محمد البهنساوى
حروف ثائرة
مصر والسودان بين الذباب الإليكترونى وأفاعى الشاشات!!
الإثنين، 08 مارس 2021 - 06:26 م
زيارة تاريخية بالفعل تلك التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى السبت الماضى إلى السودان الشقيق.. ليست تاريخية فقط بحكم العلاقات والروابط العميقة ووحدة المصير بين البلدين الراسخة رسوخ النيل وواديه الطيب من توشكى لكلابشة وما بعدهما .. لكنها تاريخية لأنها تتوج جهودا بدأت لبناء مستقبل آمن للشعبين الشقيقين.. وتأكيدا لوحدة المواقف فى مواجهة تحديات تهدد البلدين.. فى مقدمتها وبوضوح شديد سد النهضة الإثيوبى والموقف المتعنت لأديس أبابا وتعطيلها كل الجهود الدبلوماسية التى تحرص عليها مصر والسودان لحل تلك الأزمة.. وقد حملت الزيارة رسائل عديدة أهمها تأكيد الدعم المصرى للسودان فى كافة المجالات وتأكيد الموقف المصرى السودانى الموحد تجاه سد النهضة من رفض فرض المواقف الأحادية واتخاذ إجراءات تضر بالشعبين الشقيقين ودعوة إثيوبيا للعودة الجادة للمفاوضات قبل الملء الثانى للسد.
لن أسهب فى الحديث عن الزيارة وأهميتها، إنما أشير لموقفين أراهما متطابقين ومتصلين فى محاولة النيل من العلاقات التى تتوطد بين مصر والسودان ووقف النمو الطبيعى والمنطقى لتلك العلاقات بحكم ما قلناه من وحدة التاريخ والمصير.. الموقف الأول كشفت عنه تقارير إعلامية منشورة من أن هناك مخططا إثيوبيا لتحريك »الذباب الإليكترونى« بكثافة الفترة المقبلة لمحاولة الوقيعة بين الشعبين الشقيقين وخلق ملفات خلافية وهمية لدعم هذا التوجه.. واستغلال الحالة الثورية بالسودان الشقيق لتحريك عناصر تنتمى لنظام البشير الإخوانى ضد الحكومة الحالية التى تحظى بتأييد شعبى واسع ومحاولة استغلال تحركات تلك العناصر المحدودة للإيحاء بخلافات سودانية داخلية.
والموقف الثانى يخص تناول قناة الجزيرة للعلاقات المصرية السودانية وملف سد النهضة وأيضا تغطيتها لزيارة الرئيس السيسى الناجحة للخرطوم، والتى تؤكد فعلا وبوضوح أن هناك معينا وبوتقة واحدة تخرج منها محاولات الوقيعة بين الشعبين الشقيقين سواء من الذباب الإليكترونى أو ذيول الشاشات.
ولن أستغرب مواقف محرضة ومشابهة من مصريين يدعون حب مصر ويٌشهدون الله على ما فى قلوبهم وهو ألد الخصام!.. فهؤلاء أشد خطرا من غيرهم.. فهم يندسون بيننا سواء عبر الشاشات التى تبث من الدوحة وأنقرة أو وسائل التواصل الاجتماعى داخل مصر وخارجها.. يبثون سمومهم مغلفة بشعارات حب الوطن فرض عليا!. أثق تماما أن الدولة المصرية التى تنفذ تلك التحركات السياسية العبقرية بكافة الإتجاهات ترصد تلك التحديات جيدا وتتحسب لها وتجهز العدة لمواجهتها.
طيب ليه
هناك أمر يبدو ظاهريا بعيد عن الكلام السابق وإن كان هناك حبل سرى بينهما نرجو له قطعا بلا اتصال يرتبط بالاستخدام المغرض للسوشيال ميديا وحملات التوجيه السوداء ضد كل إيجابى بمصر.. فمثلا أفاعى الشاشات ادعوا تراخى الحكومة عن توفير اللقاح المضاد لكورونا للمصريين، واتهامها بالاستهتار بصحة ألشعب وتجاهل مطالبه الملحة بتوفير اللقاح الذى كانت مصر من أولى الدول التى وفرته، اليوم وبعد أسبوع على بدء تسجيل الراغبين فى التطعيم ٤٠٠ ألف مواطن فقط قاموا بالتسجيل، واختفت الأصوات الباكية على صحة المصريين ولم تنصحهم بالتطعيم، فهل حقا صحة المصريين أو صالحهم يهم تلك الأصوات ؟!
نفس الأمر بالمشروع القومى بتبطين الترع والذى تعرض للتشكيك بل والتريقة أحيانا من تلك الأصوات المسمومة، ليتم تنفيذ المشروع العملاق لخدمة المصريين وصحتهم.. ثم نفاجأ بالصور المفزعة والكارثية لأكوام القمامة تملأ بعض الترع وتهيل الطين على إنجاز عظيم، لتختفى مرة أخرى تلك الأصوات المغرضة ويتوقف صوتها لا عن الإشادة بالمشروع إنما عن نصح المواطنين لصالحهم وصحة أبنائهم « هم العدو فاحذرهم « هكذا نصف تلك الأصوات لكن لا نستطيع أن نقول للمصريين أمام تلك المواقف سوى التساؤل: » طيب ليه « ؟
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة