حكاية «برديات أبو صير »
حكاية «برديات أبو صير »


بالصور | «برديات أبو صير».. أكبر اكتشافات أوراق البردي

شيرين الكردي

الجمعة، 12 مارس 2021 - 08:59 ص

تقول الباحثة الاثرية في التاريخ المصري القديم شروق السيد، لقد جادت الدولة القديمة بمجموعة من الوثائق الفريدة في بابها، والتي تساعدنا على معرفة آليات عمل النظام من الداخل، والمقصود بها هنا هي سلسلة البرديات التي كتبت بالخط الهيراطيقي وتُعرف اصطلاحاً ببرديات "أبو صير"، وقد جاءت من محفوظات معبد "نفر إر كا رع" الجنائزي، أحد ملوك الأسرة الخامسة.

توفر هذه الوثائق معلومات حول تجهيزات المعبد، إذ كان يُعد عنها بصفة منتظمة، حرصاً علي أكبر قدر من الدقة، فضلاً عن ذكرها أفراد جهاز المعبد الإداري وكان قسم منهم من العاملين الدائمين وقسم آخر يعمل بصفة دورية ويجاوز عدد هؤلاء الأفراد المائتين، كذلك نعرف جداول فترات خدمتهم.

أما الجانب الأكبر من هذه البرديات يقدم وصفًا لما يسلم للمعبد من منتجات مصنعة أو غذائية لتوفير احتياجات الشعائر الدينية وتكون عبارة عن إمدادات منتظمة من الأقمشة وأرغفة الخبز واللحوم والحبوب، يضاف إلى ما سبق المخصصات الاستثنائية بمناسبة الاحتفال بأكثر المناسبات الدينية أهمية وقد يستدعي بعضها التضحية يومياً ببضع عشرة بقرة طوال بضعة عشر يوماً.

ويبدو أن مصدر هذه المواد الغذائية مصدر معقد، حيث أن الإدارات العقارية مرتبطة بالمعبد الجنائزي الذي يبدو أنه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمعبد الشمس الخاص بالملك "نفر إر كا رع"، فمن خلاله ينتقل جزء من التموين المخصص للمعبد الجنائزي وتشارك مؤسسات أخري في تسليم هذه الشحنات، وتحديداً تشارك المعابد الجنائزية لملوك آخرين.

وعلى جانب آخر يبدو أن المقر الملكي قد قام بدور مركزي في توفير جانب من الإمدادات له شأنه، حيث أنه من خلال تحليل مجمل المعطيات نجد أنها تقدم برهاناً واقعياً يفيد بأن غالبية موارد المعبد وغيره من المعابد كانت تتركز في الجهاز الإداري الملكي الذي سيتولي لاحقاً توزيع الموارد علي مختلف المستفيدين منها.

تاريخ برديات أبو صير :

هي مجموعة من البرديات الإدارية تعود إلى الأسرة الخامسة، تم العثور على أوراق البردي في المجمعات معبد نفر إر كارع كاكاي ، نيفيريفر والملكة خنتكاوس ي .

تم اكتشاف الأجزاء الأولى من برديات أبو صير عام 1893 أثناء التنقيب غير القانوني في أبو صير، كانت تحتوي على مخطوطات تتعلق بنفيرركاري كاكاي وتم بيعها لاحقًا للعديد من علماء المصريات والمتاحف.

قام عالم المصريات الألماني لودفيج بورشاردت في وقت لاحق بتحديد موقع الاكتشاف بالقرب من المعبد الهرمي لملك الأسرة الخامسة نفرركاري.

تم تأكيد هذه النظرية من خلال اكتشاف Borchardt لمزيد من الشظايا أثناء الحفريات في المعبد، تم العثور على البرديات من مجمع نيفيركير كاكاي في مخازن تقع في الجزء الجنوبي الغربي من المجمع.

استنادًا إلى المعلومات الواردة في بردية أبو صير الأولى ، تمكن علماء الآثار التشيكيون بقيادة ميروسلاف فيرنر في منتصف السبعينيات من العثور على النصب الجنائزي لنفيرفر مع 2000 قطعة بردي إضافية منفصلة.

كانوا موجودين بشكل أساسي في غرف التخزين في القسم الشمالي الغربي من الهيكل. هناك أدلة على أن أوراق البردي كانت مثبتة في الأصل بأشرطة جلدية وتخزينها في صناديق خشبية، كما اكتشفت الحفريات الأخرى التي قامت بها البعثة التشيكية في الموقع أوراق البردي في النصب الجنائزي لخينتكوس "والدة خينتكاوس الثاني" .

بالإضافة إلى حفريات واسعة النطاق في مجال الهرم أبوصير أجراه معهد التشيكية علم المصريات من جامعة تشارلز منذ 1970s، ومعهد علم المصريات من جامعة واسيدا التي الحفريات في الموقع في سبتمبر 1990.

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة