صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


بعد فضحها لمتحرش المعادى.. كاميرات المراقبة «خفير الدرك» الإلكترونى

بوابة أخبار اليوم

السبت، 13 مارس 2021 - 02:04 ص



الخبراء: البطل الرئيسى فى كشف جرائم الإرهابيين واللصوص
مطالب بتعميمها لإقامة مجتمع رقمى باستخدام تكنولوجيا المعلومات 
خالد عثمان
لعبت كاميرات المراقبة دور البطل في كشف وفضح وضبط المتهم المتحرش بطفلة المعادي بمدخل إحدي العمارات وسجلت كاميرات مراقبة مثبتة في مكان الواقعة، حيث قام المتهم باستدراج المجني عليها بالطابق الأرضي وبدأ في تنفيذ جريمته حتي قامت إحدي السيدات بفتح باب الشقة وفضح المشهد ووقعت مشادة كلامية بينها وبين الذئب البشري مما جعله يفر هاربًا وقامت بنشر الواقعة علي مواقع التواصل الاجتماعي مما أدي لاشتعال حالة من الاستياء وطالب الرواد من الأجهزة الأمنية بضرورة ضبط المتحرش.

وبالفعل رصدت وحدة الرصد والتحليل بمكتب النائب العام تلك المقاطع، حيث توضح تعدي المتهم علي الطفلة باستطالة إلي مواقع العفة من أنحاء جسدها، وتم تحديده وضبطه بناء علي الدور الرئيسي لكاميرات المراقبة، ولأهمية كاميرات المراقبة قامت الدولة بتركيب عدد كبير منها بالشوارع والميادين الرئيسية وذلك لسعيها الدائم لتحويل المجتمع لمجتمع رقمي باستخدام تكنولوجيا المعلومات. 


واقعة متحرش المعادي فتحت ملفًا ضرورياً وهو أهمية وجود كاميرات المراقبة نظرًا لدورها المهم، حيث مثلت دور شاهد العيان والموثق في رصد وضبط العناصر الإرهابية والمسجلين خطر في العديد من القضايا المهمة والتي شغلت الرأي العام المصري، وذلك في ظل الانتشار الكبير لكاميرات المراقبة سواء كانت رسمية كمثل الموجودة علي أسوار المصالح الحكومية أو الخاصة بالمحلات التجارية والأكشاك بالشوارع وأصبحت تمثل عنصرًا مهمًا من عناصر توثيق الحوادث وتساعد الأجهزة الأمنية في مهمتها حيث تمثل أسلوب ردع للعناصر الإجرامية. 


عيون ساهرة
«الأخبار المسائي» رصدت أهم الحوادث والقضايا التي كشفت عنها كاميرات المراقبة كعين ساهرة تسجل بالصوت والصورة، فكان حادث الدرب الأحمر، حيث سجلت الكاميرات عملية التفجير والذي سببه الإرهابي الحسن عبد الله بالقرب من مسجد الاستقامة بالجيزة، حيث كانت بداية الرصد والمراقبة بمثابة البداية تحريات موسعة، حيث استعانت الأجهزة الأمنية بالكاميرات المنتشرة بالشوارع لرصد ذلك العنصر الإرهابي، حيث توصلت لمكان إقامته بمنطقة الدرب الأحمر وقبل عملية القبض عليه بثوانٍ قام بتفجير حزام ناسف كان يرتديه مما أسفر عن استشهاد عدد من رجال الشرطة وإصابة عدد من المواطنين ومثلت الكاميرات الدليل الدامغ في تلك الواقعة، ومن أشهر القضايا والتي أسهمت فيها كاميرات المراقبة في كشفها مقتل نيفين لطفي، رئيس مصرف أبوظبي الإسلامي، داخل قصرها، وتبين من المعاينة إصابتها بطعنات متعددة في أنحاء جسدها، وفي تلك الواقعة تم تحديد المتهم، حيث سجلت الكاميرات لحظات دخوله وتبين أنه موظف أمن بالكمباوند وتم فصله لسوء سلوكه، ولم تمر أكثر من 24 ساعة في عملية ضبطه وأحيل للمحاكمة وصدر حكم بإعدامه. 


أما القضية الشهيرة والمعروفة إعلاميًا بقضية ميت سلسيل بالدقهلية، حيث أحدثت تلك القضية حالة من الجدل وما بين مؤيد ومتعاطف لمحمود نظمي، حيث كشفت اعترافاته مدموغة بـ11 دقيقة رصدتها 4 كاميرات مراقبة ووثقت استقلال الطفلين المجني عليهما سيارة والدهما الذي كان يقود السيارة قاصدًا مكان العثور علي الجثتين بعد إظهار أحد المقاطع المصورة الطفلين يطلان من النافذة أثناء وجودهما بمحطة الوقود، ذلك الدليل الدامغ والقوي تم تأييده بأقوال الأب القاتل، كذلك اعترافاته أمام الأجهزة الأمنية والنيابة ورجال القضاء بالمحكمة بعد تفريغ الكاميرات، وما جاء بمحضر التحريات وأقوال الشهود لتطمئن بما لا يدع مجالاً للشك وتصدر حكمها بإعدام الأب القاتل شنقاً حتي الموت.

 أما قضية قيام صلاح المراسي أبوالعباس بقتل زوجته هبة وطفلتيها حبيبة الله وجنة داخل شقتهن ببولاق الدكرور أثناء مباراة مصر وروسيا بكأس العالم، حيث توجه الزوج القاتل إلي مقهي قريب من منزله بدعوي مشاهدة المباراة، ثم عاد للمنزل وبدأ في الصراخ طالباً النجدة من الجيران مدعيًا بأنه فوجئ بالجريمة، حيث جاء دور كاميرات المراقبة المثبتة بمدخل العقار والتي أثبتت عدم دخول أي غريب للعقار، وبعد تضييق الخناق علي الزوج أقر واعترف بارتكاب الجريمة وتم إعدامه.

كذلك أسهمت كاميرات المراقبة في نجاح أجهزة الأمن في كشف غموض مقتل ربة منزل وطفلتيها التوأم بعد العثور عليهم مذبوحين داخل شقتهم بمنطقة النصر بكفر الدوار محافظة البحيرة، حيث توصلت تحريات رجال البحث من خلال فحص ورصد وتفريغ كاميرات المراقبة أن وراء ارتكاب الحادث المدعو علي 17 عامًا نجل عم المجني عليها، حيث كان يقوم بمساعدتها في الأعمال المنزلية وأثناء تواجده معها راودها عن نفسها فتعدت عليه بالضرب المبرح وحاولت الاستعانة بجيرانها فتوجه للمطبخ واستل سكيناً وذبحها وذبح أطفالها حتي لا ينكشف أمره.


معهد الأورام
أما حادث معهد الأورام، فقد كشفت كاميرات المراقبة لحظة تفجير السيارة المفخخة التي تسببت في الانفجار ويظهر المقطع المسجل السيارة الحاملة للمتفجرات والذي أسفر عن سقوط 19 قتيلاً وإصابة العديد من المواطنين.. أما أطراف الحوادث والتي ساعدت الكاميرات في كشفها وفك لغزها سرقة السيارة الخاصة بنقل الموتي المملوكة لجمعية خالد بن الوليد الخيرية، وبإجراء التحريات وفحص الكاميرات الخاصة بمحل الواقعة أمكن التوصل إلي أن وراء ارتكاب الحادث عامل بمحل كاوتش وتم ضبطه، ولم تكن القضية المعروفة إعلاميًا بقضية وفاة فتاة المعادي بعيدة عن الأذهان وذلك نظرًا لبشاعتها، حيث كشفت كاميرات المراقبة المحيطة بحي المعادي تفاصيل الجريمة، وذلك أثناء رجوع الفتاة مريم المجني عليها من عملها بأحد البنوك وقيام 3 ذئاب بشرية مستقلين سيارة بالتحرش بها وعند محاولة هروبها أمسك أحدهم بحقيبتها فدافعت بكل قوتها وتم دفعها لأكثر من 15 مترًا، وأثناء محاولة هروبهم سقطت مريم أسفل السيارة مما أدي لمصرعها إثر إصابتها بكسور وجروح بجميع أنحاء جسدها وتم ضبطهم بعد الاستعانة بكاميرات المراقبة، وتمت إحالتهم لفضيلة المفتي، ونجحت كاميرات المراقبة في كشف غموض سرقة فيلا سفير بالشيخ زايد، حيث كشفت الكاميرات أن وراء الواقعة خفير وبالتحري عن خط سيره والمشاهدات الأخيرة تبين اختفاؤه من الفيلا في وقت معاصر لاكتشاف السرقة، وأنه استغل غياب السفير وأسرته وتسلل لداخل الفيلا واستولي علي ما بداخل الخزينة من أموال، وقادت كاميرات المراقبة رجال مباحث الجيزة في كشف غموض مقتل سيدة عجوز ببولاق الدكرور وأسفرت التحريات أن أحد جيرانها تسلل للشقة محاولاً سرقتها فقاومته العجوز فقتلها وفر هارباً دون سرقة أموالها وخلال 8 ساعات نجح فريق البحث في التوصل للمتهم من خلال التحريات وتفريغ كاميرات المراقبة وفحص آخر المترددين علي مسرح الجريمة، ونجحت  كاميرات المراقبة في كشف غموض حادث السطو علي محل مجوهرات بمنطقة الساحل بشبرا مصر وسرقة 6 كيلو من المشغولات الذهبية ومبالغ مالية كبيرة، وتبين أن وراء الحادث مسجل خطر وأنه قام برصد تحركات صاحب المحل علي مدي شهر كامل وقام بمغافلته واستولي علي مفاتيح المحل من داخل سيارته وعاد وفتح المحل ليلاً واستولي علي المسروقات إلا أنه قام بترك أكثر من 25 كيلو مشغولات ذهبية لم يقدر علي حملها وتم ضبطه بمساعدة كاميرات المراقبة. 


رأى الخبراء
يقول لواء دكتور سمير عبد المنعم، الخبير الأمني: تقدم كاميرات المراقبة نفسها علي أنها تقنية صديقة متطفلة توثّق الجريمة وتقتحم الخصوصية، وإن الشعور بالأمن بالطبع مغرٍ ولكنه نافذة لاقتحام الخصوصية، فلم تعد «كاميرات المراقبة» أمام المنازل، وفي الشوارع والأسواق التجارية، مجرد مشروع تكميلي أو تجميلي للمكان، أو تنفيذاً لشروط ومواصفات، بل أصبحت ذا أهمية كبيرة لرصد الجرائم والاعتداءات والحوادث بوجه عام وتحديد مرتكبيها، مع الوضع في الاعتبار أن كاميرات المراقبة وتقنياتها المتعددة، لم يكن مرغوباً فيها سابقاً لأسباب تتعلق باختراق خصوصية الأفراد ورصد تحركاتهم، إلا أنها أصبحت عنصراً أساسياً في كشف غموض العديد من الجرائم والحوادث بصفة عامة، كما أنها باتت تشكل  أداة مساندة لجهود الأمن العام من خلال تسهيل عمليات القبض على  مرتكبي الوقائع المهمة في العديد من الجرائم التي تكون رأي عام مؤثرًا وكذا ضبط المطلوبين أمنياً، كما أن لها إسهامات متعددة  في كشف غموض  بعض الحوادث المهمة وكيفية ارتكابها وملابساتها.


إن الاعتماد على هذه التقنية ينبع من أهميتها في تحقيق الأمن وإحكام السيطرة على المواقع المثبتة فيها، وخلال هذه الفترة الزمنية  تضاعفت أعداد مستخدمي أنظمة المراقبة لحماية الممتلكات، وتوفير الإحساس بالأمن والحماية على مدار الأوقات، بل إن الكاميرات تعتبر شاهداً حياً يمكن الاعتماد عليه في المراقبة والمتابعة، وتسجيل جميع الأحداث والوقائع، مما يسهل من عمل الجهات الأمنية في التعرف على مرتكبي الحوادث وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة، حيث إن كاميرات المراقبة «الحديثة» تتميز بدقة التصوير بجودة عالية، كما أن انخفاض نسبة الخطأ فيها يسهم في إيضاح معالم الحوادث والجرائم، وبالتالي التعرف على حيثياتها وكيفية ارتكابها بصورة عامة. ونصح بضرورة متابعة عمل الكاميرات وصيانتها بشكل دوري، واختيار كاميرات ذات مواصفات جيدة وجودة عالية، إلى جانب أهمية تغيير الرقم السري الخاص بها بشكل مستمر، وإخفاء جهاز التحكم الرئيسي بها عن العيان لعدم سرقته كما حدث في العديد من عمليات السرقة، وبالتالي صعوبة الوصول إلى البيانات المسجلة عليه. 
اقرأ أيضا:

اعترافات تفصيلية لـ«صديق المتحرش بطفلة المعادي» 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة