مصطفى يونس
مصطفى يونس


فى الوكر الجديد

شقة صبرى

مصطفي يونس

الخميس، 11 مارس 2021 - 08:06 م

 

ولتعلم أن الصديق المخلص هو أقرب لك من الأخ وأفضل لك من الابن، بل هو منقذك اذا ما أوقع بك الجبناء.. وأنا حظيت ولله الحمد بكثير منهم، وقعت فى مشاكل جمة وخضت معارك عديدة، لأجدهم معى طوال الوقت، يدافعون عنى، ويعاركون قبلى، فأحيانا أحسد نفسى على قربهم منى وحبهم لى، لن أذكرهم فهم كثيرون.. أما علاقة هذا الكلام بالعنوان، فلك ان تعرف ان أحد اهم الاصدقاء والمقربين لى هو صبرى ـ صاحب الشقة ـ ليس لأنه قريبى وبلدياتى، بل لأنه خفيف الظل، ابتسامته لا تفارقه، مجالسته تحدى للملل، ناقد فنى وسياسى، وصعيدى متأصل .. موهوب فى "الألش"، ومتخصص فى الطهى، لديه عيب وحيد بأنه دائما ما يدعى الإفلاس..

كل ما سبق لا يهم، فالمهم انه صاحب الشقة.. وصبرى يتميز بالحكمة الفطرية، والحس الفكاهى الطبيعى، فهو نسخة ثانية من الحاج الضوى اليوتيوبر الشهير، وكل ما سبق لا يهم فالمهم انه صاحب الشقة.. صبرى تجده فى الازمات لك منقذا، وفى المعارك لك مخططا، وفى النميمة معك قائدا، هو خلطة صعيدية جميلة، مثقف وواعى.. عمه عمدة قريتهم منذ ٤٥ عاما تقريبا، فعندما نحتاج منه شيئا نقول له يا عمدة، فتجده انشكح وانتفخ وأسرع فى قضاء حاجتك، وكل ما سبق لا يهم، فالمهم انه صاحب الشقة.. أما إقامة صبرى فهى شبه دائمة فى الصعيد، ويأتى الى قاهرة المعز كل فترة ليست طويلة " شهرين تلاتة مثلا"، الا اننا نسعد بقدومه مثل قدوم الأم لأبنائها، فهو الصديق وقت الضيق، وصانع السعادة فى نهاية اليوم، ومحلل القضايا والأخبار فى القرية.. وكل ما سبق لا يهم، فالمهم انه صاحب الشقة..

وحودايت صبرى وشقته فى حياة كل واحد منا، فقد يراها البعض مصلحة أو هيئة ويراها آخرون مؤسسة او وزارة وقد يعتقد بعض القراء بأنها منطقة ما، والحقيقة انها مجرد شقة.. وحتى لا تمل أيها القارئ العزيز، فالشقة وصاحبها لهما قصص وحواديت، أبطالها قليلون وزوارها كثيرون، تقع فى وسط القاهرة .. لها مواسم ومناسبات، فيها هتلاقى قعدة "الكيف"، وايضا تدبير المؤامرات، منها يؤخذ قرار الفوز والهزيمة فى الانتخابات، أما فى مولد السيدة فتتحول لساحة من الذكر والابتهالات، وجذب المريدين لقضاء الحاجات، فتجد من روادها السعيد والحزين والوليد والطيب والدرويش وصاحب المزاج والسياسى والمعلم والفنان والمثقف والمناضل والكداب والنصاب والموظف والبقال والحرامى والعبيط وكل الفئات.. فيها قد يصبح العابد عربيدا والعربيد إماما بسبب غضب صبرى على أحدهم، فقط لانه مبتدئ وقرر الخروج من طابور الزيارات، فصبرى لن تجد معه مبررا لأى فعل، فالمبرر لا يهم،  فالمهم أنه صاحب الشقة.. وأهم ما يميزها بالنسبة لنا بأننا عندما ندخل بيوتنا، ونشم رائحة النكد، ونسمع ضجيج الأطفال، وتظهر على الوجه علامات العكننة، فلا نجد أمامنا إلا شقة صبرى.

− ولحواديت الشقة بقية، تابعونا.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة