داليا جمال
داليا جمال


أما قبل

الوزير المظلوم!

داليا جمال

الجمعة، 05 مارس 2021 - 07:53 م

 

بصراحة كان معاه حق. وعنده بعد نظر. وما بدأ فيه كان حتميا وضروريا لكنه اتظلم بنواياه الطيبة للتعليم فى مصر، عن د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم أتحدث.

ومن المؤكد أن هناك من يؤيدنى فى هذا الرأي كما أن هناك الكثيرين ممن يخالفوننى الرؤية، ولكن بقليل من الإنصاف نجد أنه عندما تولى د طارق مسئولية الوزارة و قام بطرح فكرة التعليم عن بعد، والإمتحان بالتابلت، قوبل الرجل بهجوم من الجميع بلا استثناء، حتى أننى شخصيا لم أكن من المتحمسين لأفكاره، إلا أنه يبدو أن أزمة كورونا قد جاءت لتنصفه، وتؤكد بعد نظره، وأن التعليم عن بعد عن طريق النت والتابلت هو المستقبل، بل إنه أصبح هو الحاضر بفعل الوباء. ولأنه لايجوز أن أمضى طول العام الدراسى فى تعليم الطلاب وتدريسهم عن طريق الأون لاين والتابلت وفى الآخر أمتحنهم بالورقة والقلم!

بل إن الطبيعى أن يكون الاختبار بنفس أسلوب التعليم.. وليس ذنب وزير التعليم أن إمكانيات الإنترنت فى مصر لم تساعده ولم تمكنه من نجاح فكرته، وأن السيستم بيجى وقت الجد ويقع!

ويبقى الذنب على مستشارى الوزير والمنوط بهم تقديم دراسات الجدوى للأفكار التى تسعى الوزارة لتطبيقها قبل أن تصبح نظاما معمولا به.

لأنه كان عليهم تقييم نسبة نجاح فكرة التعليم والاختبار عن طريق الانترنت، وكان عليهم ان يقدموا للوزير الحقائق واضحة، حتى لايتعرض الوزير والوزارة لهذا الكم من الحرج والإحباط كل يوم والتانى بسبب سقوط السيستم، وكانوا وفروا على الطلاب وأهاليهم كل هذا الجو المشحون بالخوف والقلق.

ولكن... ورغم كل ذلك يكفى دكتور طارق شوقي شرف المحاولة وإصراره على تحقيق هدفه.. وبذكائه المعهود.. أعلن أن جميع الطلاب.. ناجحون.. لتدارك وقوع السيستم.

ومع ذلك فأنا أسجل تحفظى الشديد على هذا القرار الذى أسعد كثيرا من الطلاب وأهاليهم، لأن هذه الطريقة تظلم المتفوقين تماما، وتساوى بين التلميذ الشاطر والتلميذ البليد، وكان ويمكن للوزارة ان تركن لمعايير أكثر عدلا منها الرجوع لمتوسط درجات كل طالب بالسنوات السابقة فهى أكثر عدالة..

وأرجو من دكتور طارق أن يوقف نظرية اوكازيون الإمتحانات و الدرجات الذى حدث بالثانوية العامة العام الماضي، لأنها تفقد الامتحان هدفه ومضمونه، فالغرض من الامتحان هو وضع فروق وترتيب بين الطلاب كل حسب مستواه العلمي، وليس لنشر السعادة والبهجة بين الجميع.!

وحتى لا يكون مصير الطلاب المتميزين أنهم يروحوا فى الرجلين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة