عائلة بثينة وجابر تشدو على صفحة النيل
عائلة بثينة وجابر تشدو على صفحة النيل


عائلة بثينة وجابر تشدو على صفحة النيل

«يا مراكبى.. سوق على مهلك سوق بكرة الدنيا تروق»

الأخبار

الأربعاء، 03 مارس 2021 - 08:32 م

كتب : عمر يوسف

تغيرت معادلة السعادة بالكامل فى إحدى عائلات محافظة المنيا.. فهم يعيشون فى بيت واحد أبناء وآباء وأجداد، يدفئهم تجمعهم من برودة الأيام القاسية.. ويوم الجمعة هو يوم العيد لكل أفراد الأسرة من أصغر حفيد حتى الجد الأكبر، وذلك لانتظام عادتهم على «الفسحة النيلية» من خلال استئجار مركب والتجول به فوق هدير مياه النيل وأمواجه الهادئة والتنقل بين البقع الخضراء التى تتميز بها ضفتا النيل فى صعيد مصر.

ولا تتوقف مفاجآت الحاجة بثينة الجدة التى تبلغ من العمر أرذله فى كل فسحة، وذلك بإحضارها الجبن القديم والعيش المصنوع من عجين الذرة الذى لا يحلى أكله إلا وسط المياه، بجانب بعض الفاكهة التى يتهافت عليها الأطفال بمجرد أن يروها تخرج من «سبت» الجدة، ليكتمل مشهد السعادة الحقيقية التى لا يعيشها إلا من كانت الرضا تعشش فى قلوبهم وحب الجميع قد خيم فى عقولهم بالكامل.

وهذا هو وجه وحيد من أوجه السعادة التى ترسمها تلك الأسرة البسيطة.. وفى الصباح يجلس الجميع على مائدة واحدة فتحلو لقمة الطعام حتى وإن كانت بسيطة للغاية وترتكز على نوع واحد من الطعام يوميًا، ولكن ضحكات الأطفال ونكات الآباء تجعل الأمعاء تتراقص من الفرحة، ولاسيما حديث الحاج جابر كبير البيت، الذى يكلله الوقار من الخارج لكثرة تدخله فى حل مشكلات الجميع، والجلسات العرفى التى تتم دعوته إليها.. وعندما يجالس أبناء أسرته يخلع عمامة التكلف ويظهر وجه طفل يداعب جميع الأطفال ويكافئهم بجنيهات فضية على تفوقهم فى صفوفهم الدراسية.. وتختلف معايير السعادة من شخص لآخر باختلاف المستوى الثقافى والمادى والاجتماعى.. البعض قد لا يدرك السعادة إلا بامتلاكه سيارة فارهة على أحدث موديل، وبعد مرور عدة أيام يدركه الملل ويبدأ فى البحث عن أقرب فرصة للتخلص منها، والبعض الآخر قد يصل لأضعاف هذه السعادة بمجرد رؤية البسمة ترتسم على وجوه أبنائه الصغار أو الارتقاء درجة جديدة فى عمله جاءت نتيجة مجهود كبير كان قد بذله.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة