كانوب الغارقة
كانوب الغارقة


مدينة «كانوب الغارقة» أحد الكنوز الأثرية في البحر المتوسط

شيرين الكردي

الثلاثاء، 09 مارس 2021 - 11:35 ص

 

مصر أرض الحضارة مازالت تبوح بالأسرار التي تختزنها بداخلها، واليوم نقدم لكم فصلاً جديداً من التاريخ الذي سطره اجدادنا وهو بعض «مدن مصر الغارقه » تحت مياه البحر المتوسط لتثبت مصر من جديد أنها الحارس الأمين على التاريخ والحضارة الإنسانية.

صور| العثور على حطام 75 سفينة أثرية وبقايا ميناء غارقة ومعبد آمون 

الصدفة تلعب دورا في العثور على الآثار الغارقة تحت سطح الماء بواسطة الصيادين أو الغطاسين، فلم يكن غريباً أن نرى اهتمام القدامى من مصريين وبابليين بالبحث عن كل ما هو قديم وله صلة بتاريخهم، كما أكد الدكتور إيهاب فهمى مدير إدارة البحر الأحمر لإدارة الآثار الغارقة في تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم ».

يقول إيهاب فهمي، إن مدينة كانوب الغارقة في أبوقير، والتي تقع على مسافة 22.2 كم بالقرب من فرع النيل المندثر، والذي كان يسمى بالفرع الكانوبي، وعلى مسافة حوالي 2كم إلى الشمال من ساحل أبي قير غرب الإسكندرية، وعلى عمق يتراوح ما بين 4 إلى 5 أمتار تحت سطح الماء.

وقال «فهمي»، إن مدينة كانوب الغارقة جرى الكشف عنها قبل 25 قرنًا من الزمان، وعمرها 2500 عام، وتضم الآلاف من القطع الأثرية التي تنتمى لمختلف العصور ما قبل الميلاد والمتمثلة في إطلال معبد المدينة وبقايا تماثيل أبو الهول وجسمه وقطع حجرية وأواني فخارية وبقايا أعمدة، فضلا عن أهميتها التاريخية باعتبارها كانت تمثل دور تجاري مهم لوجودها على فرع النيل الكانوبي.

وأضاف «فهمي»، أن المدينة تسمى كانوب أو كانوبوس باليونانية وباللاتينية ، وكانت مدينة للتجارة الإغريقية في مصر قبل إنشاء مدينة الإسكندرية، وكانت تنافسها في هذه المنزلة مدينتا هيراكليون ونقراطيس وكان موقعها الجغرافي سببًا في مكانتها التجارية، حيث يقع ميناءها على أكثر فروع النيل اتساعًا وهو الممر الملاحي الوحيد الذي يسمح للسفن القادمة من البحر المتوسط بالإبحار فيه حتى تصل إلى العاصمة منف واستمر الوضع على هذا النحو حتى نهاية القرن الرابع قبل الميلاد بعد دخول الإسكندر المقدوني مصر وتأسيس مدينة الإسكندرية، عندما أمر كليومنيس مؤسس وحاكم المدينة بتحويل مسار جميع السفن وتغيير طرقها الملاحية صوب العاصمة الجديدة، كما أمر الأسواق التجارية في كانوبوس والتجار بنقل نشاطهم إلى الإسكندرية.

ولفت «فهمي»، إلى أن المدينة عثر بها على عدد من المعابد والهياكل، أهمها معبد للإله سيرابيس، وهو المعبد الذي يجتمع فيه الكهنة ويقصده الناس للاستشفاء ورأسي تمثالان للإله سيرابيس من الرخام الأبيض، وهما محفوظان حاليًا بمتحف مكتبة الإسكندرية برقم 844 و847، كما تم انتشال رأس تمثال من الرخام الأبيض للإسكندر الأكبر بها، والذي يعتبر من مقتنيات المتحف اليوناني الروماني.

وأضاف «فهمي»: «نظرًا لإجراء أعمال المسح الأثري بموقع مدينه كانوب الغارقة عن الكشف على دلائل وشواهد أثرية تتمثل في العديد من بقايا أبنية تمثل أطلال لمعبد وبقايا الأعمدة، والعديد من أجزاء تماثيل لأبي الهول معظمها فاقدًا للرأس، بالإضافة إلى مجموعة من رؤس التماثيل والتي ترجع إلى حقب مختلفة، فضلا عن العديد من الأواني الفخارية واللقي الذهبية والعملات المعدنية اليونانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية ولا تزال أعمال المسح والحفائر بالموقع تبوح بأسرار جديدة حيث تم الكشف حديثًا عن امتداد آخر لمدينه كانوب نحو الجنوب لمسافة 1 كم وطبقا للقيمة الأثرية التي عثر عليها يبدو أن المدينة كانت مأهولة في الفترة من القرن الرابع قبل الميلاد حتى العصر الإسلامي».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة