دور المرأة في مصر القديمة
دور المرأة في مصر القديمة


دور المرأة في مصر القديمة « بمناسبة اليوم العالمي للمرأة»

شيرين الكردي

الثلاثاء، 09 مارس 2021 - 06:24 م

يقول الباحث الأثري محمد حلاوة، «عجبا لهذه البلاد إن النساء فيها يذهبن للاسواق ويعملن في التجارة ويعقدن العقود» هذه الكلمات هى كلمات المؤرخ والرحالة الاغريقي «هيرودوت» وهو يتحدث عن المرأة المصرية.


تبوأت المرأة في تاريخ مصر القديم مكانة بارزة في شتى مناحي الحياة جعلتها شريكة للرجل إن لم تكن أحد الأسباب الرئيسية في نمو الحضارة المصرية، لذا لم يكن من الغريب على المجتمع قديما توقير المرأة والنظر إليها نظرة «تقديس» لآلاف السنين جعلتها حاضرة بقوة في المشهدين الديني والدنيوي.


سبقت الحضارة المصرية حضارات الشرق القديم في تولي المرأة مناصب عليا في البلاد، فكانت ربة في مجمّع الأرباب، وعنصراً أساسيا في أسطورة خلق الكون، وكاهنة لأكبر معبودات مصر، وملكة شاركت زوجها الملك في إدارة شؤون البلاد، أو وصية على العرش، أو ملكة انفردت بالحكم في ظل غياب وريث للعرش، فضلا عن دورها الأساسي كأم وزوجة.


كما لعبت المرأة المصرية دور يماثل دور الرجال في مصر القديمة وكانت لها مكانه ثانونية واجتماعية لم تكن لمثيلاتها من بنات جنسها في العالم القديم، وقد احترم الرجل المصري للمرأة تلك المكانه وساعدتها في ان تحظى بها فلم ينظر الرجل المصري للمرأة نظرة دونية وانما منحها الاحترام والتوقير، ويمكننا ان نفهم ذلك بعد ان نلقي الضوء على دور المرأ في تلك الازمنه القديمة.


اعتلت المرأة عرش مصر أو شاركت فيه أكثر من مرة في ظروف سياسية وتاريخية أحاطها الجدل، وحملت ألقابا عبر العصور من بينها (سيدة مصر العليا والسفلى، وسيدة الأرْضَين، والحامية، والعالمة، وابنة الإله، والحاكمة، وقوية الذراع، والقابضة على الأرضين، وسيدة التجلي) إلى جانب مجموعة أخرى من الألقاب الشرفية مثل (جميلة الوجه، وعظيمة المحبة، وصاحبة الرقة).


1- مريت نيت: هي أقدم ملكات مصر  من ملوك الأسرة الأولى  التى تولت الحكم بعد الملكين (حور عحا، وجر) وعثر علماء الأثار على نقش يحمل اسمها على لوحة في مقبرة في أبيدوس، بخلاف مقبرتها الأخرى في سقارة.


2- خنتكاوس والدة الملوك:  
ورثت «خنتكاوس» عرش البلاد بعد فترة حكم قصيرة جداً للملك «شبسسكاف» آخر ملوك الأسرة الرابعة. وهي والدة ملكين حكما الوجهين القبلي البحري هما (ساحورع و نفرإيركارع) وفقا لما ورد في مقبرتها في الجيزة.


اتخذت لنفسها ألقابا من بينها (ملكة مصر العليا والسفلى و أم ملك مصر العليا والسفلى)، ويعتقد أنها كانت وريثة شرعية للعرش، وانتقلت هذه الشرعية إلى الأسرة الخامسة.


3-  نيت إقرت رادوبيس اليونانية:  
تولت «نيت إقرت» حكم البلاد في نهاية الأسرة السادسة في فترة اتسمت بالضعف والاضطراب، وتشير قائمة أبيدوس الملكية إلى اسم ملك حكم بعد الملك «بيبي الثاني» يدعى «مرنرع الثاني»، لم يدم حكمه أكثر من عام واحد، ويبدو أنه تزوج من الملكة "نيت إقرت" التي كانت في رأي المؤرخ مانيتون آخر ملوك الأسرة السادسة.


جاء ترتيب «نيت إقرت» على جدول أسماء الملوك في بردية تورينو في مرتبة تالية للملك «مرنرع الثاني» كملكة للوجه القبلي والوجه البحري، وعلى الرغم من ذلك لم يرد ذكر اسمها في قائمتي (سقارة  وأبيدوس) الملكيتين.

 مصر القديمة


4- سوبك نفرو سيدة الأرْضَين: 
 تولت «سوبك نفرو» عرش البلاد في نهاية الأسرة الثانية عشرة في ظل تدهور أحوال البلاد بعد وفاة الملك "أمنمحات الرابع"، وخلافات على ولاية عرش مصر.


وتعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ مصر القديم التي يشار إلى سيدة كامرأة وملكة في آن واحد، واتخذت ألقابا من بينها "ملكة مصر العليا والسفلى" و "المنتمية للربتين" و " المنتسبة لحور" و "سيدة الأرضين"، وثمة اعتقاد بأنها ربما أخت أو زوجة للملك "أمنمحات الرابع"، ويُنسب إليها هرم مزغونة الشمالي إلى الجنوب من منطقة دهشور.


5- الملكة حتشبسوت:  
تعد الملكة "حاتشبسوت" أشهر ملكة مصرية تولت السلطة في ظروف اتسمت فيها البلاد بالقوة والازدهار في أوج قوة الدولة الحديثة، الأسرة الثامنة عشرة، وهي ابنه الملك "تحوتمس الأول" والوريثة الشرعية للعرش في ظل غياب وريث شرعي ذكر للبلاد، باستثناء أخ غير شقيق لها من أبيها هو "تحوتمس الثاني" الذي أضفى شرعية على توليه العرش بزواجه من حاتشبسوت.


أنجب «تحوتمس الثاني» من حاتشبسوت ابنتيهما «نفرو رع» و«مريت رع-حاتشبسوت»، كما أنجب من زوجة أخرى الخادمة «آست اي إيزيس» ابنه «تحوتمس الثالث» الذي تزوج من الأميرة «مريت رع-حاتشبسوت» وأصبحت له شرعية تولي العرش، لكن صغر سنه حالت دون توليه الحكم، ليصطدم بطموحات زوجة أبيه وتصبح حاتشبسوت وصية على العرش بعد وفاة زوجها «تحوتمس الثاني».


تبوأت حاتشبسوت مقاليد الحكم في ظل حداثة سن "تحوتمس الثالث" وجعلته واجهة أمام الشعب فقط لا يظهر اسمه إلا على الوثائق الرسمية أحيانا لمدة تسع سنوات، حتى انفردت بالحكم تماما لمدة 13 عاما، ونصبت نفسها ملكة للبلاد تحمل لقب "ملكة مصر العليا والسفلى" وتزينت بلباس الملوك الرجال كما يتضح من تماثيلها في معبدها بالدير البحري في مدينة الأقصر.


6- تاوسرت زوجة الملكين: 


تزوج الملك «سيتي الثاني» أحد ملوك الأسرة التاسعة عشرة، من سيدة تدعى «تاوسرت» ومنحها لقب «زوجة عظيمة» ويبدو أنها لم تكن من سلالة ملكية، وبعد وفاته تولى شاب يدعى «رعمسيس -سي بتاح» يعتقد العلماء أنه ربما كان أخا غير شقيق لسيتي الثاني أو ابنا له من زوجة أخرى. 
لا شك أن المرأة المصرية تمتعت بكافة الحقوق المساوية للرجل على نقيض الحال في معظم الحضارات القديمة، كاليونان والرومان. وإن كان ذلك غير مألوف أيضا في حضارات الشرق القديم إلا أنه انعكس بوضوح جلي في وثائق وكتابات المصريين القدماء، التي استحضرت المرأة بقوة في جميع الأعمال الأدبية والفنية.

شاهد ايضا :- وزيرة الهجرة: المرأة تشهد عصرًا ذهبيا وتمكينًا في كل القطاعات

 مصر القديمة

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة