسيطر السود على جوائز التمثيل دون حق هذه المرة!.


ورغم ذلك لم يقتنع مهاجمو الحفل والمنظمة وعلقوا بسرعة على الجوائز بأنها مجرد إسعافات أولية لن تستمر، ومحاولة لصرف الانتباه عن اتهام المنظمة بالفساد المالي وهو ما يهم المواطن الأمريكى الآن والذى لم يعد يهتم كثيرا بالنجوم والجوائز وهو يعاني بطالة وكسادا ومرضا.


فى انحياز صارخ وفاضح كان لنتفليكس ٤٢ ترشيحا للجوائز وهو ما دعم اتهام المنظمة بالحصول على رشاوى، فخرجت نتفليكس بعشرة جوائز - وضعتها فى المقدمة - بفضل أعمالها التليفزيونية على رأسها «The Crown»، لكن سيل الترشيحات التى أغدقتها على فيلم نتفليكس «Mank» تبخرت فى الهواء، لتذهب الجوائز سينمائيا لمن يستحقها فعلا، منها «أفضل سيناريو» The Trial of Chicago 7» وهو لنتفليكس،ويتوج الفيلم الأروع «Nomdland» أفضل فيلم للعام وتفوز مخرجته الآسيوية كلوى تشاو أيضا بأفضل مخرجة وهو فوز مستحق ومتوقع فى الأوسكار فى أبريل القادم، وهو فيلم للسينما المستقلة لكن من توزيع ديزنى التى استحقت جوائزها الخمس فى الحفل خاصة جائزتى الفيلم المدهش «Soul»، (ماعدا جائزة أندرا داى) وبذلك حاولت المنظمة إضفاء التوازن على جوائزها.. وإن كان للمنصات باختلافها السيطرة، فهو مقبول فى عام كانت للمنصات فيه الكلمة العليا ولم يكن لاستوديوهات السينما وجود قوى بحكم إغلاق دور العرض منذ أكثر من عام بعد انتشار فيروس كورونا فى الولايات الأمريكية.. أما جائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية فكان لها نصيب كبير فى الهجوم على المنظمة واختياراتها، فاز بها «Minari» الذى تم تصويره فى أمريكا ، مخرجه امريكى كورى وإنتاج وتوزيع شركة أمريكية ونال ترشيحه انتقادات عديدة منذ البداية، وكان الأحق بالجائزة «Another round» لكن يبدو أن للمنظمة رأيا آخر.. فى النهاية، ورغم أن الجولدن جلوب ظلت على مدار السنوات الماضية موعد انطلاق للجوائز الأمريكية ومؤشرا لجوائز الأوسكار، إلا أن هذا العام ليس مقياسا، فالمحدد هذا العام لم يكن معيارًا فنيا فقط ولكن كان لاعتبارات أخرى، تحقيق توازنات أو نفى اتهامات، وهكذا أصبحت الجوائز فى معظمها غسيل سمعة أو تكفير ذنوب، وهو ما لا ينطبق على الأوسكار هذا العام.


المشكلة التى تفرض نفسها فقط هى عدم اهتمام الأمريكان بالمهرجانات والجوائز، ولا بصناعة السينما فى مجملها، وإن كانت أكاديمية علوم وفنون السينما المنظمة للأوسكار والمحدد له موعدا في ٢٥ أبريل القادم، مازال لديها أمل في أن تستقر الأحوال إذا ما تم تلقيح عدد كبير من المواطنين فى كاليفورنيا على الأقل، حينها فقط يعود الأمل في المستقبل، ويستعيد الناس شغفهم بالسينما ونجومها وجوائزها، وإن كان لتوابع الجائحة وتأثيرها الاقتصادي المروع رأى آخر أميل بشكل شخصي لتصديقه.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة