رفعت رشاد
حريات
نكره الكتب.. ونشجع البالة
الخميس، 11 مارس 2021 - 07:18 م
أكره كل أشكال احتلال الباعة الشوارع وبسط سطوتهم وبضاعتهم على حرم الشارع واغتصاب حق المواطن فى المساحة المخصصة للسير وفرض العشوائية بكل صورها. فى شارع الصحافة وبجوار مستشفى الجلاء للولادة يتجمع المئات من باعة ) البالة ( أو الملابس المستعملة ويتفرج رئيس حى بولاق ويشاهد مستمتعا ومتكاسلا عن الحفاظ على الشارع وحرم السير للمشاة والسيارات. اشترى تجار البالة كل محلات شارع 26 يوليو لكى يحولوا الشارع إلى سوق للبالة ، شراء المحلات لا غبار عليه طالما يتم وفقا للنظام العام أى عدم الإخلال بحاجات المواطنين من المحلات المتنوعة ، لا فرض نوع معين من السلع ، لكن باعة البالة يقومون بطريقة ممنهجة باحتلال الشوارع تحت سمع وبصر رئيس الحى الهمام الذى لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم.
غاب رئيس حى الأزبكية عن عمله وهو الحى المجاور لحى بولاق وكُلف رئيس حى بولاق ) الهمام الذى لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم ( بإدارة أمور حى الأزبكية حتى عودة رئيسه. امتشق رئيس حى بولاق حسامه وأراد أن يثبت أن سيفه ليس خشبيا كما تعود عليه باعة البالة فذهب إلى باعة الكتب القديمة بجوار محطة مترو جمال عبد الناصر وأعمل فيهم سيفه ولعناته لآباء الباعة وأمهاتهم وتعامل مع الكتب على طريقة هولاكو وهذا أمر متوقع ممن لا يعرف قيمة الكتاب وربما لم يشتر كتابا مرة واحدة.
يترك رئيس الحى باعة البالة ويتقصد باعة الكتب رغم أن بيع الكتب مشهد حضارى يعبر عن دولة قارئة وشعب مثقف ولابد للدولة أن تقنن هذه التجارة وتجعلها فى متناول المواطنين فالمواطنون يقبلون على شراء الكتب عكس ما يروج له البعض من أن الناس لم تعد تقرأ. نحن نشجع بيع البالة والشباشب بينما نحارب بيع الكتب وهى تجارة تفتح بيوت مواطنين شرفاء يتاجرون فى سلعة راقية. باعة الكتب مطمئنون إلى أن كبار المسئولين بالدولة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية لا يقبلون بإهانتهم أو لعن آبائهم وأمهاتهم فكل المواطنين شرفاء طالما لا يخالفون القانون وإذا كان رئيس الحى الهمام يغض البصر عن باعة البالة ، فلماذا يتقصد باعة الكتب ؟!! هل تجار البالة يسددون !! ما لا يسدده باعة الكتب الفقراء ؟!!