الجامعة العربية - أرشيفية
الجامعة العربية - أرشيفية


التمديد لـ«أبو الغيط» وضبط علاقات الجوار.. نجاحات استثنائية لوزراء الخارجية العرب

أسامة عجاج

الأحد، 07 مارس 2021 - 04:37 م

 

صحيح إنها دورة عادية لاجتماعات وزراء الخارجية العرب وهي تحمل الرقم ١٥٥ حيث اعتاد الوزراء عقد دورتين خلال العام.. الأولى في مارس والثانية في سبتمبر.. الأخيرة التي أنهت أعمالها الأربعاء الماضي بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة كانت حافلة باللقاءات الثنائية واللجان المشكلة لقضايا محددة كما كانت استثنائية من حيث النتائج.

ونستطيع أن نتوقف عند بعضها ومنها تمديد عمل أحمد أبو الغيط أمينًا عامًا للجامعة العربية لفترة ثانية.. ولعل ما يجعلنا نتوقف عند هذا الأمر هي الحالة التي شهدتها الساحة العربية منذ الإعلان عن إرسال الرئيس عبدالفتاح السيسي رسائل للقادة العرب حول إعادة الترشيح في نهاية يناير الماضي والتي استمرت عدة أسابيع، حيث تنوعت التقارير والتسريبات حول الأمر وتحدثت عن أن هناك صعوبة في تمرير الأمر وتحفظ العديد من الدول العربية على ذلك.

ولم تقتصر الأمور عند ذلك فهناك من تحدث علي اعترض دول بعينها عن احتكار مصر للمنصب على الرغم أن المسألة تخضع لعرف سارت عليه الأمور منذ إنشاء الجامعة في عام ١٩٤٥ وخاصة أنها تم تعيين تونسي وهو الشاذلي القليبي للمنصب عندما انتقلت الجامعة إلى هناك بعد اتفاقيات السلام مع إسرائيل وتعرض أبو الغيط إلى هجوم من محطات فضائية تبث من تركيا وترويج لفكرة تصاعد الرفض العربي له.. كل ذلك والقاهرة تدير الموضوع بهدوء.

وعندما سألت الوزير سامح شكري عن ذلك في أعقاب الاجتماع الاستثنائي للوزراء في الثامن من فبراير، قال إن الاتصالات تتم على مستوي القمة وأثمرت تلك الاتصالات عن ذلك المشهد غير المسبوق والذي جاء مختلفا لكل التوقعات، حيث تم التجديد وبسلاسة شديدة واقتصر الإعلان عن ذلك في الاجتماع التشاوري الذي سبق أعمال الدورة العادية، وقد شكر أحمد أبو الغيط القادة العرب على هذه الثقة، مؤكدا امتثاله لنداء الواجب بروح الجندي المقاتل.

كل المؤشرات تؤكد أن فترة السنوات الخمس القادمة ستشهد العديد من الإنجازات على صعيد إعادة ترتيب بيت العرب الجامعة العربية ولعل أول المؤشرات في ذلك هو التوافق من دول عربية عديدة وقامت بالمطالبة بذلك حول قضية إعادة تفعيل وتنشيط اللجان الأربعة مفتوحة العضوية المعنية بتطوير الجامعة وأجهزتها، وتضم أربعة فرق الأول بتطوير الميثاق والثاني معني بتطوير أجهزتها والثالث معني بتطوير البعد الاقتصادي والرابع يتعلق بتكريس البعد الشعبي.    

ومن بين النتائج البحث في علاقات الدول العربية بدول الجوار الأربعة إسرائيل وإثيوبيا وتركيا وإيران.. الأول فيما يخص تل أبيب فقد عقدت دورة جديدة لاجتماعات وزراء مصر والأردن وفلسطين الذي بدؤوا حوارا ثلاثيا لتحريك عملية السلام وهو الدور الذي حظي بدعم عربي في الاجتماع الوزاري الاستثنائي الذي عقد في الثامن من فبراير الماضي، حيث تم التشديد على أهمية البناء على ما شهدته الفترة الماضية من زخم استهدف تحريك ملف عملية السلام على عدة مسارات، كما أعربوا عن تطلعهم لانخراط الأطراف الدولية المعنية بفاعلية في ملف عملية السلام.

أما الثانية أثيوبيا فهناك تأكيد علي الدعم العربي لموقف وحقوق مصر والسودان المائية وإعلان احمد أبو الغيط أن الدول العربية تدعم الجهد المصري السوداني للتوصل إلى حل عادل يضمن حقوق الجميع في أزمة سد النهضة.

والثالثة تم عقد للجنة الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي لتدخلاتها في الشئون الداخلية للدول العربية والتي تضم مصر والسعودية والبحرين والأمين العام حيث بحثوا سبل تعزيز الجهود العربية والتنسيق المشترك للتصدي لتلك الممارسات الإرهابية وهو نفس ما جري في اللجنة المعنية بالتدخلات التركية والانتهاكات المستمرة والتعدي السافر علي سيادة بعض الدول العربية سواء من خلال التدخل المباشر أو دعم الجماعات والتنظيمات الإرهابية والمرتزقة والمقاتلين الإرهابيين الأجانب أو عن طريق التدريب والتمويل.

كما شهدت أعمال القمة أيضا التأكيد علي أن الاستعداد للقمة العربية القادمة والتي تستضيفها الجزائر والمؤجلة منذ مارس من العام الماضي قد انتهت تماما وأن الأمر قاصر فقط على تحديد الموعد والذي وفقا للمؤشرات سيكون على الأغلب بعد رمضان القادم، وفقا لظروف أزمة كورونا خاصة مع حرص الجزائر علي تكون القمة حضوريا وبمشاركة القادة العرب وكذلك عدم تخليها عن دورها رغم أن البديل المطروح كان في عقدها في دولة المقر مصر وفي مدينة شرم الشيخ مع احتفاظ الجزائر برئاستها.

وكشف أبو الغيط أن الوزير الجزائري صبري بو قادرم قد تحدث معه قبل الاجتماع بعد تعذر حضوره للمشاركة فيه بسبب الأزمة، حيث أشار إلى موعد ليس بعيد لعقد القمة 

وهكذا انتهت أعمال الدورة الـ١٥٥ على مستوى وزراء الخارجية العرب.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة