إعداد البرتقال للتصدير للخارج
إعداد البرتقال للتصدير للخارج


الموالح المصرية.. « نمبر ١»

« الأخبار » فى أحدث محطات التصدير.. والبرتقال صاحب «علامة الجودة الكبرى»

مصطفى علي

الأربعاء، 03 مارس 2021 - 08:48 م

160‭ ‬دولة‭ ‬تستقبل‭ ‬305‭ ‬سلع‭ ‬زراعية‭.. ‬وتوقعات‭ ‬بطفرة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬تتحدى‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬

طلبــات‭ ‬المستـورديــن‭ ‬‮«‬أوامــر‮»‬

تكنولوجيا‭ ‬متطورة‭ ‬للفرز‭ ‬والتعبئة‭ ‬والتغليف‭ ‬ودقة‭ ‬كاملة‭ ‬فى‭ ‬النقل‭ ‬والتخزين

ملف‭ ‬خاص‭ ‬لكل‭ ‬دولة وتصوير‭ ‬كل‭ ‬ثمرة‭ ‬40‭ ‬لقطة‭ ‬لاستبعاد‭ ‬غير‭ ‬المطابق

على مدار عامين وأكثر كانت قصة النجاح الحقيقية للصادرات الزراعية المصرية بشكل عام، والموالح بشكل خاص والبرتقال بشكل أكثر خصوصية، فالزيادة تتواصل كل عام فى حجم التصدير الزراعى رغم جائحة "كورونا" وما سببته من مشكلات لمختلف القطاعات، وخلال شهرى يناير وفبراير من العام الحالى صدرت مصر مليون طن محاصيل بزيادة 5 % عن العام السابق ووصلت إلى 305 سلع زراعية تستوردها 160 دولة من مصر، وواصلت الموالح تربعها على عرش الصادرات، فوصلت إلى 682 ألفًا و86 طنًا وحدها دون غيرها، ووصل البرتقال المصرى إلى أسواق لم تكن فى الحسبان مثل اليابان وأستراليا وإسبانيا والأخيرة هى أهم مورد للموالح على مستوى العالم، لكن المنتج المصرى نجح وبمنتهى القوة فى فرض نفسه على كل الأسواق الدولية وأصبح " نمبر 1".

" الأخبار" رصدت سير العمل وخطوات التصدير الزراعى فى أحدث محطة تصدير بمصر، وكيف يتم التعامل مع محصول البرتقال وباقى الموالح والاشتراطات التى تضعها كل دولة، وكيفية تلبية هذه الاشتراطات فى آن واحد، ودور الحجر الزراعى المصرى فى هذه الملحمة، والجهود الكبيرة التى تبذلها معامل وزارة الزراعة من أجل حماية الحاصلات الزراعية المصدرة والمستوردة بما يحافظ فى النهاية على صحة المستهلك المصرى والأجنبى والحفاظ على سمعة الصادرات المصرية وزيادة معدلات التصدير.

فى محافظة البحيرة وتحديدًا فى مدينة النوبارية، تقع أحدث محطة تصدير زراعى فى مصر، بما تمتلكه من معدات وأجهزة متطورة للغاية لا تتواجد فى غيرها من المحطات، العمل يسير بشكل دقيق للغاية، كل فرد يعرف دوره المنوط به فى هذه المنظومة ويقوم به على أفضل ما يكون لذلك لم يكن غريبا أن تصل صادراتها على مدار العام إلى ما يقرب من 61 دولة.

المحطة يمكن اعتبارها منظومة متكاملة من مرحلة الزراعة إلى التصدير، فهى تقوم بإتمام العملية كاملة بدءًا من زراعة الأرض وفقًا لاشتراطات معينة تطلبها الدول المستوردة بنسب مبيدات وأسمدة معينة، كما أن هناك محاصيل عضوية أيضًا يتم زراعتها دون أى مبيدات وفقًا لما تطلبه أيضًا الدول المستوردة.

أماكن للتخزين وسيارات للنقل وثلاجات للتبريد وأجهزة قياس حرارة المحاصيل وأحدث أجهزة للفرز والتعبئة والتغليف، فكل شيء يتم التخطيط له منذ سنوات حتى وصلت المحطة إلى ما وصلت إليه حاليًا.

بداية تأسيس المحطة المتكاملة كانت فى أواخر الثمانينيات من القرن الماضى من خلال استصلاح مساحة كبيرة من الأراضى الصحراوية، فضلًا عن التخطيط بشكل أفضل للزراعات المستهدفة، وكانت رؤية المحطة واضحة منذ اليوم الأول وهى التصدير قبل أى شيء، ووضعت المحطة تحدى أمامها وهو أن تكون أول عملية تصدير للسوق الإنجليزى الصعب فى ذلك الوقت لإيمانهم أنه إذا تمكنت المحطة من ذلك سيصبح بقية الأسواق أمرًا سهلا.

بداية الطريق

المحطة استقدمت خبراء من دول عدة على رأسهم إنجلترا، وبمرور الوقت انتشرت منتجاتها فى عدد كبير من دول أوروبا واليوم تصدر لـ 61 دولة وهو رقم ليس صغيرًا فى عرف التصدير، فكل دولة منهم لها ملف كامل من اشتراطات وإجراءات سواء فى سلامة الغذاء أو متطلبات الجودة أو متبقيات المبيدات، وغيرها من التفاصيل الدقيقة والكثيرة التى يجب فهمها جيدًا، وبالتالى يمكن القول إن أهم ما يميز المحطة أنها تشتل البذور فى مشتل خاص بها ثم تبدأ زراعة الأشجار فى المزارع الخاصة بها وتجميعها بمحطات داخل المزرعة نفسها على عكس الكثيرين الذين يذهبون لمزارع ثم محطة ومن ثم تظهر نسبة فاقد كبيرة.

عمليات التعقيم بالمحطة ليس لها علاقة بكورونا أو غيرها، فهو نظام محدد وضعته لنفسها قبل أى جائحة أو مشكلة، فمنذ الدخول إلى المحطة وعند أبوابها توجد ما يشبه بركة المياه وهى خاصة بتعقيم السيارات التى تدخل المحطة ثم تتواجد عند كل مكان أدوات التعقيم وملابس خاصة لدخول المحطة يلتزم بها الجميع سواء كانوا زائرين أو من العاملين بالمحطة.

الموسم الحالى هو موسم تصدير الموالح بأنواعها المختلفة وعلى رأسها البرتقال واليوسفى والفراولة والليمون والجريب فروت، ويأتى البرتقال على رأس هذه القائمة حيث أصبحت مصر هى أولى دول العالم تصديرا للمحصول وأهم مورد للعالم بأكلمه من هذا المحصول منذ أكثر من عامين.

خطوات التجهيز

عملية التصدير لها عدة خطوات بعد حصاد المحصول، حيث تقوم السيارات بنقل المحاصيل إلى محطة التصدير، ثم تبدأ أولى الخطوات من خلال غسل المحصول فى ماكينات غسل عملاقة بصورة مركزة للغاية وعلى مراحل من خلال الماء الساخن وبعض المواد الفطرية للقضاء على الأمراض والبكتريا وإزالة الأتربة والحشرات القشرية العالقة إن وجدت، ويتم تسجيل كل "باليتة" بحجمها ومكان الأرض التى تم زراعتها فيها والمبيدات المستخدمة ووقت دخولها المحطة والمجموعة التى تولت ذلك من أجل معرفة كل ما يخصها فى حالة حدوث أى مشكلة.

بعد الغسيل يدخل المحصول إلى المحطة حيث تبدأ عملية الفرز اليدوى من خلال مجموعة من العمال الذين يقومون بفرز يدوى سريع لكل المحصول الداخل إلى المحطة، وبعد ذلك تدخل على سير التشغيل بمراحله المختلفة التى تشمل التجفيف والتشميع والتغليف وذلك تحت إشراف العمال المخصصين لذلك ثم تتم عمليات التعبئة داخل الكراتين حسب النوع والحجم والدولة المستوردة، وبعد ذلك توضع الكراتين داخل الباليتات وتوضع فى الثلاجات للتبريد وفقا للاشتراطات الخارجية انتظارا للرحيل إلى الموانئ التى سيتم التصدير من خلالها، وفى الموانيء تعرض مرة أخرى على لجنة تابعة للحجر الزراعى لإعادة الفحص النهائى للرسالة الصادرة وتحرير طلب بالقبول طبقا لكافة التشريعات الحجرية الدولية.

تكنولوجيا حديثة

التعامل التقنى مع المنتجات الزراعية يرفع من معدلات الكفاءة والجودة، حيث أن كل ثمرة يتم تصويرها على جهاز إلكترونى حوالى 40 لقطة، وعلى أساس هذا التصوير يتم تصنيفها حسب الحجم والجودة قبل عمليات التغليف والتعبئة، كما يتم استبعاد أى ثمرة غير مطابقة للمواصفات ولا يسمح بتصديرها وتوجه لمصانع المربات والعصائر طالما أن العيب ظاهرى فقط ولا يوجد أى مشاكل داخلية.

وأكد مسئولو المحطة أن عملية فتح سوق جديدة أمام التصدير تتطلب وقتا وجهودا كبيرة وهى أمور يجب استيعابها جيدًا، فالتصدير لإحدى الدول يتطلب زيارتها أولا والتعرف على كيفية استهلاك شعبها والعملية الاسترادية بها ومخازن العملاء ومتطلبات السوق وهل من الممكن أن توفيها كمصدر كما يرغبون أم لا، فعلى سبيل المثال بعض الدول تحب أن تأكل البرتقال صغير الحجم وأخرى كبير وهنا يجب أن تعرف رغبة المستهلك، وتبدأ من خلال المحطة وتوقيت الحصاد أن تفكر بطريقته وليس طريقتك، لتنجح فغير ذلك لن تنجح أبدًا.

وأشاروا إلى أن المحطة تعمل كفريق واحد وبالتالى من المستحيل أن ينجح فيه أحد وحده، كل فرد يعلم دوره المحدد ودور من قبله ومن بعده، فالجميع يكمل بعضه، وهذا سبب أننا قادرون على أن نتواجد فى كل هذه الأسواق، وألا نتضرر من أى مشكلة فى أى دولة بمعنى إنك إذا ركزت على دولة أو اثنين وحصل إغلاق أو مشاكل بالعملة كما نرى فى روسيا تتأثر بشدة عملية الاستيراد أو التصدير وهى سوق كبير، لكن الاستعداد لذلك يجعل الضرر أقل لأنه لا يوجد أى دولة تمثل أكثر من 10 % من حجم تصديرنا.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة