السبت، 06 مارس 2021 - 05:58 م

الزيارة المهمة للرئيس السيسى للسودان بالأمس، والمباحثات الشاملة التى جرت خلالها على مستوى القمة السياسية فى البلدين الشقيقين، تأتى فى وقتها تماما بوصفها كاشفة ومؤكدة فى ذات الوقت على الروابط الأزلية بين الشعبين والدولتين على مر التاريخ وفى ظل كل الظروف، وفى مواجهة جميع التحديات.

جاءت الزيارة كضرورة تفرضها التحديات الكبيرة التى تواجه شعبى وادى النيل حاليا، على جميع المستويات الإقليمية والدولية، والتى تحتم التشاور والتنسيق المصرى السودانى المشترك،..، وتوحيد المواقف إزاء مختلف الملفات العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية الملحة، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين والدولتين.

والزيارة وما جرى خلالها من بحث واستعراض شامل لمجمل الأوضاع والتطورات الإقليمية، والقضايا والملفات موضع الاهتمام المشترك، تأتى ترسيخا للجهود المصرية الداعمة والمساندة للسودان، خلال هذه المرحلة بالغة الحساسية، فى ظل المنعطف التاريخى المهم الذى يمر به الشعب الشقيق.

والمتابع للأحداث فى المنطقة والمستجدات فى حوض النيل، يدرك أن الزيارة هى التأكيد الحى والترجمة الصادقة لما أكده ويؤكده الرئيس السيسى دائما،...، من أن مصر تبذل غاية جهودها لتعزيز السلام والاستقرار فى السودان الشقيق، خلال هذه المرحلة المفصلية من تاريخه،...، انطلاقا من المبدأ الثابت الذى تؤمن به، وهو أن أمن واستقرار السودان يعد جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر.

وانطلاقا من ذلك نستطيع القول بأن التعاون الاقتصادى والتنسيق السياسى والتشاور الأمنى والعسكرى قد حظى باهتمام كبير خلال المباحثات المصرية السودانية التى جرت فى الخرطوم،...، كما كان هناك تركيز واهتمام خاص بقضية سد النهضة، فى ظل الموقف المصرى والسودانى الثابت والمؤكد لحتمية التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم فيما يخص ملء السد وتشغيله، بما يحقق مصالح الدول الثلاث، ويراعى عدم الإضرار بدولتى المصب ويحافظ على حقوقهما المائية،..، مع رفض أى إجراءات أحادية لفرض الأمر الواقع.