د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


بسم الله

العمق الاستراتيجي «1»

محمد حسن البنا

الأحد، 07 مارس 2021 - 06:59 م

المتابع للسياسة الخارجية المصرية فى الفترة الاخيرة، يشعر برؤيةجديدة وتغير فكرى ونوعى، ممزوج بحسم وحزم للموقف المصرى فالتعامل مع القضايا الخارجية، خاصة المرتبطة بالأمن القومى. وهو ماشاهدناه فى العمق الاستراتيجى الغربى لمصر، مع دولة ليبيا الشقيقة،ونشاهده الآن فى العمق الاستراتيجى الجنوبى فى السودان الشقيق،ودول القرن الافريقى.

فى ليبيا علاقات متينة مع المجلس الرئاسى والحكومة الانتقالية الساعين إلى استقرار ليبيا، وطرد الميليشيات المرتزقة. أما فى السودان فكانت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لبناءجسور جديدة فى العلاقات الثنائية، وتأمين العمق الاستراتيجى المصرى الجنوبى.

أعلن الرئيس السيسى :"دعم مصر لجهود القيادة السودانية من أجل تنمية واستقرار وازدهار شعب السودان الشقيق، والذى يعد جزءاً لايتجزأ من أمن واستقرار أشقائكم فى شمال الوادي". ومن أبرز ملامح هذاالتعاون :تنفيذ مشروعات فى عدد من المجالات الحيوية من بينها الربط الكهربائى والسكك الحديدية والتبادل التجارى والثقافى والعلمي والتعاون فى مجالات الصحة والزراعة والصناعة والتعدين وغيرها من المجالات، بما يحقق هدف التكامل المنشود بين البلدين، ويستغل الإمكانات الضخمة للبلدين لمصلحة الشعبين الشقيقين. وأيضا تكثيف التنسيق السياسى بين البلدين، لتحقيق الاستقرار على الساحتين العربية والإفريقية.

وجاء الموقف المصرى والسودانى من مستجدات مفاوضات سد النهضةالإثيوبي، واحدا وثابتا، لانه الملف الذى يمس صميم المصالح الحيوية لمصر والسودان، بوصفهما دولتى المصب فى حوض النيل اللذين سيتأثران بشكل مباشر بهذا المشروع الضخم. قال الرئيس : لقد أكدناعلى حتمية العودة إلى مفاوضات جادة وفعالة بهدف التوصل، فى أقرب فرصة ممكنة وقبل موسم الفيضان المقبل، إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، وبما يحقق مصالح الدول الثلاث ويعزز من أواصر التعاون والتكامل بين بلادنا وشعوبنا.

ولقد تطابقت رؤانا على رفض أى نهج يقوم على السعى لفرض الأمر الواقع وبسط السيطرة على النيل الأزرق من خلال إجراءات أحادية لا تراعى مصالح وحقوق دولتى المصب، وهو ما تجسد فى إعلان إثيوبيا عن نيتها تنفيذالمرحلة الثانية من ملء سد النهضة حتى إذا لم نتوصل إلى اتفاق ينظم ملء وتشغيل هذا السد، وهو الإجراء الذى قد يهدد بإلحاق أضرار جسيمةبمصالح مصر والسودان.وللحديث بقية باذن الله.

دعاء :اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة