جلال دويدار
جلال دويدار


رحلة

آثارنا والكورونا وخسائر بالجملة ؟!

جلال دويدار

الأربعاء، 03 مارس 2021 - 09:45 م

 كما هو معروف فإن الكورونا كانت وراء التراجع الهائل فى موارد آثارنا المادية من العرض فى عواصم العالم. هذه المعارض كانت تتحول إلى مهرجانات ثقافية تمثل حملات دعائية ثرية لحضارتنا وبالتالى للسياحة. إنها كانت تلقى إقبالا هائلا من عشاق آثارنا فى كل الدنيا باعتبارها تعكس بداية الحضارة الإنسانية. هذا الإقبال كان يعنى دخلا بعشرات الملايين من الدولارات.

كل هذا توقف وتجمد استجابة للإجراءات الاحترازية والوقائية التى اتخذتها الدول لمواجهة أخطار الكورونا. إن أهم ما تضمنته وكانت ضحيته تجنبا للتجمعات.. منع إقامة هذه المعارض. تحركات هذه القطع الأثرية من بداية رحلاتها وحتى عودتها بسلام إلى أرض الوطن.. كانت تخضع لمراسم حمائية وضمانات تأمينية تقدر بعشرات الملايين من الدولارات. 

اتصالا فإنه لم يحدث أن تم تسجيل أى مخالفة لعمل تأمين هذه القطع الأثرية. من ناحية أخرى فإن الفرصة كانت متاحة للسياحة المصرية.. طوال هذه المعارض للدعاية والتسويق والترويج للرحلات إلى مصر المحروسة للاستمتاع بمشاهدة الكم الهائل منها فى موطنها.

لم تقتصر الخسائر على معارض آثارنا فى الخارج.. ولكنها شملت ايضا التراجع الهائل لزوار المتاحف داخل مصر.. وكذلك المواقع الأثرية نتيجة  توقف الحركة السياحية.

التقديرات تقول إن الخسائر نتيجة توقف هذه المعارض فى الخارج وزيارات المتاحف فى مصر طوال عام منذ بدأ هذا الوباء اللعين تقدر بعشرات الملايين من الدولارات. ليس خافيا أن هذا العائد المادى كان مهما للآثار وللدولة. إنه كان يتم استخدام جانب منه فى تمويل عمليات الترميم والتنقيب وتجهيز وسد الاحتياجات للمعارض الأثرية على مستوى الدولة المصرية. فقدان هذا العائد أدى إلى تحميل موازنة الدولة أعباء هذه الأنشطة الحتمية.

لاجدال أن انتهاء كابوس اللعينة التى أشاعت الخراب والرعب بالعالم.. سوف يعمم الفرحة فى كل أنحاء العالم المكلوم ومنها بالطبع قطاعا الآثار والسياحة المصريان. الأمل فى رحيل هذه اللعينة يتعاظم مع اقتراب افتتاح المتحف العالمى الكبير للآثار المصرية التى تسببت هجمة الكورونا فى تأجيل افتتاحه لنهاية هدا العام بدلا من عام ٢٠٢٠.

إننا نتمنى وكل العالم أن يتحقق هذا الأمل حتى يتم الاحتفال بافتتاح هذا الصرح الثقافى العالمى الذى تجسد محتوياته بداية الحضارة الإنسانية. حول هذا الشأن من المؤكد أن الاكتشافات الأثرية الجديدة وما أحدثته من ضجة عالمية تمثل عنصر تسويق جديدا لزيارة مصر ومعايشتها بالمشاهدة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة