آثار فوة
آثار فوة


خبير يطالب بإعداد ملف لتسجيل «آثار فوة» كتراث عالمي باليونسكو| صور

شيرين الكردي

الإثنين، 08 مارس 2021 - 12:41 م

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن مدينة فوة تعد المدينة الثالثة من حيث الآثار الإسلامية بعد القاهرة ورشيد والرابعة على مستوى العالم فى الآثار الإسلامية وتحوي 365 مسجد أثري وقبة ومزار حسب إحصاء عام 1999.

وتم اختيار «فوة» ضمن منظمة متاحف بلا حدود كما اختارتها اليونسكو لتكون محمية طبيعية باعتبارها المدينة الثالثة فى الآثار الإسلامية بمصر.

«فوه كفر الشيخ» مدينة المساجد «المنسية».. تنتظر التنمية السياحية


وأشار الدكتور ريحان إلى أن مدينة فوة تتبع محافظة كفر الشيخ وتطل على فرع رشيد وتبعد عن القاهرة 181كم وعن الإسكندرية 98كم، وتسمية فوه بهذا الاسم يرجع إلى إسم أحد أحفاد نبى الله يعقوب وكانت مدينة فوة عاصمة لإحدى عواصم مملكة الشمال وكانت تسمى فى عصر مصر القديمة «متليس» وفي العصر اليوناني والروماني كانت تسمى «بوي» أو مدينة الأجانب، وسبب ذلك أنها كانت مقر القناصل التجاريين والتجارة الأجنبية لأنها كانت ميناء هام علي الفرع البلوتيني أو فرع رشيد.

ويضيف الدكتور ريحان أن فوة كانت مركزًا تجاريًا هامًا لارتباطها بطرق التجارة بين القاهرة والإسكندرية.

وتضم آثارًا مملوكية مثل جامع نصرالله وجامع أبوالنجاة وجامع القنائى وبقية الجوامع تعود إلى العصر العثماني ثم جددت فى أزمان لاحقة ووجدت بها العديد من أساليب البناء باستخدام الطوب المنجور المنجور أى المنحوت كأعمال النجارة وقد استخدم الطوب المنجور باللونين الأحمر والأسود بالتبادل فى الواجهات الرئيسية للجوامع والزوايا والقباب والمنازل والرباع والوكالات فى الأقاليم المصرية فى العصر العثمانى وتقع فوة فوق تل قديم ويبدو ذلك فى شوارعها وحاراتها الصاعدة والهابطة حيث تتفاوت مناسيبها ارتفاعًا وانخفاضًا.


ويوضح د. ريحان أن فوة فى العصر الإسلامى كانت تتبادل الصدارة مع رشيد فى إقليم المزاحمتين  فعندما تزدهر رشيد تضمحل فوة وبالعكس، ففى عام 256هـ، 870م عندما ازدهرت رشيد وتحولت التجارة إليها نتيجة جفاف الفرع الكانوبي من النيل اضمحلت فوة وكانت من قبل تقصدها السفن القادمة من الإسكندرية، وكانت السفن تسير فى فرع النيل إلى ميناء فوة الذي كان يوجد على بعد 20كم من المصب وذلك قبل القرن التاسع الميلادي.


ويشير د. ريحان إلى تطور الزراعة بفوة فى العصر المملوكي لوفرة المياه وتنظيم الرى بواسطة السواقي التى كانت منتشرة بها، وقد اهتم سلاطين المماليك بالعمل على النهوض بالزراعة وإنشاء المرافق، وقد كان لحفر خليج الإسكندرية أكبر الأثر فى ازدهار فوة وقد أمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون بحفر خليج الإسكندرية من بحر فوة، كما كانت فوة مركزًا تجاريًا هامًا فى العصور الوسطى حيث كانت السفن ترسو بها عند قدومها من أوروبا عن طريق خليج الإسكندرية كما كانت ملتقى القوافل التجارية القادمة من إفريقيا وبلاد العرب حيث كان يتم نقلها إلى الإسكندرية ومنها إلى أوروبا ومما ساعد على ازدهار التجارة بفوة وجود عددًا من قناصل الدول الأوروبية بها مثل الإسكندرية، وكانت فوة فى القرن الخامس عشر الميلادي غاية فى العمارة والرواج التجاري.


وقد أنشئ بفوة دور لضرب العملات والفلوس النحاسية وقد أصبحت أعظم مدينة بعد القاهرة وفى العصر العثماني أنشأ علي باشا أحد الولاة العثمانيين عام 956هـ 1549م خانات بمدينة فوة وتضم فوة عددًا كبيرًا من المساجد والزوايا والأضرحة التى أنشئت فى العصر العثماني.

ويتابع الدكتور ريحان بأن مآذن مساجد فوة كانت منارات للسفن القادمة بالبضائع من دول البحر المتوسط ويدل على ذلك المنشآت التجارية الباقية مثل ربع الخطابية والوكالات المختلفة واشتهرت «فوة» بصناعات هامة مثل الكتان والطرابيش والنحاس والتي كانت مزدهرة فى عصر محمد علي وكانت تفي باحتياجات الجيش والمواطنين.


ويتابع بأن فوة تضم العديد من الآثار المسجلة  تشمل 14 مسجدًا وهي مسجد عبد الرحيم القنائي، مسجد النميري  مسجد حسن نصر الله، جامع أحمد الصعيدي، جامع السادة الكورانين، مسجد السادة السباع  مسجد أبو شعرة، مسجد أبو المكارم، مسجد أبو عيسى، مسجد الشيخ شعبان، مسجد الشيخ موسى، مسجد العمري البرلسي، مسجد الفقاعي، وأربعة قباب هي «قبة أبو النجاة، قبة إسماعيل الغرباوي، قبة جزر الجبانة، قبة الشيخ أحمد السطوحي»، وبوابتين هما بوابة مصنع الكتان وبوابتي مصنع الطرابيش وتكية هى تكية الخلوتية وربع هو ربع الحطانية ووكالة هي وكالة حسين ماجور ومحلج هو محلج محمد علي.


ويطالب الدكتور ريحان بتحويل فوة إلى متحف مكشوف للآثار الإسلامية ووضع خطة لتطويرها ووضعها على خارطة السياحة الدولية وإعداد ملف لتسجيلها تراث عالمى باليونسكو.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة