الشرنوبي
الشرنوبي


نجوم الغناء يرفعون شعار «الفن لا يحتاج مؤهلاً دراسياً»

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 05 مارس 2021 - 02:33 ص

كتبت - مرفت عمر
بين الحين والآخر ومع كل خبر ينشر حول تصريح لفنان بأنه لم يكمل دراسته، يصاب جمهوره بصدمة مصحوبة بالتهكم والسخرية كأنها حالة فردية، ساعد على ذلك انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بما تتضمنه من فرص الانتقاد، واعتبر العامة أنهم أصحاب حق في الإعلان عن آرائهم دون مرجعية، ليصبح الباطل المشوه واقعا أليما، أغلب الظن أن من يبادر بانتقاد فنان لا يكلف نفسه عناء تحري الدقة فيما يكتب، ربما يعتمد منشورات غيره على صفحاتهم الشخصية مصدراً موثقًا، ويجهل تمامًا تاريخ الرواد الذين صنعوا تاريخاً دون شهادات دراسية عالية أو حتى متوسطة، وأن الفن قام على الموهبة قبل الدراسة، خاصة أن من قام بالتدريس في معاهد الموسيقى في مصر منذ بدايتها خريجي كتاتيب. 


أحدث الوقائع ارتبطت بمحمد الشرنوبي نجل الموسيقار صلاح الشرنوبي وعمه الملحن فاروق الشرنوبي، حيث أعاد للنقاش أهمية حصول الفنانين على مؤهلات دراسية عالية، وكان انتشار خبر حصول الشرنوبي الصغير على الإعدادية فقط بمثابة صدمة جديدة، فهو من عائلة فنية كان الأولى به أن يهتم بدراسة الموسيقى، وهو ما عززته نقابة المهن الموسيقية بتصريحها عدم اشتراطها مؤهل لقبول الأعضاء، أعقب ذلك تصريح محمد فؤاد، عن عدم خجله من حصوله على دبلوم فني صناعي، الأمر المؤكد هنا أن كبار المطربين وروادهم لم يبادر أحدا بالبحث عن مؤهلاتهم، وجميعهم حملوا ألقابا وأوسمة ربما لم يحصل عليها من درسوا الموسيقى، ولدينا سنويا عدد كبير من خريجي معاهد الكونسرفتوار والموسيقى العربية لم يسمع بهم أحد. 


الأمثلة كثيرة ممن لم يحصلوا على مؤهل دراسي عالي أو دراسة الموسيقى من جيل رواد الموسيقى والغناء، فلم تكن السيدة أم كلثوم أو كوكب الشرق حاصلة على مؤهلات دراسية، وقدمت قصائد بلغة عربية فصحى تفوقت فيها على كل من دخل معها في سباق، ورأست نقابة الموسيقيين بعد أن كانت من مؤسسيها وأصحاب فكرة إقامة نقابة للعاملين في المجال الموسيقي والغنائي، وذات الأمر بالنسبة لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، تلك الألقاب التي لم تُمنح هباءًا، بل كان وراءها إيمانا برسالة وموهبة حقيقية، جعلت من مصر قبلة غنائية عربية لسنوات طويلة. 

 

اقرأ ايضا| حنان مطاوع تكشف كواليس دورها في مسلسل "ورد": مفاجأة
ومن أجيال تالية، تصدر عمرو دياب بلونه المتميز وذكائه في التفاعل مع جميع الأعمار ولم يدرس الموسيقى التي عشقها إلا بعد أن أنهى معهده، فكان خريجا للمعهد الفني التجاري ثم التحق بأكاديمية الفنون لدراسة الموسيقى، إلا أنه أثقل خبرته في مجال الموسيقى وعمل مزجا بين الموسيقى الشرقية والغربية فتفرد بين أقرانه، ومازال عمرو في الصدارة بعد أن تجاوز الستين ولديه الجديد الذي يقدمه، ذات الشيء بالنسبة لمحمد فؤاد الذي لا يجد في عدم حصوله على مؤهل عالي أو موسيقى ما ينقص من قدره، ويصرح في لقاءاته بأنه خريج صنايع قسم حدادة ولحام، وعمل مدرسًا لمدة ساعتين فقط، وحصل الكينج محمد منير على بكالوريوس الفنون التطبيقية، ثم اتجه إلى الغناء. 


أما مطربي الأغنية الشعبية في مصر فغالبيتهم يجهلون القراءة والكتابة تماما، ويعتمدون في حفظهم لأغنياتهم على السمع، ولا يستطيع أحد أن ينكر جماهيريتهم العريضة التي تخطت حدود الوطن، أبرز هؤلاء هو شعبان عبد الرحيم والذي كان ابنه يقوم على تحفيظه الأغنيات قبل وفاته، وعبد الباسط حمودة وأحمد عدوية وصولا للجيل الحالي والذي يمثله حسن شاكوش وحمو بيكا وعمر كمال وغيرهم الكثير، أصواتا فرضت نفسها على الساحة ولا يقف أمامها مؤهلات دراسية، وحتى الآن تواجه صراعا مع نقابة المهن الموسيقية التي ترفض انضمام أميين لها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة