الثلاثاء، 09 مارس 2021 - 02:10 م

بقلم/ عبدالحليم غزالي

1
السيدة القابعة 
خلف الشرفة البعيدة
لا أراها من القطار  المتريث 
أمام منزلها
 السادر في الصعود 
إلى السماء 
لكنني أرى يماماً  متشابكاً 
يتزاحم على شرفتها 
لكي يرتوي 
من نورها الحبيس 
غير أنه يفر 
 من عتمة الرضوخ للاشيء  
  فلا ينزل نيلها الميت  مرتين! 
2
أرى قلبها  الجريح  
وقد اتخذ مقعده 
أمام تلفاز 
يقلب الأيام  
على وجهيها
 الأبيض والأسود
ويتساءل 
من أي طلل  
يأتي الشوك والخنوع؟!
3
أرى اعتمالات دمها 
وهي تقتنص الذكريات النافرة  
من ثرثرة صديقتها 
فتساقط الضحكات والدموع 
على ثوبها المغزول 
بالأمسيات الباهتة! 
4
أراها 
وهي تتأمل سحابة العمر 
وقد أمطرت أحلاما شائهة  
في شهقات الغروب 
وتركت جبالا من السقوط 
عند سدرة روحها 
 5 
أراها
وهي ترتب أشواق نهيرها الصغير  
في خزانة التعب الغائر
وتستدفئ 
بقمصانه المزركشة الفوضوية  
وتستشرف فرحة ليست لها 
6
أراها 
وهي تراقب رجلا قريبا جدا  
سرق دميتها 
وخصلات وهجها المحلق 
في زرقة البدايات  
وكراسات شوقها 
لنبي فارس يأتي
بالشمس من مكمنها 
ويلقيها في حجرها 
آية لعشق لا تدهسه
حوافر السنين الآبقة 
ولا ترهق روحه  
غزوات لقمة العيش الكاذبة! 
7
السيدة القابعة 
خلف الشرفة هناك 
لا تعرفني 
ولا تظن أن رجلا غريبا 
يتأمل تضاريس احتراقها 
ولم تتنزل رجفتي 
على جدران تحاصر 
انفجاراتها  مشظاة الأنين 
لكنني أعرفها 
وأشاطرها الحصار 
وطقوس الانكسار
والفرار مهيض الجناحين  
والانكفاء الأبدي الشاسع 
على ما لا يشبهها.