الجمعة، 05 مارس 2021 - 07:53 م

بقلم/ محمد الحداد

كانت العمارة التى نسكنها عبارة عن اسرة واحدة تتبادل اطباق الفول المدمس فى البيت اوالطعمية البيتى بالشطة او البيصارة والكشك والعدس والفول المدشوش سواء كان بلسان العصفور او الارز وهذه من اشهر الاكلات الاورديحى التى كانت تصنعها المرأة المصرية توفيرا لميزانية راجل البيت لانه كان بيشتغل ويرجع بيته الساعة اتنين ونصف ظهرا ليلتف حوله الابناء على مائدة الغداء بعد رجوع الجميع من مدارسهم 

فى الدور التالت شقة 7 فى العمارة التى كنا نسكنها فى منطقة السكاكينى باشا 

كانت الام تتفنن فى تدبير أحوال البيت لأن الجزار بيفتح الاربعاء والخميس والجمعة فقط من كل اسبوع 

أما ايام الاثنين والثلاثاء فهى للسقط والكبدة والفشة والمومبار والكوارع وغيرها من مكونات الذبائح ومن الممكن ان يكون بائع الطيور والاسماك شغال يومى السبت والاحد

تدبير امور البيت كان من الاختصاص الاساسى للام المصرية البطلة التى كانت تعد بحق وزير الصحة والمالية.. فهى تعرف كيف تدبر كل قرش من مرتب الزوج الذى كان يعمل فترة واحدة بحيث يأتى المساء وكل الاسرة فى البيت لا احد يخرج او يدخل 

تتفنن الام الرؤوم فى صنع المربات من البرتقال والمشمش والنارنج والبلح السمانى والبلح الاحمر والتين والعنب .. واهم المربات التى كانت تتميز بها الام المصرية مربة الورد لما لها من طعم مميز وفائدة عظيمة 

أما الزبادى فلا يمكن شراؤه من خارج البيت أبدا لانه يتم صناعته داخل مطبخ الاسرة

ومن اشهر مشروبات الشتاء القرفة بالزنجبيل والحلبة الحصى بالحليب والموغات بالزبدة البلدى التى كان يتم تخزينها فى كل البيت بالقنطار 

وفى المساء تصنع الام ما لذ وطاب من الحلويات مثل البسيسة وكيكة البرتقال والشوكولاتة والفانيليا 

وقبل النوم يتمم الاب على اسرته ويطمئن ان الجميع فى فراشهم 

ايام كان الدفء الاسرى قبل الدفاية .. وراحة البال قبل التكييف والمروحة 

رحم الله امهاتنا اللائى كن يكافحن من اجل سعادة الاسرة التى كانت هى عامود الخيمة فيها 

ورحم الله آباءنا الذين اطعمونا الحب واللقمة الحلال وغرسوا فينا القيم والمبادئ والاخلاق .