مصطفى يونس
مصطفى يونس


بالبلدى ..

الدوشة وصبيان المعلم

مصطفي يونس

الأربعاء، 03 مارس 2021 - 08:04 م

 

والعبرة فى المجتمعات الشعبية تكمن فى أن الجميع يعرف بعضه بعضا، إما نسبا وقرابة، أو جيرة وسكنا.. فالمنطقة الشعبية لها مميزات عديدة أبرزها الأمن والأمان والعزوة، وسؤال الكثيرين عنك إذا اختفيت فترة، وأيضا نشأة أبنائك بين أقاربهم وجيرانهم، فتأمن عليهم من غدر الشارع، ناهيك أيضا عن أن فرحك أو جنازتك ستكون مكتظة بالأهالي وهو مفخرة للبعض.. لكن لابد أن تنتبه أن الوضع لم يصبح مثلما وصفت سابقا، فكثيرا ما قابلت من جيرانى وأبناء منطقتى وغيرها يشكون مر الشكوى، بسبب تغير الأوضاع وتبدل الأحوال.. فالعديد من المناطق الشعبية الآن أصبح الغالب على طباعها، الخلاف والخصام، والغيبة والنميمة وحب الذات. انقسم البعض إلى فرق وشللية، من يعرقل من، ومن يهزم من، ومن يجيد الكتابة على السوشيال ميديا أفضل من الآخر، ومن يحارب لصالح من، كلها معانٍ وأحداث ستجدها بالقرب منك، بل أمام عينيك إذا ما أرهقت اصابعك قليلا وتصفحت «الفيس بوك» مثلا.. تركنا إصلاح ذاتنا وتغيير أنفسنا وطالبنا غيرنا بذلك، لا نتبرع بجنيه واحد ولكن نطالب الآخرين بالتبرع كل لحظة، نمدح في رئيس الحى وهو فاشل فى رصف شارع ليسبب الأمراض للرجل المسن والسيدة العجوز والطفل الرضيع، ننتقد الأداء والوضع الحالي ونحن لا نتابع الإنجازات التي تتم على أرض الواقع، نفكر تحت أقدامنا ولا نعلم أن ما يحدث هو تطوير شامل لبنية تحتية لنا ولأبنائنا فى السنوات المقبلة، ننتقد أداء ضابط شرطة مثلا فى القسم لمجرد النقد، وهو من ترك أبناءه وبلدته لخدمتنا والسهر على أمننا، بل نرى البلطجية وتجار المخدرات لنجلس معهم احيانا، لماذا لا نكون إيجابيين وفاعلين، لماذا لا نكون عوامل مساعدة لا عوامل هدم، هل نحتاج إلى إعادة تثقيف، أم أننا نحتاج إلى أخلاق جديدة؟ لماذا يحب البعض الدوشة، فأزمتنا الحقيقية فى الدوشة، هو يفتعل دوشة ليشار إليه، وذاك يفتعل دوشة ليقولوا إنه بطل، وأنا افتعل دوشة لتقرأ مقالاتي، هل المعضلة فى كونك معلما أم صبيا، فالمعلمة - بفتح الميم - لها رجالها وأسلوبها وأخلاقها، ليس كل شخص يجيدها، قد تكون من صبيان المعلم ولكنك لا ترى ذلك أو لا تريد أن تراه لأنك غشيم وتحتاج إلى إعادة تأهيل، لكن حتى الصبيان يأتى عليهم اليوم ليكبروا ويصبحوا معلمين، بماذا؟ بالتعليم والأدب والمهنية.. عذرا يا سادة، فنحن نحتاج إلى إعادة ترميم من الداخل قبل الخارج قبل أن ينظر إلينا أبناؤنا يوما فيقولوا علينا بئس الآباء.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة