المكواه «الرجل».. مصطفى يعزف «سيمفونية الجلاليب» بقدمه
المكواه «الرجل».. مصطفى يعزف «سيمفونية الجلاليب» بقدمه


حكايات| «مكوجي رجل».. مصطفى يعزف «سيمفونية الجلاليب» بقدمه

بوابة أخبار اليوم

السبت، 06 مارس 2021 - 05:30 م

كتب: حمد الترهوني 


على طريق القاهرة أسوان، المزدحم والذي يسيطر عليه ضجيج السيارات من هنا وهناك، يقف محل الحاج عبدالمالك المكوجي في المنيا شامخا، لتحتفظ جدرانه بأسرار واحده من أقدم المهن في مصر؛ حيث يمتد عمره إلى نصف قرن.

 

رحل الحاج عبدالمالك مؤسس المحل لكن حفيده تسلم الأمانة بعدما تتلمذ على يد جده وهو لا يزال في سن العاشرة ليكمل المسيرة مع الزبائن.. هنا درش «مكوجي رجل».


 

منذ 20 عاما، يعمل المعلم مصطفى كمكوجي رجل يفضل أبناء منطقته الذهاب إليه دون غيره ممن يمتلكون تكنولوجيا متطورة باختلاف الأحياء وباختلاف الزمان متحديا عامل السن والتكنولوجيا والتنقل من قرية إلى أخرى بسبب جودته العالية أثناء عمله بـ«المكوى الرجل». 

 

اقرأ أيضًا| سري للغاية.. هجوم علماء بالأزهر على سعد زغلول «عدو الإسلام»

 

بوجه بشوش تملؤه الابتسامة البريئة يقول الأسطى مصطفى: «أعمل في هذه المهنة وأنا في سن العاشرة من عمري.. كنت أترك المدرسة من أجل الذهاب مع جدي لمعرفة أصول المهنة حتى أتمكن من العمل بها، لأن المحل له سمعته والزبائن الوافدين عليه أعداد كبيرة من جميع قرى مركز المنيا.. كنت باشوف معاملة جدي مع زبائنه بالكرم والمرح لحد ما شربت الصنعة بمعلقة». 

 

 

 

ويروي مصطفى أنه جده عبدالمالك بدأ أيضًا العمل صغيرًا للغاية، تقريبا منذ أن كان في الحادية عشرة من عمره ولم يكل أو يمل من المهنة حتى فارق الحياة منذ 5 سنوات، ولم يفقد الشغف في أن يكون أشهر مكوجي في مركز ملوي ودير مواس وأبو قرقاص حتى وصل اسمه وصيته إلى محافظة أسيوط.

 

كان زبائن المحل يأتون للراحل عبدالمالك من مركز منفلوط والقوصية جدي عمل اسم: «المكوجي الماهر في صنعته كان يكوي الجلابية عشان يتم غسلها مرتين وتبقى زي ما هي ودا بيكون طلب أساسي لزبائنه». 

 

 

لا يزال مصطفى يتذكر أن المكواة الرجل كانت السبب في تركه التعليم كما يتذكر أيضًا وصية جده له حين قال: «راعي ضميرك في شغلك لو عايز تنجح لأن الزبون يحب الشغل السليم وخاصا المكواة الحديد تحتاج صبر وطولة بال في التعامل».

 

ويمضي في حديثه: «بالنسبة للمكواة الحديثة ما حبتش اشتغل بيها لأن بحس إني بعدت عن جذوري وأصلي اللي اتربيت عليه، وبصراحة بعد ما مسكت المكواة في سن الطفولة لم أستطع التأقلم على التكنولوجيا الحديثة والحمد لله مستورة ولي اسمي وأنا بتجيني ناس من كل مكان». 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة