الأحد، 07 مارس 2021 - 01:05 م

كتب محمد كمال :

أقدم عدد كبير من الممثلين على خوض تجربة الغناء فى أعمالهم كنوع من الضرورة الدرامية فى العمل، فقديما خاض تلك التجربة نجيب الريحاني وفؤاد المهندس مرورا بأحمد زكي ومحمود عبد العزيز الذي أصدر له أغنياته فى فيلم «الكيف»، وأخيرا محمد هنيدي فى أفلامه مثل «صعيدي فى الجامعة الأمريكية»، وأيضا أحمد حلمي فى «مطب صناعي» وكريم عبد العزيز فى «الباشا تلميذ»، لكن لم يدخل الكثير من الممثلين فى خوض تجربة غناء موسيقى الراب، فالتجارب فى هذه الجزئية لا تتعد أصابع اليد الواحدة، رغم إقدام عدد ليس من القليل من الممثلين فى خوض تجارب الغناء فى أفلامهم، لكنهم يظلوا بعيدين عن النوع الخاص بالراب، قد تكون صعوبة هذه النوعية فى الأداء جعلت الممثلين يبتعدوا عنها ويفضلوا اللعب على المضمون وتجربة الجانب التقليدي من الغناء، خاصة أنه ليس ملعبهم.

رغم تواضع تجارب الممثلين فى تقديم موسيقى الراب، إلا أن الذي استولى على منصة الترتيب فى «الترند» خلال الأيام الماضية، كان محمد هنيدي، الذي عاد لتجارب الغناء من جديد، والعودة كانت من خلال إعلان لأحد المنتجات التي قدم خلالها أغنية راب حصلت فى اليوم الأول على مليون مشاهدة، وذلك بمجرد أن طرحها هنيدي على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدها بدأ هنيدي فى استخدام خفة ظله وتواصله الدائم مع جمهوره على السوشيال ميديا ليطرح نفسه كمطرب راب جديد، وأنه طلب من موسوعة «جينيس» الحصول على لقب أسرع مطرب راب، بدلا من المطرب الأمريكي المعروف فى هذا اللون إيمينم، ووعد هنيدي جمهوره بتقديم هذا اللون الموسيقي فى المستقبل فى تجارب أخرى، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته تلك الحملة الإعلانية.

أول ممثل خاض تجربة الغناء بطريقة الراب كان أحمد الفيشاوي من خلال الأغنية الخاصة التي قدمها بفيلم «ورقة شفرة» عام 2008، والتي قام بغنائها، وكان الفيشاوي قد شارك فى بطولة الفيلم أيضا من خلال تقديمه دور «مغاوري»، وكان هذا الفيلم الظهور الأول للثلاثي أحمد فهمي وشيكو وهشام ماجد، وأخرجه أمير رمسيس، وقدم الأغنية فى فيديو كليب منفصل عن الفيلم وأخرجها عمرو سلامة فى ظهوره الأول أيضا.

وخاض الفيشاوي التجربة مرة أخرى من خلال الأغنية الخاصة بفيلم «القرد بيتكلم» عام 2017 للمخرج بيتر ميمي، والذي شارك الفيشاوي فى بطولة الفيلم مع عمرو واكد وريهام حجاج وسيد رجب، وشارك الفيشاوي فى تقديم الأغنية الدعائية بالفيلم كلا من هنادي مهنى وقصي، والأغنية كانت من كلمات الفيشاوي وألحان تي وتوزيع فريد نصار، وفي نفس العام قدم الفيشاوي أغنية راب أخرى تحمل اسم «أنا اسمي إيه»، والتي شارك فى الكليب الخاص بها عدد من الفنانين، بينهم محمود حميدة وأحمد مالك ومحمد ممدوح وهنا شيحة، وشارك الفيشاوي مع عدد من المطربين فى حفلاتهم بتقديمه موسيقى الراب مثل «بوي بوند» ومحمود العسيلي، وقدم الفيشاوي نفسه عدد من الحفلات الغنائية الخاصة به.

وفي الأيام الأخيرة دخل الفيشاوي فى مشاحنات مع محمد رمضان، خاصة بعد أن قام الفيشاوي بطرح أغنية راب تحمل اسم «نمبر 2»، وذلك ردا على أغنية رمضان التي طرحها من قبل وحملت اسم «نمبر 1»، ويعتبر رمضان من الممثلين الذين اقتحموا عالم الراب، وقدم العديد من الأغنيات، وكانت البداية عام 2013 من خلال أغنية «أنا أصلا جن»، وهي الأغنية الخاصة بفيلم «قلب الأسد»، والتي شاركه بالغناء فيها فريق «المدفعجية»، ثم أغنية «عشانك» التي قدمها فى فيلم «واحد صعيدي» عام 2014، وتقديمه أغنية «مية مسا» الخاصة بفيلمه «الديزل»، ومشاركته فى الغناء مع المطرب المغربي سعد لمجرد من خلال أغنية «انساي»، ثم توالت أغنيات رمضان فى الراب خلال عامين فقط، حيث قدم تلك الأغنيات مثل «الملك» و«نمبر 1» و«تيك توك» و«السلطان» و«بابا»، قبل أن يحقق النجاح الكبير فى كليب أغنية «مافيا»، ثم بعدها «فيرس»، وبعدها «رايحين نسهر»، وخلال هذا العام قدم رمضان أغنيتين الأولى «يا حبيبي» التي شاركه الغناء فيها المطرب جيمس، وأغنية «مصباح علاء الدين» التي طرحت مؤخرا وحققت نسب مشاهدات عالية.

ويعد أحمد مكي صاحب التجربة الأكبر لدى الممثلين الذين قدموا أغنيات راب، فهو الوحيد الذي أصدر ألبوم، حمل اسم «أصله عربي»، وضم 10 أغنيات راب، هي «الحاسة السابعة، الراب يا بشر، قطر الحياة، منطقتي، طرقت بابك، أيام زمان، مية مية كانت، حلة محشي»، واسكتش حمل اسم «زمان»، بجانب المقدمة التي تحدث فيها عن أصل الراب، فقد كانت تلك الرؤية مكي عام 2012 فى الألبوم، والأغنية التي حملت الرقم 11 كانت عبارة عن مقدمة شرح خلالها مكي وجهة نظره التي لم يلتفت إليها الكثيرون وقتها، رغم أن الألبوم والأغنيات حققت نجاحا كبيرا وقت الطرح، ومازال مكي يحمل الريادة فى تقديم هذه النوعية الموسيقية، لكن لم نلتفت إلى ما عبر عنه مكي فى المقدمة التي كان باسم «أصله عربي»، فرؤية مكي أن الأصل القديم للراب بدأ لدى العرب من خلال المبارزات الشعرية التي تعتمد على تحدي الشعراء بعضهم فى شبه الجزيرة العربية، ودور العرب فى تطوير الشعر وتأسيس علم العروض على يد الخليل ابن أحمد الفراهيدي، الذي ولد فى البصرة، وابتكر الفكرة الأولى للألحان، أي مزج الكلمات على إيقاع، وكيفية وصول تلك الأفكار إلى القارة الأفريقية التي هي بطبيعة الحال ثقافة تعتمد على الإيقاع، وكيف انتقلت تلك الحالة إلى أمريكا، وقيام الأفارقة هناك بحكي مشاكلهم ومعانتهم من العنصرية عن طريق الكلمات والإيقاع، وبدأ هذا النوع من الفن فى الظهور والانتشار والإزدهار بمرور الزمن، وأطلق عليه اسم «راب»، وانتسب لأمريكا.

وقدم مكي العديد من الأغنيات الراب التي قدمت بشكل منفصل، فى مقدمتهم الأغنية الخاصة بفيلم «طير أنت» عام 2014 بعنوان «دور بنفسك»، وكانت أكثرهم نجاحاتلك التي حملت اسم «فيسبوكي»، والتي قدمها ليؤكد أنه لا يملك أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وقدم مكي خلال الأعوام الأخيرة أغنيتين راب، الأولى فى 2019 وهي «وقفة ناصية زمان»، والثانية «أغلى من الياقوت».

في عام 2008 قدم المخرج يسري نصرالله أغنية حملت اسم «الحياة لو»، وكانت ضمن أحداث فيلمه «جنينة الأسماك»، وهي الأغنية التي شارك فى غنائها 4 من مغني هذه النوعية، بجانب مطرب الفلكلور الصعيدي زين محمود، والتي كتب كلماتها طنجاوي، والذي شارك فى التلحين أيضا مع الموسيقار تامر كروان، فى تجربة كانت غريبة على السينما المصرية وقتها، بأن يقوم أحد المخرجين - خاصة يسري نصرالله - بتقديم أغنية راب كأغنية دعائية لفيلمه، وفي عام 2016 قدم فريق «شارموفر» الأغنية الدعائية لفيلم «هيبتا»، والتي أطلق عليها «5-6 هيبتا»، والتي استخدم خلالها موسيقى الراب، وشارك فى غنائها أبطال الفيلم عمرو يوسف وياسمين رئيس وأحمد داوود ودينا الشربيني وأحمد مالك وجميلة عوض، والفيلم إخراج هادي الباجوري.