عمرو سهل
عمرو سهل


قضية ورأى

زيارة السودان.. رسالة سلام الأقوياء

الأخبار

الخميس، 11 مارس 2021 - 07:21 م

بقلم/ عمرو سهل

الزيارة التاريخية للرئيس السيسى إلى السودان أراها تفتح آخر أبواب الوفاق مع أثيوبيا حول حق مصر التاريخى فى مياه النيل وهى رسالة تؤكد أن هذه المياه ليست خاضعة للمساومة أو تقبل منطق فرض الأمر الواقع.


إن السعادة كانت عظيمة وأنا أرى عودة رشيدة صادقة للعلاقات مع السودان بعد سنوات من المراوغة وفرقة يطول الحديث عن أسبابها فالارتباط بين جنوب وادى النيل إلى أقصى شماله وتمازج الشعبين المصرى والسودانى لم ينقطع يوماً


رأيت قيادتين يعملان بإخلاص واضح نحو تهيئة الظروف المناسبة لتلبية تطلعات الشعبين فمصر على طريقها تواصل بناء الدولة المدنية الحديثة كما أن السودان بعد الإنجاز التاريخى بتوقيع اتفاق السلام الشامل يبدأ عصراً جديداً من السلام والتنمية والازدهار وسط مساندة مصرية لإنجاح هذه الجهود


لم يكن اللقاء أبدا تلويحا بعصا غليظة لأحد بل كان اجتماعا فرضه الارتباط الوثيق للأمن القومى المصرى والسودانى الذى يحاول البعض تقويضه ببناء سد النهضة الإثيوبى الذى تتحرك فيه أثيوبيا تحركا أحاديا يتجاهل أضراره على مصر والسودان دولتى المصب


لقد أعلنت القيادتان بما لا يدع مجالا للشك أن محاولة فرض الأمر الواقع وبسط السيطرة على النيل الأزرق من خلال إجراءات أحادية لا تراعى مصالح وحقوق دولتى المصب أمر مرفوض.


ومن هنا وفى مسارين متوازيين سار النهج المصرى للتعامل مع التعنت الأثيوبى فى المفاوضات ففى الوقت الذى أعلنت فيه مصر رغبتها فى إعادة إطلاق مسار المفاوضات من خلال تشكيل رباعية دولية تشمل الاتحاد الأفريقى والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بجانب الأمم المتحدة للتوسط فى العملية التفاوضية لدعم جهود رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية جاء الإعلان أيضا عن توقيع اتفاق عسكرى مع السودان لتعظيم العمل المشترك للحفاظ على مقدرات الشعبين.


كانت هى تلك الرسالة الأعظم وهى أن مصر يدها ممتدة بالسلام كما أنها ترفض منطق الأمر الواقع الذى ترتكن إليه أثيوبيا فى تعاملها مع مفاوضات السد.


إنها رسالة السلام المستند إلى قوة قادرة تحميه.

 طرقت مصر كل الأبواب قاريا وإقليميا ودوليا ليعم السلام لنختار معا طريق العقل.. ويخطئ يوما من يظن أن مصر على استعداد أن تفرط فى حقوقها.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة