د.محمود عزمى يهبط من الطائرة عائدا من باريس إلى القاهرة
د.محمود عزمى يهبط من الطائرة عائدا من باريس إلى القاهرة


« هيكل » يعتبره واحداً من أهم العقول المصرية فى القرن العشرين

«محمود عزمى» من تحدي القبضة الحديدية.. لتأسيس أول جمعية لحقوق الإنسان

الأخبار

الأربعاء، 03 مارس 2021 - 07:22 م

 

هل تعلم الدول الغربية المخترقة من جماعة الإخوان الإرهابية التى تتاجر بحقوق الإنسان فى مصر أن أول جمعية لحقوق الإنسان تأسست فى مصر بنضال من الأب الروحى لصاحبة الجلالة الصحافة الدبلوماسى الشهير الدكتور محمود عزمى؟ الذى كان له الفضل فى تأسيس أول حزب باسم "الحزب الديمقراطى"، وشارك فى سن أول قانون لنقابة الصحفيين، وكان أول كاتب يتحدى رئيس الوزراء إسماعيل صدقى صاحب القبضة الحديدية الذى استن قانوناً من البرلمان لإسقاط الجنسية عن المصريين بالخارج، إنه المناضل من أجل الحريات الذى كرمته الدولة بإطلاق اسمه على شارع مهم فى الزمالك.

سافر محمود عزمى ضمن المبعوثين إلى باريس للدراسة 1908، وكان ضمن البعثة الشيخ مصطفى عبد الرازق، وتكونت لديه فى باريس وجهة نظر حديثة، فانتقل من حزب " مصر الفتاة " إلى " الحزب الوطنى "، وارتبط بأهداف الاستقلال والمساواة فى الحقوق، وأسهم عام 1918 فى تأسيس "الحزب الديموقراطي" ولم يكن وقتها مسمى الديمقراطية معهودًا فى تسمية الأحزاب، ويرجع له الفضل فى تطوير الصحافة عندما عمل بمعهد التحرير والترجمة، وأسس 4 صحف " الاستقلال− وادى النيل − اليوم − الشباب "، وحين اختير مديرًا للرقابة على الصحف 1939 لم يستمر فى منصبه لأنه ظل مدافعًا عن حرية الصحافة، ولهذا اختير رئيسًا للجنة حرية الأنباء فى الأمم المتحدة، وشارك فى كتابة ميثاق شرف الصحفيين الدولى، وشارك فى عضوية المجلس الاقتصادى والاجتماعى التابع للأمم المتحدة، وكان مدافعًا عن حقوق المرأة ضمن دفاعه عن الحريات والحقوق فى لجنة ضمَّت د. طه حسين، ود. عبد الرحمن بدوى، ومحمد السيد ياسين، صاحب مصنع الزجاج الشهير، وكان أستاذًا للصحافة فى كليات ومعاهد مصرية وعراقية، وعمل فى المجال الدبلوماسى، من محرر إلى رئيس وفد فى الجامعة العربية والأمم المتحدة، وآخر صورة التُقطت له كانت من فوق منصة الأمم المتحدة فى 3 نوفمبر 1954وهو يلقى كلمة مصر التى يدافع بها عن وجهة نظر مصر فى واقعة توقيف السفينة الإسرائيلية " بات جليم " التى أرادت بها تل أبيب تحدى رسم الحدود المائية لمصر واختراقها، فردت السلطات المصرية بتوقيف السفينة واعتقال طاقمها البحرى، وقد فارق د. محمود عزمى الحياة أثناء إلقاء كلمته، ونُكست أعلام الأمم المتحدة حدادًا عليه.

ويسرد الدكتور محمود عزمى قصة تأسيس أول جمعية لحقوق الإنسان فى مصر فيقول :

عندما تولى إسماعيل صدقى باشا رئاسة الوزراء سنة 1930، أحست البلاد بقلق شديد على دستورها وحرياتها، وهبَّ المصريون داخل مصر وخارجها للإحساس بالخطر، كنت وقتها بمدينة " لوزان" للعلاج من السكرى، واجتمعت مع الطلبة المصريين فى لوزان فيما يجب أن نؤديه لبلادنا فى تلك المحنة، فقررنا أن نبعث ببرقيات احتجاج على رئيس الحكومة إسماعيل صدقى باشا، ونناصر حزب الوفد، ورحنا ننشر مقالات فى الصحف السويسرية ونتحدث فى الاجتماعات التى يحضرها ذوو النفوذ فى العالم لشرح الموقف المصرى وما يكتنفه من تبعات، وفى هذه المرحلة كان الصراع السياسى بين " الحركة الوطنية " وسلطة الاحتلال على أشده راضا للسياسات الأستعمارية، ولما أتممت علاجى فى " لوزان" قصدت إلى باريس، لأنى أدركت أن حياة الأحرار بمصر فى عهد إسماعيل صدقى لن تكون بمأمن، ومن هنا نشأت عندى فكرة جماعة حقوق الإنسان، وكان صدقى باشا قد أصدر دستور 1930 واستصدر قبل انعقاد برلمانه مرسومين عدل بهما أحكام قانون المطبوعات، ومواد قانون العقوبات المتصلة بالصحافة، وقانون الجنسية الذى أضاف إليه إسقاط الجنسية عن المصريين المقيمين فى الخارج، ووصلت إلينا الجرائد تحمل سؤالا برلمانيا تقدم به عبد الله لملوم للحكومة عن موعد تطبيق أحكام القانون الجديدة لإسقاط الجنسية عن المصريين المقيمين بباريس بزعم انهم على اتصال بجماعة شيوعية على صلة بحكومة موسكو وهى " جماعة حقوق الإنسان" !

بعد مشوار طويل فى شارع الصحافة، محررا ومندوبا ورئيسا لتحرير العديد من الإصدارات الصحفية، وواضعا للبنة الأولى لمشروع نقابة الصحفيين، ومؤسسا لمعهد الصحافة والترجمة، ورقيبا على المطبوعات فى وقت الحرب العالمية الثانية، استقر الحال بالدكتور محمود عزمى مديرا للتشريع بمصلحة الضرائب ومثل مصر فى لجنة الضرائب الدولية التابعة لعصبة الأمم فى يونية 1939، واختارته وزارة الخارجية ليمثل مصر بصفته الشخصية فى لجنة حرية تداول الأنباء الفرعية التابعة للمجلس الاقتصادى والاجتماعى بالأمم المتحدة عام 1949، وقدم فى ذات العام مشروعا لتنظيم حرية تداول الأنباء وحماية المراسلين الأجانب، وقدم قانون السلوك المهنى للعاملين بالصحافة، وفى يوليو 1951 قدم مع مندوبى فرنسا وكوبا وهولندا مشروعا للجنة الاجتماعية يقضى بإنشاء لجنة من خبراء 15 دولة لوضع شروط اتفاق دولى لحرية الأنباء، ومثل مصر فى مؤتمر الشئون الصحفية بمدينة إيفيان الفرنسية وطالب بحق الصحفيين فى حرية البحث والتعبير، فكان المدافع الأول عن حرية الصحافة فى الأمم المتحدة، ولهذا انتخب رئيسا للجنة عام 1952، وأقرت اللجنة ميثاق الشرف الدولى للصحفيين.

وأيد د. محمود عزمى ثورة يوليو 1952 فى حل الأحزاب ووضع دستور جديد للبلاد، فحاز تقدير قادة الثورة، وتم اختياره فى لجنة الخمسين التى تشكلت عام 1953 لوضع الدستور الجديد، وشارك فى لجنة الحريات والحقوق والواجبات، وانتخب رئيساً للجنة حقوق الإنسان مارس 1953وأُعيد انتخابه 1954، وفى مايو 1954 صدر مرسوم بتعيينه رئيساً لوفد مصر الدائم فى الأمم المتحدة، وكان الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل شديد الإعجاب به ووصف بالمرشد والمعلم فى كتابه " من نيويورك إلى كابول " واعتبره واحدا من أهم العقول المصرية فى القرن العشرين، وقال إنه كان رائدا فى الكتابة الصحفية المتعمقة فى قضايا الشرعية والديمقراطية والتجديد، وقال : " تعرفت عليه فى أواخرالأربعينيات وأصبحت مدعوا كل خميس إذا كنت فى مصر إلى بيته حيث يسكن مع زوجته الروسية " يوشكا "، وكان بيته حافلا بثلاثة مواقع قريبة من العقل والقلب: أولها كتب التراث العالمى، وثانيها الموسيقى الكلاسيكية، أما الثالث فهو تلك المدفأة التى تتحاور مع ألسنة النار فى ليالى الشتاء الباردة ".

 ‬

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة