شريف رياض
شريف رياض


فوق الشوك

آداب استخدام المحمول

شريف رياض

الأربعاء، 03 مارس 2021 - 09:11 م

 

كما أن هناك آداباً للحديث والاستماع والمرور وتناول الطعام فهناك بلا شك آداب لاستخدام التليفون المحمول.. ولكن للأسف الغالبية لا يعرفون عنها شيئا.. هذا الموضوع يشغلنى منذ فترة ونويت الكتابة عنه عدة مرات حتى شاء القدر أن يكون موعدنا اليوم.

ولتكن البداية بأهم الملاحظات... أغلبنا عندما يتصل بأى شخص يبدأ بتوجيه التحية له ثم يدخل فى الموضوع مباشرة كأن يسأله سؤالا أو يقص عليه حكاية أو يشكو  له من شيء ما.. كل هذا دون أن يتأكد إذا كان الشخص الذى اتصل به فى ظروف تسمح له باستقبال المكالمة ومواصلة الحوار معه أم لا.

وإذا كان صديقك أو زميلك أو قريب لك قد يقبل ذلك فمن المؤكد أنك عندما تتصل بمسئول أو شخصية قيادية فى موقع ما لا يمكن أن تفاجئه بأنك تدخل فى الموضوع مباشرة.. من الضرورى أن تبدأ بتعريف نفسك بسرعة ثم تسأله إذا كان وقته وظروفه تسمح له بمواصلة المكالمة أم يفضل تأجيلها إلى وقت آخر.. هذه أبسط حقوق الشخص الذى تتصل به.. لا يصح أن تفرض نفسك عليه حتى لا تضطره للاعتذار لك عن عدم مواصلة المكالمة ما يضعك فى موقف حرج بلا شك وبلا مبرر.
من المهم أيضا ألا تتصل بالمسئولين وكبار السن والسيدات خاصة المتزوجات- فى مواعيد متأخرة حتى لو كان الأمر ملحاً.. قد يجوز ذلك مع صديق أو قريب لك فى نفس سنك أو تعرف عنه أنه معتاد على السهر لكن فيما عدا ذلك لا يجوز إطلاقا الاتصال فى وقت متأخر.

وإذا اتصلت بأى شخص ودار بينكما حوار لا يجوز اطلاقا أن تشرك شخصاً ثالثا فى المكالمة كمستمع دون موافقة الشخص الذى اتصلت به.. هذه خيانة للأمانة.. لكن هذا لا يمنع إذا ما احتاج الأمر تبادله الرأى بين ثلاثة أو أربعة أشخاص أن يحولوا المكالمة بينهم إلى ما يعرف بالـ«conferencecall» ليتبادلوا الحوار بحرية وعلى مسمع من جميع المشاركين فيه.

ملاحظة أخرى وهى الاطالة غير المبررة فى مكالمة المحمول من قبل المتلقى للاتصال دون مراعاة أن المكالمة على حساب المتصل فتجده ينتقل من موضوع لآخر وقد يصل الأمر إلى تبادل النكات والقفشات.. المحمول أداة وفرتها لنا التكنولوجيا لتحقيق أغراض الاتصال السريع.. إبلاغ معلومة أو السؤال عن شيء ما.. وبمعنى آخر يجب ان تكون «كلمتين ورد غطاهم» لا مجال هنا لتحويل الاتصال الى «مكلمة» تستغرق وقتا طويلا حتى لو كان المتصل هو السبب فى إطالة المكالمة.

وأخيرا.. إذا وجد المتصل أن متلقى المكالمة «يقفل عليه» هذا ليس له إلا معنى واحد.. انه مشغول أو فى اجتماع.. لا داعى فى هذه الحالة إلى تكرار محاولة الاتصال به عدة مرات بفارق ثوان أو دقائق معدودة.. اغلاق المكالمة من قبل المتلقى يحمل رسالة أنه لا يستطيع الرد الآن وسيعاود الاتصال عندما تسمح ظروفه على المتصل أن يفهم ذلك دون أن يسبب إزعاجا لمن يتصل به.

والآن.. ما رأيكم.. هل أصبت بالتنبيه أن هناك آدابا لاستخدام المحمول وهل ستراعونها مستقبلا وهل ستتحمل الأسرة والمدرسة مسئوليتها فى سبيل تعريف الأطفال والشباب بهذه الآداب.. أم  أنني كمن يحرث فى البحر؟

آخر كلام

ربما هذه الملاحظة لا تدخل ضمن آداب استخدام المحمول لكنها بلا شك يجب التنبيه إلى خطورتها على الصحة وأعنى بها اعتماد الشباب لساعات طويلة على سماعات الأذن للاستماع إلى الأغانى والموسيقى من خلال التليفون المحمول الأمر الذى أكدت كل الأبحاث العلمية تأثيره الضار على المخ والأعصاب وهو ما يستوجب متابعة الآباء والأمهات لأبنائهم الذين تعودوا على ذلك وتنبييهم على الدوام لهذا الخطر.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة