لوحة النصر وجهّت أصابع الاتهام لابن رمسيس الثانى
لوحة النصر وجهّت أصابع الاتهام لابن رمسيس الثانى


حكاوي الحضري

12 ولي عهد ماتوا في حياة رمسيس الثاني.. ولوحة مرنبتاح تثير الجدل!

الأخبار

الأحد، 07 مارس 2021 - 07:35 م

 

ايهاب الحضري

الوريث رقم 13 متهم بأنه فرعون الخروج

مات رمسيس الثانى وقد تجاوز التسعين من عمره. وترك خلفه عددا هائلا من المبانى التى ساهمتْ فى تخليد اسمه, كما نجح فى استرداد مساحات منهوبة من الإمبراطورية المصرية, لكن امتداد فترة حكمه لأكثر من ستين عاما أدى إلى مفارقة طريفة, فقد مات فى حياته اثنا عشر ولى عهد بالتتابع! ليحل الدور أخيرا على الوريث الثالث عشر فى الترتيب. إنه مرنبتاح الذى لم يرث الحكم فقط عن أبيه, بل انتقلتْ إليه الاتهامات بأنه فرعون موسى. واعتمدتْ عريضة الاتهام على لوحة تُمجّد انتصاراته.

كان عُمر مرنبتاح حين تولى الحُكم ستين عاما، ويرى البعض أنه شارك أباه الحكم خلال حياته، وفى كل الأحوال تولى مسئولية جسيمة، هى الحفاظ على حدود الإمبراطورية التى شهدتْ اضطرابات على الجبهتين الشرقية والغربية، ورغم كبر سنه نجح فى فرض سيطرته وهزيمة أعدائه، وسجّل ذلك على اللوحة التى جعلتْ أصابع الاتهام تشير إليه، بعد عشرات القرون من موته.

تضم لوحة النصر المحفوظة حاليا بالمتحف المصري، قصيدة من ثمانية وعشرين سطرا، تفخر بانتصارات الملك، وتنتهى بقائمة من هزمهم ومن بينهم» إسرائيل»! بطبيعة الحال فتحت الكلمة الأخيرة أبواب الخيال لدى العديد من الباحثين، خاصة أنه النص الوحيد الذى ذكر كلمة» إسرائيل» فى النقوش المصرية القديمة، وقدّم بذلك خيطا رفيعا لمن أزعجهم اختفاء أى ذكر لخروج بنى إسرائيل من مصر، رغم أن الحدث ينتهى بمصرع» فرعون». على الفور بدأت التأويلات، حيث ادعى البعض أن مرنبتاح مات غرقا، بدليل أن لون موميائه يميل إلى الاحمرار، مع أن اللون الأحمر كان اختيار من قاموا بالتحنيط، حسبما يؤكد عالم الآثار الكبير سليم حسن فى موسوعته» مصر القديمة».
 

وعلى مدار عشرات السنين الماضية، خرجتْ عشرات الاجتهادات تتفاوتْ بين التفكير المنطقى وخيالات لا يقبلها العقل، رغم أن النص نفسه يحمل تفسيراته. ولكى لا نغرق فى تفاصيل علمية، نشير فقط إلى أن اللوحة مكتوبة فى العام الخامس من حكم مرنبتاح، بينما تُثبت النقوش أنه مات بعد عشر سنوات قضاها على عرش مصر، أى أنه عاش  ٥ سنوات بعد أن قضى على» بذرة» إسرائيل، ولو كان النص يتحدث عن واقعة الخروج، لمات الفرعون فى أعقابها فورا، وبالتأكيد لم تكن اللوحة ستتحدث وقتها عن انتصار حاسم، فأى نصر يُمكن أن ينتهى بمصرع الحاكم وهلاك جيشه بالكامل فى مواجهة مع أعدائه؟!

تحدث النص عن بنى إسرائيل كقبيلة، ضمن شعوب تعيش على حدودنا الشرقية، وكانت هذه القبيلة من البدو الرُحل، تثير المشكلات على الحدود فتلقى ما تستحقه من التأديب، مما يعنى أنها لم تكن تعيش داخل البلاد، حسبما تذكر القصة الدينية الشهيرة. وهو ما جعل بعض الباحثين يؤكدون أن إبادة مرنبتاح لهم، جاءت بعد فترة طويلة أعقبتْ خروجهم من مصر، ولم تستطع هذه القبيلة أن تؤسس دولة أو حتى مدينة صغيرة، لأن نص مرنبتاح كان حاسما، فذكر أنهم مجرد شعب أو قبيلة، بينما تحدث عن انتماء بقية المهزومين لبلاد قائمة بالفعل.

الطريف أن مرنبتاح عندما تولى الحكم، اضطر للاستيلاء على أحجار منشآت من سبقوه، ونقش هذا النص المثير للجدل، على حجر جرانيتى استولى عليه من معبد أمنحتب الثالث» والد إخناتون»، ولم ينج الأخيران من محاولات ربطهما بقصة خروج بنى إسرائيل، وامتدت المزاعم أيضا إلى رمسيس الأول والثانى والثالث، وقبلهم أحمس محرر مصر من الهكسوس!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة