السفينة الشبح.. نجار فقير يبدأ أول محاولة روسية لاختراع غواصة
السفينة الشبح.. نجار فقير يبدأ أول محاولة روسية لاختراع غواصة


 حكايات| السفينة الشبح.. نجار فقير يبدأ أول محاولة روسية لاختراع غواصة

محمد رمضان

الأربعاء، 10 مارس 2021 - 09:51 ص

في القرن الـ18، أبهرت الإمبراطورية الروسية العالم بأسره بواحد من «أروع» الأسلحة التي مكنها منها السيطرة على بحر البلطيق.. هنا قاع الظهور الأول للغواصات في البحر.

 

تعود فكرة بناء سفينة خفية قادرة على الإبحار تحت الماء وإخراج سفينة حربية من الأسفل بشكل مفاجئ أمام العدو إلى النجار الروسي «يفيم نيكونوف»، وهو رجل بسيط عمل في حوض بناء السفن في القرن الـ18، ولم يكن لديه خلفية هندسية وكان أميًا أيضًا، لكن هذا لم يمنعه من أن يكون صانع سفن رئيسيا.

 

أرسل نيكونوف العديد من المواصفات الفنية (التي دونها آخرون) إلى بطرس الأكبر لغواصة «تستقر بهدوء تحت الأمواج ثم تدمر السفن الحربية وإطلاق من 10 إلى 20 قذيفة، قائلا: «رأسي مقابل فشلي».

 

وفي عام 1719، اهتم القيصر الروسي بيتر العظيم أخيرًا بالمشروع ودعا نيكونوف لمناقشة الفكرة شخصيًا، رغم أنه لم تكن الفكرة جديدة في العالم بأي حال من الأحوال؛ حيث كان المهندس الهولندي كورنيليوس دريبل قد اختبر أول غواصة في العالم في نهر التايمز بلندن في عام 1620.

 

اقرأ أيضًا| خريطة البراكين في مصر.. أسرار من الفيوم وأبو زعبل

 

ورغم ذلك أصبح القيصر بيتر مذهولًا بهذا النجار البسيط وعينه رئيسًا لـ«سفن التخفي»، وأعطاه ورشة عمل في سان بطرسبرج وحق اختيار مساعديه، بحسب موقع (ايه دابليو جورنال).

 

وبعد 13 شهرًا، تم اختبار نموذج أولي صغير في نيفا، في منتصف الطريق عبر النهر، وبالفعل غمرت السفينة ثم طفت على السطح على الجانب الآخر، لكن الغطسة الثانية لم تمر بسلاسة وفشلت السفينة في الارتفاع، وهنا وقف القيصر يشارك  شخصيا في عملية رفع السفينة السرية باستخدام الحبال، ورغم فشل المحاولة أمر ببناء نموذج كامل.

 

 

 

اكتملت «الغواصة أو سفينة التخفي» الخاصة بشركة نينوفي في عام 1724، وعند تسجيل بياناتها أخطأ الموظف في كتابة حرف واحد؛ حيث كتب موريل (Morel) بدلاً من (Model) ليظل هذا هو الاسم العالم في أذهان الروس.

 

كانت أول غواصة روسية على شكل برميل خشبي كبير بطول 6 أمتار وارتفاع مترين، حيث تم تثبيته مع أطواق حديدية وملفوفة بالجلد، ثم تم وضع 10 صفائح من الصفيح مثقوبة بثقوب صغيرة في الجسم تدفقت المياه الخارجية من خلالها إلى الأكياس الجلدية مما تسبب في غمر السفينة، وعند التسطيح، تم تفريغ الماء في الخارج باستخدام مضخة مكبس نحاسي، وكانت الغواصة تحمل 5 أفراد وتعمل بالمجاديف.

 

كان سلاح موريل الرئيسي هو قاذفات اللهب (الأنابيب النحاسية النارية)، كما كان الغطاس يتسلق ويستخدم أدوات خاصة لإتلاف بدن سفينة العدو حتى أن شركة نينوفي صممت «بدلة غوص» لهذه المهنة الجديدة.

 

وما إن حل ربيع عام 1724، تم اختبار سفينة الشبح مرة أخرى في نيفا، بحضور بطرس الأكبر وضباط البحرية، غطست بالفعل على عمق 4 أمتار لكن حادث عرضي جعلها تغرق فتم إنقاذ الطاقم سريعا، ورغم الفشل الثاني رفض القيصر بيتر إدانة الغواصة أو مخترعها.

 

 

وأجري آخر اختبار لـ«سفينة الشبح» في عام 1727، لكنها فشلت أيضًا فتم تخفيض رتبة نيكونوف من رتبة صانع سفن رئيسي إلى عامل أميرالي بسيط وإرساله من العاصمة إلى منطقة أستراخان البعيدة.

 

واضطرت روسيا إلى الانتظار ما يقرب من قرنين آخرين قبل الحصول على أول أسطول غواصات، وهو ما تم في أوائل القرن العشرين؛ حيث أصبحت الغواصات جزءًا لا يتجزأ من القوات المسلحة الروسية ولجميع القوى العظمى.  

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة