جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

شراكة بحجم التحديات والمصير المشترك

جلال عارف

السبت، 06 مارس 2021 - 05:47 م

 

يعرف‭ ‬الأشقاء‭ ‬فى‭ ‬السودان‭ ‬الحبيب‭ ‬حجم‭ ‬الكوارث‭ ‬التى‭ ‬تسببت‭ ‬فيها‭ ‬ثلاثون‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬البشير‭ ‬الإخوانى‭ ‬ويعانون‭ ‬من‭ ‬آثارها‭ ‬ويسعون‭ ‬لتجاوزها‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬الشعب‭ ‬السودانى‭ ‬التى‭ ‬صححت‭ ‬الأوضاع‭ ‬وأنقذت‭ ‬البلاد‭.‬

ونعرف‭ ‬نحن‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭  ‬لأن‭ ‬السودان‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يوما‭ -‬بالنسبة‭ ‬لمصر‭- ‬إلا‭ ‬الشقيق‭ ‬الأقرب‭ ‬والتاريخ‭ ‬المشترك‭ ‬والمصير‭ ‬الواحد‭ . ‬ولأن‭ ‬ما‭ ‬أصاب‭ ‬السودان‭ ‬من‭ ‬أضرار‭ ‬فى‭ ‬سنوات‭ ‬حكم‭ ‬البشير‭ ‬وهيمنة‭ ‬الإخوان‭ ‬أصاب‭ ‬مصر‭ ‬أيضاً،‭ ‬وعرض‭ ‬أمن‭ ‬الدولتين‭ ‬الشقيقين‭ ‬معاً‭ ‬لأفدح‭ ‬الأخطار،‭ ‬وعطل‭ ‬أى‭ ‬جهد‭ ‬للعمل‭ ‬المشترك‭ ‬لصالح‭ ‬الشعبين‭ ‬الشقيقتين‭ ‬ولحماية‭ ‬مصالحهما‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬عديدة‭ ‬ليس‭ ‬السد‭ ‬الأثيوبى‭ ‬إلا‭ ‬مثالاً‭ ‬واحداً‭ ‬منها‭.‬

الآن.. تعود‭ ‬الأوضاع‭ ‬إلى‭ ‬مسارها‭ ‬الطبيعى‭ ‬تتوافق‭ ‬الرؤى‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الكبيرة‭ ‬أمام‭ ‬الدولتين‭ ‬الشقيقتين،‭ ‬وأيضاً‭ ‬لتعويض‭ ‬سنوات‭ ‬لم‭ ‬يتح‭ ‬فيها‭ ‬للعمل‭ ‬المشترك‭ ‬أن‭ ‬يثمر‭ ‬ما‭ ‬يرتجيه‭ ‬الشعبان‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭.‬

وقد‭ ‬رأينا‭ ‬فى‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬خطوات‭ ‬هامة‭ ‬تؤكد‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭. ‬فى‭ ‬مباحثات‭ ‬وزيرى‭ ‬الخارجية‭ ‬كان‭ ‬التوافق‭ ‬كاملاً‭ ‬فى‭ ‬المواقف‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المشتركة،‭ ‬وفى‭ ‬الجانب‭ ‬العسكرى‭ ‬كان‭ ‬اتفاق‭ ‬التعاون‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬بأن‭ ‬أمن‭ ‬البلدين‭ ‬خط‭ ‬أحمر‭.‬

وجاءت‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أمس‭ ‬للسودان‭ ‬الشقيق‭ ‬لتؤكد‭ ‬أن‭ ‬الأبواب‭ ‬قد‭ ‬فتحت‭ ‬لتعاون‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات،‭ ‬وأن‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬فى‭ ‬القطرين‭ ‬الشقيقين‭ ‬عازمة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬آمال‭ ‬الشعبين،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬محاولات‭ ‬الدس‭ ‬والوقيعة‭ ‬قد‭ ‬سقطت‭ ‬مع‭ ‬سقوط‭ ‬حكم‭ ‬البشير‭ ‬الإخوانى،‭ ‬ومع‭ ‬افتضاح‭ ‬حجم‭ ‬التآمر‭ ‬الخارجى،‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬التطورات‭ ‬التى‭ ‬أكدت‭ ‬للجميع‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬موحد‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬والسودان‭ ‬لمواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل‭.‬

تقول‭ ‬مصر‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬إنها‭ ‬بكل‭ ‬قواها‭ ‬مع‭ ‬السودان‭ ‬الشقيق‭ ‬وهو‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬التركة‭ ‬الثقيلة‭ ‬التى‭ ‬تركها‭ ‬البشير،‭ ‬ومعه‭ ‬وهو‭ ‬يواجه‭ ‬التهديدات‭ ‬الاثيوبية‭ ‬لحدوده‭.‬

وأن‭ ‬مصر‭ ‬والسودان‭ ‬سيحافظان‭ ‬معاً‭ ‬على‭ ‬حقوقهما‭ ‬فى‭ ‬مياه‭ ‬النيل‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭. ‬وأن‭ ‬من‭ ‬يتصور‭ ‬أنه‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الإضرار‭ ‬بهذه‭ ‬الحقوق‭ ‬‮»‬كما‭ ‬تفعل‭ ‬إثيوبيا‭ ‬مع‭ ‬سد‭ ‬النهضة‭ ‬حتى‭ ‬الآن«‬‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يراجع‭ ‬حساباته‭ ‬بكل‭ ‬جدية‭!‬

التحديات‭ ‬كثيرة،‭ ‬والآمال‭ ‬كبيرة،‭ ‬والتجربة‭ ‬علمت‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬المصير‭ ‬واحد،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬شعبى‭ ‬وادى‭ ‬النيل‭ ‬خالد‭ ‬كما‭ ‬النهر‭ ‬العظيم‭.‬

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة