جماجم لا نهائية
جماجم لا نهائية


حكايات| «جماجم لا نهائية» و«زاحف الليل».. 5 أعمال غريبة تجسد الرعب وتصيبك بالهلع

نادية البنا

الجمعة، 05 مارس 2021 - 05:23 م

 

يقترن دائما «الرعب» في أذهان جمهور الأعمال الفنية بالأفلام السينمائية والمسلسلات فقط، ولكن الفن له العديد من الأشكال الأخرى، جميعها كان لها نصيب وافر في التعبير عن الرعب. 

خاصة الفن التشكيلي، الذي اختلفت فيه أنواع الرعب بحسب الرسام والفترة الزمنية التي عاصرها، فهناك من اهتم بالرعب من منظور الهواجس النفسية الداخلية، في حين اختار غيرهم أن يعبروا عن الأساطير الشعبية المليئة بالحكايات المخيفة. 

 

زحل يلتهم ابنه

واحدة من اللوحات السوداء 14 التي رسمها الفنان الأسباني فرانسيسكو غويا، في الفترة التي قضاها في «منزل الرجل الأصم» منذ عام 1819 حتى 1823، وكانت هذه اللوحة تحديدا واحدة من أربع لوحات كانت تزين غرفة الطعام، ونقلت فيما بعد إلى قماش وتعرض حتى الآن في متحف ديل برادو في إسبانيا. 

تمثل هذه اللوحة واحدة من أكثر الأساطير الإغريقية سوداوية، حيث تخبر النبوءة الآلهة كورناس «الإله حسب مثل هذه المعتقدات» أن واحدا من أبنائه سيزيحه من على العرش، فكان يلتهم كل ولد يولد له فور إنجابه خوفا من الإزاحة، ولكن زوجته تخفي ابنه الثالث في جزيرة كريت دون علمه، وحين يكبر يزيح والده عن العرش كما قالت النبوءة. 

لم ينو غويا أن يرى إحدى هذه اللوحات عندما رسمها، حتى أنها لم تكتشف إلا بعد وفاته، ويعتقد أن هذه اللوحات تمثل أكثر اللحظات سوداوية التي مرت على غويا، ولكونه لم يكن ينو عرضها على العامة فهو لم يعنونها، وإنما أعطاها من وجدها هذا العنوان مستندا إلى تقاربها من لوحة «زحل يلتهم ابنه» التي رسمها بيتر بول رونبز عام 1636، والتي يعتقد أن غويا استوحى منها رسمته. 

أسوأ كوابيسك على صدرك

لهذه اللوحة التي رسمها الفنان الأنجلو سويسري هنري فوسيلي شهرة عالمية صمدت لعدة قرون، فمنذ رسمها عام 1781 وعرضها على العامة عام 1782، نالت هذه اللوحة شهرة غير مسبوقة، حتى أن فوسيلي رسم ثلاث لوحات أخرى تدور حول نفس الفكرة. 

تظهر في اللوحة سيدة غارقة في النوم ويدها متدلية، وفوق صدرها يجثم كائن أسطوري قبيح الشكل «الجاثوم» وهو ما يعرف في الأساطير الشعبية بكونه مسبب الكوابيس ويشل حركة النائم فلا يستطيع الحركة. 

 

 

لم يكتف فوسيلي برسم الجاثوم، ولكنه رسم في نهاية اللوحة حصانا غريب الشكل، وتقول بعض النظريات إن هذا الحصان يشير بحسب الأساطير الإسكندنافية إلى روح أرسلت كي تعذب شخصا ما أو تتسبب في اختناقه. 

 

جماجم لا نهائية

كان الفنان الإسباني سلفادور دالي شخصا حساسا، لذا كانت لديه مخاوفه الشخصية تجاه الموت والحرب، وعبر عنه دالي في هذه اللوحة ببراعة وبساطة. رسم دالي هذه اللوحة عام 1940 عندما كان في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، أي بعد انتهاء الحرب الأهلية الإسبانية وقبيل اشتعال الحرب العالمية الثانية.

تمثل اللوحة وجها يرتسم على ملامحه الهلع، وبداخل تجاويف عينيه وفمه توجد وجوه أخرى هلعة، وبداخل تجاويف كل وجه مجموعة أخرى من الوجوه الهلعة، وهكذا إلى ما لا نهاية، تبدو في خلفية اللوحة صحراء شاسعة، وحول الوجه تحوم الكثير من الثعابين، وتظهر في أسفل اللوحة يد دالي شخصيا، وكما يبدو من اللوحة فإن اللونين البني والبيج هما المسيطران على اللوحة، وهذا لإظهار مدى الإحباط الذي تسببه الحرب.

 

 

عندما يأكل البشر بعضهم

لم يعش الفنان الفرنسي تيودور جيريكو حياة طويلة فقد مات بعمر 32، وبدأ مشواره الفني في عمر 27 بلوحته "طوافة ميدوزا" التي قرر أن تكون معتمدة على الحادث الذي زلزل الناس عام 1816، حين غرقت السفينة ميدوزا والتي كان على متنها 157 شخصا، فلم ينج سوى 15 شخصا فقط.

رسم جيريكو اللوحة عام 1818-1819، وقام قبلها بزيارة بقايا السفينة والناجين من الحادث، كما أنه زار المشرحة ليتعلم كيف تبدو الجثث، ورسم لوحته الكابوسية التي تمثل الناجين 15 يتصارعون فوق الطوافة على قيادتها، وهذا بعدما أكل بعضهم البعض من شدة الجوع، كما حدث بالفعل في الحادث الحقيقي.

 

 

رغم أن جيريكو اختار للوحته أن تكون على خطى المدرسة التقليدية القصصية، وهي أن يختار الفنان قصة ويضع خطة قبل البدء في الرسم، ولكن بالرغم من ذلك فإن الإظهار الدرامي المختلف بها يجعلها واحدة من لوحات النيوكلاسيكية.

اندماج البشر مع الحشرات

اشتهر الفنان البولندي جيزلاف بيكشينسكي بلوحاته التي يغلب عليها الطابع الديستوبي، فجاءت لوحاته كئيبة ومخيفة، وقد وصف لوحاته بأنها تحمل الطابع القوطي. 

انتمى بيكشينسكي إلى مدرسة الواقعية السحرية المغرقة في السواد، وكان يدافع عن نفسه بأن لوحاته متفائلة بل وتحمل حسا فكاهيا، وكانت نهايته مأساوية كما كان يتصور نهاية العالم في لوحاته، فقد قتله مراهق من الأقارب عندما رفض بيكشينسكي إعطاءه نقودا.

تمثل هذه اللوحة «زاحف الليل» ما قد يبدو عليه العالم بعد الدمار الشامل، فتظهر الخلفية برتقالية بسبب البيوت المحترقة والمهدمة، وفي مقدمة الصورة يزحف كائن خليط من البشر والصراصير، وجهه مغطى بالكامل مع وجود بقعة دم على مقدمة الوجه.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة