الصحافة العربية محمد التابعي
الصحافة العربية محمد التابعي


هدى ومحمد التابعي.. قصة حب وزواج بطلتها «أسمهان»

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 04 مارس 2021 - 08:17 ص

 

كتبت: نسمة علاء

أمير الصحافة العربية محمد التابعي وأحد المؤسسين لعرشها الحديث في مصر، وأحد ملوكها المتوجين عليه حتى الآن، رغم وفاته منذ ما يقرب من 45 عاما، أفنى حياته في مهنة أحبها ومنحها عمره كله وهي "الصحافة".

 

ولد محمد التابعي محمد وهبة في 18 مايو 1896، وهو دون جوان الصحافة المصرية، بدأ محمد التابعى 1924 ناقدا مسرحيا في مقالات فنية في جريدة الأهرام، وكان يوقع باسم مستعار وهو "حندس"، ثم بدأ يكتب في "روز اليوسف" بدون توقيع لأنه كان يكتب مقالات سياسية وكان في ذلك الوقت موظف في البرلمان المصري، وتسببت مقالاته السياسية في زيادة توزيع "روز اليوسف".

 

كما أسس مجلة "آخر ساعة" عام 1934، واختار التابعي هذا التاريخ الذي يوافق يوم الثورة الفرنسية التي تحمل الشعارات التلاتة "الحرية، الإخاء، المساواة"، وما لا يعرفه الكثير أنه أصدر رخصة المجلة باسم "الكرباج" ثم غير اسمها إلى "آخر ساعة"، وبعد ثلاث سنوات من إصدارها باعها لمصطفى وعلي أمين وسافر خارج البلاد ثم عاد لرئاسة تحريرها ثم مديرا لتحرير الأخبار، ومنذ عام 1965 ظل يواصل الكتابة، كما كتب روايات وقصص تم اختيارها للسينما حتى أقعده المرض تماما.

 

اقرأ أيضا تحية كاريوكا باكية أم كلثوم: الموت خطف الذهب وترك الصفيح

 

والسيدة هدى التابعي أرملة محمد التابعي تروي في "ذكريات زوجة أمير الصحافة" التي نشرتها "مجلة أخر ساعة" كيفية تعرفها على التابعي وتقول: ذات يوم قرأت له في "آخر ساعة" عن أسمهان وغضبت، لماذا؟ لست أدري، هل كنت أريد أن أكون أنا بطلة قصته، وحادثته تليفونيا واتفقنا على أن نلتقي في منزله، وذهبت إليه بصحبة شقيقي!.

 

تحدثنا وتناقشنا ومر الوقت وأستأذنت للانصراف وتبادلنا أرقام التليفونات فلقد حادثته في المرة الأولى في "أخبار اليوم"، ومنذ رأيته ورآني لم تنقطع محادثتنا التليفونية وكنت أذهب إليه وعرفني بأم كلثوم، وحكى لي قصة حياته بكل ما فيها، بهرني بشخصيته أحببته كنت أناديه "أونكل" فقد كان عمري سبعة عشر عاما وهو ييلغ من العمر 55 عاما، وكما أحببته أحبني، أحب الفتاة الصغيرة وأنا أحببت فيه الأب الحنون، فقد فقدت والدي في سن صغير.

ودارت الأيام وجاءت اللحظة الحاسمة وطلبني للزواج، وقال إنه لا يستطيع فراقي أو البعد. قلت: "ربما تعودت علي، وأنا عندي قط اسمه " اري" أحبه كثيرا ولا أستطيع البعد عنه".

قال: "عندي فكرة سوف أسافر إلى أوروبا، فلقد تعودت أن أسافر عندما أريد النسيان، ولنرى ماذا سيحدث!!".

وفعلا سافر واستمرت الخطابات بيننا إلى أن أرسل إلي خطابا يقول فيه: "مضى علي شهران ونصف ولا أستطيع أن أستمر في البقاء فأنا أفتقدك كثيرا وسوف أعود لنتزوج".

وعاد وطلبت منه أن يكون بيننا خطبة طويلة حتى نتأكد أنها ليست نزوة، ووافق ولم يعرف أحد سوى أم كلثوم.

وصارحت والدتي وكانت صديقة لي، إلى أن قررنا الزواج وحضر الزواج شقيقه وخالي ووالدتي وأم كلثوم.

وبدأت الصحافة تكتب عن أمير الصحافة الذي عاش مضربا عن الزواج وفجأة تزوج، وعذرتهم فهم لا يعلمون الخطوات التي اتخذناها لنصل إلى الزواج.

وسافرنا إلى أوروبا لنمضي شهر العسل وسافر هو بالباخرة فقد كان يفضل البحر عن الجو، وسافرت له بعد أسبوعين إلى فرنسا ثم سافرنا إلى إيطاليا ثم سويسرا ثم عدنا إلى فرنسا وتعبت وأنا في المطار ونزل يحضر لي الدواء، وعندما عاد قال لي هذه الروشتة وهذا هو الدواء وسعدت كثيرا وقبلته شاكرة.

وسرحت وتذكرت مرضه فقالت: "الذكريات تمر بي وتقودني لمرض التابعي الذي لم أفارقه لحظة، وعندما كنا في لندن كان على أن أسافر للقاهرة لأرى أولادي، ومنذ غادرت لندن وأنا حزينة ومقبوضة لفراق التابعي، وعندما وجدتني في الطائرة وحيدة إلا من التفكير فيه، أمسكت بالقلم وكتبت إليه خطابا أقول فيه: 

"دعني أقول لك أن البعد عنك لوعة.. وإن القرب منك لوعة.. وأنا بين القرب والبعد أكثر لوعة".. ومازلت في هذه اللوعة حتى بعد وفاته، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 25 ديسمبر 1976.

ولا يخفى على أحد أن الصحافة المصرية فقدت علما من أعلامها وذلك بوفاة الصحفي الكبير الأستاذ محمد التابعي عن 81 عاما بعد صراع طويل مع المرض دام قرابة عشر سنوات، وكان مقرر أن يتم خطبة ابنته شريفة التابعي الطالبة بكلية الإعلام في نفس اليوم الذي تم فيه تشييع جنازته.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة