صورة توضيحية
صورة توضيحية


أسرار وحكايات لـ«توابيت السرابيوم» في سقارة

شيرين الكردي

السبت، 06 مارس 2021 - 10:07 م

قالت هاجر علي الباحثة فى الآثار المصرية القديمة، إن معبد السرابيوم الموجود فى صحراء سقارة بمصر يعد لغزاً محيرا للعلماء والمتخصصين فى علوم المصريات سواء بسبب وجود توابيته بهذه الأعداد الكبيرة التي تصل إلى 26 أو صنعها من الجرانيت شديد الصلابة بالإضافة إلى أنفاقه الطويلة التى تتجاوز 400م والهندسة الفريدة المستخدمة الموجودة فى القرن الثالث ق.م التى تعد إعجازا علميا.

شاهد أيضا :في عيد الحب | أقدم قصيده عشق محفورة علي معبد سقارة لـ 4400 سنة

وأضافت علي، أن السرابيوم هو اسم يطلق على كل معبد أو هيكل ديني مخصص لعبادة إله الوحدانية سيرابيس وهى عبادة مقدسة في مصر في العصر الهيلينستى اليونانى تجمع بين إلهين من آلهة مصر القديمة وهما أوزوريس وأبيس والهدف منها جعل المواطنين ذات الأصول الإغريقية والآخرين من ذوى أصول مصرية يشتركون فى عبادة الإله الحامى الذى يجمع بين صفات الإلهين الإغريقيين "زيوس" و "هاديس" مع صفات الإلهين المصريين "أوزوريس" و"وأبيس".

ويوجد العديد من السرابيوم فى مصر وإيطاليا منها الموجود فى سقارة وآخر موجود فى الإسكندرية وهو مخصص للإله سرابيس كما يوجد سرابيوم فى روما القديمة وهى مقاطعة أتاكما وهو أحد المعابد المكرسة للإلهين المصريين "إيزيس" و "أوزوريس" وسرابيوم آخر بمنطقة كامبو مارتسيو فى روما لكن يعد سرابيوم سقارة الأهم والأكثر تعقيداً فى هندسته النادرة.

ويعد سرابيوم سقارة أهم المقابر التى بنيت فى منف ويقع فى مجمع مدافن العجل أبيس الذى كان مقدسا فى فترة الأسرات المصرية القديمة ويرمز للخصوبة ويعبد فى منف واعتبر قدماء المصريين أن روح الإله "بتاح" تتجسد فيه وسرابيوم يعنى مقر الإله سرابيس وهو مسمى يوناني مرتبط بالمسمي اليوناني سرابيس للإله المصري القديم "حب" وسرابيس كلمة مركبة تجمع بين الإلهين "أوزير" و "حب" واكتشفه عالم المصريات اوجست مارييت عام 1848.

وتعد التوابيت لغزا آخر من ألغاز السرابيوم من حيث عددها وضخامة حجمها إذ يبلغ عددها 26 تابوتا مصنوعا من الجرانيت متقن الصنع و وزن جسم التابوت 75 طنا أما غطاؤه 30 طنا ويتراوح إرتفاع التابوت بين 3 و 4 أمتار ويصل عرضها إلى 2,5م وطولها 3 أمتار.

اللغز فى مجموعة التوابيت ليس فى عددها أو ضخامتها فقط وإنما فى سبب صنعها أيضا إذ وجدت كلها خالية و مغلقة عدا تابوت واحد فقط ما ينفى ادعاءات عالم الآثار مارييت مكتشف المقبرة أنها توابيت لدفن جسد العجل أبيس إذ لم يعثر فى أى تابوت منها على مومياء أو جثة لجسد العجل أبيس ويبقى السؤال المحير لماذا صنعت هذه التوابيت؟

وهكذا يبقى معبد سرابيوم سقارة وأنفاقه وممراته إضافة إلى توابيته لغزاً كبيراً يحير العلماء والمتخصصين فى تاريخ وحضارة مصر القديمة.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة