مطربي أغاني الراب
مطربي أغاني الراب


العالم المجنون.. تجاهلوهم ان استطعتم

الدرس السكندري لمجتمع القاهرة.. الآن فهمتكم

أخبار النجوم

الأحد، 07 مارس 2021 - 12:16 م

كتب/ محمد العدوي

هل تستطيع أن تغلق عينيك وأذنيك عن عودة مروان بابلو للساحة الغنائية؟ هل يمكن أن تتجاهل «دسات» ابيوسف ومروان موسى ومولتوف وعفروتو والمكسيكان؟ من هؤلاء أصلا؟ الحقيقة أن السؤال الأخير ربما يكون هو الإجابة الجاهزة التحضير.. الإجابة التى يحبها ويفضلها أصحاب الرأى الواحد والاتجاه الواحد.. لكن الحقيقة المجردة أنك لن تستطيع إنكارهم ولن يفلح تعاليك وشعبطتك فى التجاهل عن إغفال وجودهم .

«السين المصري »، مصطلح يطلقه عشاق الراب على ما يحدث فى الساحة، وعلى ما يدور فى هذا العالم.. لكن من أين جاءوا ولماذا نجحوا؟ هذه أسئلة حقيقية نحاول فى ملف هذا العدد أن نجاوب عليها بجد.. لكن قبل أن تقرأ ننوه إلى أنك إن لم تكن قد ذهبت لهم فيما مضي فهم أتوا لك الآن وبكل قوة.. ببساطة بابلو وابيوسف وموسى وليجسى واسود وغيرهم هم نجوم كل الإعلانات التى تراها يوميا على الشاشة حتى لو لم تكن تعرفهم.. ببساطة هم من يحطمون الأرقام والتريند والاحصائيات وغيره.. ببساطة هم على موبايلات كل الشباب، وفى مناقشاتهم وفعالياتهم.. تقيمهم الفنى أو الأخلاقى حتى لن يصمد أمام توهجهم وانتشارهم.. إنكارهم لا يفيد.
قبل أن تقرأ يجب أن تعلم أنهم نتاج أشياء كثيرة ومنبتهم فى الإسكندرية له دلالات أكثر أولها وربما أهمها هى أن القاهرة أصبحت منذ زمن طويل قاهرة فعلا.. لم تعد تقبل الاختلاف،لم تعد ترحب بالجديد، معاناة أى موهوب خارج أسوار العاصمة تتزايد مع رغبته فى الوصول إلى هذا العالم الذى أصبح مثل مستعمرة مخملية عنيدة ومتكبرة. لهذا كان الحل هو إجبار من فيها على الانصياع والاعتراف بهذه المواهب.. أظنه كان تحديابدأ من الإسكندرية،أظنه أصبح الآن واقعا.. أصبح الآن درسا.
قبل أن تقرأ أعترف أننى حاولت اكتشاف هذا العالم كمتذوق.. لا أنكر إعجابي بجرأة طرح بعضهم وجهلى فى فهم البعض الآخر واندهاشي من مجمل ما يقدم.. هم ليسوا مقلدين وليسوا مبتكرين لكنهم موجودين وبقوة.. يري البعض أن السين المصري محاكاة لمثيله فى أمريكا فى تراكاته وأسلوبه وحتى بعض الثيمات والسمات المستخدمة موسيقيا وبصريا وحتى بعض أسماء الرابر تحاكى الأسماء الأجنبية لكن الحقيقة ربما تكون البدايات كذلك، ربما تكون معارك «الدسات » شبيهة « لباتلز» الرابرز الأجانب لكنهم الآن مختلفين، أصبح هناك راب مصري بتفاصيل مصرية خالصة، نجحوا فيما فشل فيه كثير من الأسماء التى تعيش على ماضى تقليدى، خرجوا من الفقاعة وكسروا كل التابوهات، هم أشبه بثوار أغان ثاروا على السائد ونجحوا فى فرض سطوتهم وكلمتهم ووصلوا لأجيال كثيرة ملت هى أيضا من هذا السائد المتعجرف المكرر.
لن تراهم فى وسائل الإعلام والفضائيات، ليس ملعبهم، عرفوا منذ البداية أنهم لم يخلقوا لبرنامج أمانى وأغانى، غير مرحب بهم فى قناة مزيكا وميلودى فسلكوا الطريق بطريقة مختلفة، تجمعات صغيرة ، أماكن ترحب بالاختلاف، مهرجانات، ثم اخيرا لجأوا للمنقذ.. اليوتيوب، فاحتلوه وصاروا جزءا مهم منه، ربحوا به وربحوا منه.
لن ترى فى أغانيهم المصورة مشاهد الثراء والدولارات وناطحات سماء دبى ومغاطس الساحل الشمالى، فقط حوارى الورديان وبحر أبو قير واسطح مصانع وبالكثير كوبرى ستانلى.
قبل أن تقرأ سوف أجيب لك عن عدة أسئلة ربما تدور فى ذهنك .. هل مشهد الراب المصرى كبير ومؤثر الى هذا الحد؟ نعم هو كبير وفى تزايد.. كليب مروان بابلو الغابة فى أول 24 ساعة اقترب من 4 ملايين مشاهدة وأصبح ضمن العشر الأوائل فى تريند اليوتيوب بهذه السرعة غير المسبوقة لا فى عالم الراب ولا عالم الفن المصرى أصلا.
هل تدعم الراب والرابرز وتكرس لما يقدمونه وتفخر به وهو مناف للأداب؟
بداية فكرة مناف للأداب هذه غير مثبتة وثانيا الاحكام الأخلاقية مطاطة ما تراه أنت عيبا ربما يراه اخرون عاديا.. ثانيا أنا لا أدعم الراب ولا الرابرز هم ليسوا فى حاجة لذلك الآن. 
إذا هل تحاول الصعود على نجاحهم وتمتطى تريندهم؟ لسنا دعاة ركوب أمواج ولم نفعلها قط، وإن كنت لا أعترض على من يفعلون.
إذا ماذا تفعل؟
نقدم لكم عالما ترونه بعيدا ونراه قريبا، عالم تتجاهلونه وعند ذكره تكسو وجوه البعض الاشمئزاز والدهشة.. مهمتنا أن نزيل هذه الملامح.. مهمتنا أن نقترب من كل الظواهر، ونفندها ونؤصلها ونقدمها لقراء المجلة.. ونتمنى أن نحقق هدفنا.
فى النهاية لابد وأن أترككم مع مشهد السين المصرى، ومصطلحاته وكواليسه وخباياه ورموزه وصناعه.. دون تحيز ودون تنمر ودون انكار.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة