الراحل الفريق/ عبدالمنعم رياض
الراحل الفريق/ عبدالمنعم رياض


ملأ استمارة معاشه قبل استشهاده بـ72 ساعة

نصف قرن على استشهاده.. عبد المنعم رياض.. «الجنرال الذهبى»

أحمد دياب

الإثنين، 08 مارس 2021 - 11:44 ص

 

اختار المدفعية سلاحًا، وطائرات العدو هدفا، ذاعت شهرته، وأطلق على فرقته «الطوبجى المصرى»، كان محبًا للعلم تواقا للمعرفة، وكان يعرف الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية.

وُلد الجنرال الذهبي، الفريق عبدالمنعم رياض، فى 22 أكتوبر 1919 بقرية سبرباي بمدينة طنطا، وكان طفلا ذكيا يحب الاستطلاع والاكتشاف، التحق بكلية الطب، وبعد عامين فضل الالتحاق بالكلية الحربية، وكان بعض زملائه من أعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو 1952، وكان يناديه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بـ»الباشاويش»، لم يتزوج وظل راهبا على الجبهة، واكتفى فقط بالارتباط بالأرض المصرية حتى يتم تحريرها، وكان يعطى كل وقته لعمله ويظل فى مكتبه.
فى 20 فبراير 1946 أتم بعثته الدراسية فى «لاركلاك هل توان» ببريطانيا، وأدخل الهندسة الوصفية على منهج الدراسة بمدرسة المدفعية، وترك عظيم الأثر فى كل الدول التى زارها، وقد مدحه وزير الدفاع الروسي الماريشال أندريه أجريتشيوا عند الرئيس جمال عبد الناصر بقوله إن الجنرال رياض ليس عسكريا من طراز فريد فقط، وإننى لم أصادف جنرالا عسكريا غير سوفيتى يجيد اللغة الروسية مثلما يجيدها رياض.
خلال عامى 1955 و1956 كان له دور فنى فى صفقة الأسلحة الروسية الأولى، ثم تعاظم دوره فيما تلا ذلك من صفقات، وفى عام 1957 وصل إلى أميرلاى، وكان مشرفا على صفقات الأسلحة، وفى عام 1958 كان ضمن دفعة من ضباط القوات المسلحة الذين حضروا دورة تدريبية مدتها 10 شهور بأكاديمية « فرونز» الروسية.. كان الأول على دفعته بتقدير امتياز، وكان يعرف أرض سيناء أكثر مما يعرفها أى عربى فيها، وفى 1964 دعا الرئيس عبدالناصر كل الملوك وكان من أهم قراراته إنشاء قيادة عربية موحدة برئاسة الفريق على عامر والفريق عبد المنعم رياض رئيس الأركان، وانفتح بأفكاره العسكرية من استراتيجة واسعة فى دول المواجهة الأربعة مع إسرائيل، بالإضافة إلى الدراسات الميدانية التى تربط بين دول الاقتراب والمحيط.
بدأ عبدالمنعم رياض، الاستعداد لمرحلة جديدة من حياته، وهى المشاركة فى إعادة بناء القوات المسلحة، ورأب الصدع لقواتنا جراء صدمتها من نكسة يونيو، والاستعداد لحرب تستنزف  كل إمكانيات جيش العدو الإسرائيلى ماديا وبشريا، فعقد لقاءات مع كل القادة لمناقشة كل التقديرات للموقف، والتصدى لكل الخطط الحربية، واقترح  تجنيد حملة المؤهلات العليا لخدمة القوات المسلحة.
شارك فى العديد من العمليات، ومنها رأس العش، وتدمير إيلات، ووضع خطة الحرب «جرانيت»، واستشهد عند موقع نمرة 6 بعد وضعه خطة شاملة لتحطيم خط بارليف بخطة نيران قوية منسقة، وصمم على زيارة الموقع الذى زاره 11 مرة، وفى المرة 12 كانت الأخيرة.. قبل 72 ساعة من استشهاده طلب من سكرتيره استمارة المعاش الخاصة به من شئون الضباط، لكى يصرف الورثه معاشه ومنحة الـ3 شهور ومصاريف الجنازة، ملأ الاستمارة وحدد فيها اسم شقيقته الدكتورة ذاكية وريثة لكل مستحقاته حال استشهاده، وُضعت الاستمارة فى ملفه يوم الخميس 6 مارس قبل استشهاده بـ72 ساعة عند الموقع نمره 6.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة