طاهر قابيل
طاهر قابيل


أول سطر

سلاسل من الذهب

طاهر قابيل

الثلاثاء، 02 مارس 2021 - 08:56 م

 

يوشك العالم الآن أن يطوى الصفحات الأخيرة من عصر مزقته صراعات المصالح بين الشرق والغرب والشمال والجنوب.. واشتعلت فيه النزاعات بين الطبقات والشعوب وزادت المخاطر التى تهدد الوجود الإنسانى والحياة على الأرض.. وتأمل الإنسانية أن تنتقل من عصر «الرشد» إلى عصر «الحكمة» لنبنى عالما جديدا تسوده الحقيقة والعدل وتصان فيه الحريات وحقوق الإنسان.. ونحن كمصريين نؤمن بعودتنا للإسهام بالمشاركة قى التاريخ الجديد للإنسانية.. فنحن قادرون أن نستلهم الماضى ونستنهض الحاضر ونشق الطريق إلى المستقبل.
نحن ـــ المصريين ـــ نؤمن بأن لكل مواطن الحق فى العيش على أرض هذا الوطن فى أمن وأمان.. وبالديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمى للسلطة.. ونؤكد على حق الشعب فى صنع مستقبله وأنه وحده مصدر السلطات والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية وأنه حق لنا ولأجيالنا القادمة.. لقد كانت ثورة «25 يناير - 30 يونية» فريدة بين الثورات الكبرى فى تاريخنا الإنسانى بكثافة المشاركة الشعبية وبالدور البارز لشباب متطلع لمستقبل مشرق وتجاوز الجماهير للطبقية والإيديولوجيات نحو آفاق وطنية وإنسانية أكثر رحابة.. وبحماية «جيش الشعب» للإرادة الشعبية.. وبمباركة من الأزهر الشريف والكنيسة الوطنية لها بسلميتها وطموحها فى تحقق الحرية والعدالة الاجتماعية معا.. فهذه الثورة إشارة إلى ماض مازال حاضرا وبشارة لمستقبل تتطلع إليه الإنسانية.«مصر» كتبت دستورا يجسد حلم الأجيال بمجتمع مزهر ومتلاحم.. ودولة عادلة تحقق طموحاتنا ويستكمل بناء دولتنا الديمقراطية الحديثة ذات الحكومة المدنية ومبادئ الشريعة الإسلامية مصدرها الرئيسى للتشريع.. ويفتح أمامنا طريق المستقبل ويتسق مع الإعلان العالمى لحقوق الإنسان ويصون حريتنا ويحمى وطننا من كل ما يهدد وحدتنا الوطنية ويحقق المساواة فى الحقوق والواجبات دون تمييز.. فثورتنا امتداد لمسيرتنا الثورية للوطنية المصرية وتؤكد العروة الوثقى بين الشعب وجيشه الوطنى الذى حمل أمانة ومسئولية حماية الوطن والتى حققنا بفضلها الانتصار بمعاركنا الكبرى من دحر العدوان الثلاثى ونصر أكتوبر الذى منح للرئيس أنور السادات مكانة خاصة فى تاريخنا القريب.
الشعب هو السيد فى الوطن السيد.. وهذا هو دستورنا الذى كتبناه مواطنات ومواطنون بإرادتنا.. وسجلت مقدمته «بسلاسل من ذهب» واختيرت كلماته بعناية فائقة.. وأهدانى الكاتبان الصحفيان أحمد جلال «رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم» وضياء رشوان «رئيس الهيئة العامة للاستعلامات» نسختين منه.. وأتمنى أن يقرأه كل مصرى ومصرية باهتمام ويحتفظ بنسخة منه.. فهذا دستورنا.. وقد قسمت أبوابه وفصوله إلى أقسام تتحدث عن «الدولة» والمقومات الأساسية للمجتمع والحقوق والحريات والوجبات العامة.. و»سيادة القانون» ونظام الحكم والسلطات.. «وقواتنا المسلحة» والمجالس والهيئات المستقلة.. ويبلغ عدد مواده 254 مادة فى 107 صفحات.. فعلا «تحيا مصر» أمس واليوم وغدا.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة