طاهر قابيل
طاهر قابيل


أول سطر

متعة قطار الشباب

طاهر قابيل

الثلاثاء، 09 مارس 2021 - 07:37 م

عندما كنت طفلا تعلق عقلى الصغير بآثارنا المصرية.. وعندما عاد أخى الذى يسبقنى فى العمر بـ 8 سنوات من رحلته إلى الأقصر ظللت أياما وليالى أسمع منه حكايات.. وزادتنى هداياه من الصناعات اليدوية التى أحضرها معه شوقا لزيارتها.. وراودتنى الأحلام وتمنيت أن أراها وأتجول فى شوارعها وحواريها.. وظللت أتابع بشغف كل ما يعرض وينشر عنها.
أنا من عشاقها وكنت حريصا عند بداية عملى بالصحافة بأن أسافر إليها رغم بعد المسافة بينها وبين القاهرة.. ورحلتى إليها بالقطار كانت تستغرق ما يقرب من 18 ساعة فى ذلك الوقت.. فكنت أحجز فى «الثامنة والنصف» مساء.. وأظل مستيقظا طوال الليل حتى أصل فى صباح اليوم التالى بالتاسعة والنصف.. لأواصل طوال اليوم «مهمتى الصحفية» حتى يحين الليل مقتطعا بعض اللحظات لأشاهد معشوقتى حتى يأتى قطار العودة فأعود للقاهرة فى اليوم التالى.. وأحيانا كنت أسافر لمدينة «أسوان» لأستمتع بباقى آثارنا العريقة.. تكررت رحلاتى إلى «الأقصر» وكانت كل مرة تضيف لى جزءا من مشاهداتى وذكرياتى.. فمرة أعبر نهر النيل لأتجول بالبر الغربى وأشاهد مقابر الأجداد.. ومرات عديدة وقفت مشدوها فى معبدى «الأقصر والكرنك»... وكانت كل زيارة أعود منها محملا بهدايا.. ويزداد شوقى للعودة إليها مرة أخرى.. وكان اختيارى واختيار «أم العيال» أن نقضى أول أيام فى زواجنا بمدينة «الملائكة» فهى أيضا من عشاقها.
لن أنسى زيارتى التى استغرقت 10 أيام وبالتحديد فى عام 1994 مع «قطار الشباب» عندما اختيرت مجموعة صغيرة من شباب «الصحفيين» لمرافقة طلاب الجامعة.. الذين تم اختيارهم من «المجلس الأعلى للشباب والرياضة « قبل أن يتحول إلى وزارة ناجحة بقيادة الوزير الشاب «الدكتور أشرف صبحى».. كانت هذه الرحلة أطول فترة قضيتها بالأقصر وأسوان منذ بدأت زيارتهما.. زرت خلالها أماكن عديدة من أرضنا التى تحتضن «ثلث آثار العالم» وسبحت مع الأعمدة والتماثيل أثناء «الصوت والضوء».. وسرت على «النهر» واستمتعت بجو بديع.. وركبت لنشات ومراكب شراعية وعدت للقاهرة أحمل ذكريات ومشاهد ترفض أن تمحو من ذاكرتى.
كنت سعيدا باستئناف رحلات القطار وانطلاق أولى زيارته غدا الخميس 11 مارس.. فالرحلة تتضمن عددا من المزارات السياحية.. وهى تعريف للنشء والشباب وتوعيتهم بالمعالم الأثرية الخلابة وتاريخنا الذى يتعدى ملايين السنين.. وتعميق انتمائهم إلى وطنهم وتحددت السن لشبابنا ما بين 18 و40 عاما.. ومن ينل فرصة الزيارة البديعة سوف يرى معابدنا فى البرين الغربى والشرقى وجزيرة الموز ومتحف النيل بالأقصر وجزيرة «فيلة» وحديقة النباتات والقرية النوبية ومتحف النوبة بأسوان ويستمتع بجولات حرة بأسواق المدينتين.. ويلمس حضارتنا بيديه ويراها بعينيه فزيارة الأقضر وأسوان متعة ليس بعدها متعة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة