محمد أبوذكرى
طريق النور
كثير من الدموع.. قليل من البهجة
الأحد، 07 مارس 2021 - 06:40 م
مهلاً أيها الزمن الجميل الذى تعلمت منه ألف معنى ومعنى، مهلاً أيها العمر الطويل الذى أضاف إلى قلبى الكثير من محبة الله ومحبة البشر، مهلاً أيها الإنسان الذى سكن روحى منذ أن تفتحت عيناى على الدنيا، وعلمت وتعلمت من أبى وأمى رحمهما الله أنها فانية وغير باقية لأحد، بل يملكها بما عليها الله الواحد الأحد.
تلك هى رحلتى فى الحياة، بعد الستين، لا أملك فيها شيئاً إلا كثيراً من الدموع، وقليلاً من البهجة، لم أحلم فى يوم ما أن يكون لدى سيارة فارهة، أو فيللا أنيقة بحديقة غناء، ورصيد وافر فى البنك لا لا لم أكن أحلم بذلك، كان الكتاب رفيقى وصديقى وسلوتى فى وحدتى ونومى وصحوى وحتى الآن يسير معى، وعلمتنى الحياة أن العمل والنجاح والإصرار على التفوق هى الكنز الكبير، ومن القراءات الكثيرة بقيت حكمة صغيرة فى قلبى وعقلى.
تتلخص فى كلمات «كلما ازداد الإنسان علماً ازداد غماً» قد تختلف معى عزيزى القارىء ولكنها تعرفنى وأعرفها وأمشى بها فى الدنيا حاملاً قلمى لأكتب كلمة وأمضى، وبيت صغير يضمنى وزوجتى وابنتى، هو كل ما نملك الآن، فهل يا سيدى من العدل والحق فى الحياة، مع الستر الذى لا أملك سواه تأتى الدنيا وما عليها من بشر وحجر تحاسبنى الآن على دفع الكثير والكثير، لتسجيل شقتى المتواضعة، فمن أين لى بتلك الرسوم؟! ومعاشى القليل لا يكفى شهراً أو اسبوعا، أو حتى يوما!!.