الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش
الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش


طفولة محمود درويش | لم يحب الجغرافيا وحول معادلات الكيمياء إلى شعر

نادية البنا

السبت، 13 مارس 2021 - 12:35 م

كان الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، في طفولته على مقاعد الدراسة طالبا نجيبا أنيقا، يحّب المطالعة والمواضيع الأدبية ويمقت الجغرافيا والعلوم.

وتدلل على ذلك شهادة الصف الرابع الابتدائي من عام 1952 حينما كان وعائلته لاجئين في قرية دير الأسد في الجليل عقب تهجيرها من موطن رأسه، قرية البروة، في نكبة 48، وبحسب شهادة العلامات "الشهادة الدراسية" المحفوظة في متحف على اسمه في رام الله.

 حاز محمود درويش على علامة ممتاز (100) في كل الموضوعات: الدين، والحساب، واللغة العربية، والعلوم، والزراعة، والمواظبة، والنظافة والسلوك وحتى الجغرافيا التي كان يمقتها، وفق ما يؤكده أحد معلميه وبعض زملاؤه .

وبمناسبة الذكرى السنوية لرحيل محمود درويش التي تحل اليوم 13 مارس، ننشر تصريحات لمربيه ومعلمه نمر مرقس، وعدد من زملاؤه في المراحل المختلفة، كانوا قد أدلوا بها في حديث تليفزيوني سابق.ط

في البداية أكد مربيه ومعلمه نمر مرقس، أن الشاعر الراحل محمود درويش كان تلميذا أنيقا وخجولا وحساسا .

كما يشير مرقس إلى أن الشاعر الراحل كان في صغره رساما ماهرا في دير الأسد قبل أن يتحول للرسم بالكلمات، وكانت أول رزمة ألوان ودفاتر رسم حاز عليها محمود كانت من معلمه نمر مرقس، كما صرح بذلك يوم زار الطالب منزل أستاذه في كفر ياسيف مطلع التسعينيات.

وفي ذيل شهادة الصف الرابع الموقعة بتاريخ 2 يوليو1952 التي رحلت للبنان وعادت للوطن مع العائلة وحافظت عليها وأهدتها للمتحف، يوقع نمر مرقس بعد كتابة ملاحظته كمربي الصف "آمل أن يحافظ على درجته، أهنئ والديه وأرجو له مستقبلا باهرا"، بالمقابل اكتفى مدير المدرسة في دير الأسد بكتابة أربع كلمات روتينية "يرفع إلى الصف الخامس".

من جانبه يوضح المحامي على رافع من حيفا، الذي زامل محمود درويش في مدرسة دير الأسد، أن مرقس الذي كان يتعامل مع جميع تلاميذه برفق ومودة، لكنه خصّ محمود درويش بمعاملة استثنائية لكونه لاجئا من البروة.

وعلى غرار مرقس فإن راف، الذي أهداه محمود نسخة من ديوانه "عصافير بلا أجنحة" بخط يده عرفانا لصداقتهما، يقول إن محمود كان تلميذا متفوقا ويقاتل من أجل علامة كاملة، شغوفا بالعربية ويكره الجغرافيا، كما يستذكر علي رافع أن محمود كان من التلاميذ القلائل الذين انتعلوا حذاء رغم قسوة الظروف التي عاشتها عائلته بعد النكبة، لافتا إلى أن والده كان يستل رغيف الخبز من الصخر في محاجر الجليل.

المحامي والناشط السياسي محمد ميعاري من حيفا يتذكر الحضور اللافت لمحمود بوصفه طالبا نجيبا لكن ليس خارقا في مرحلة الدراسة الثانوية في مدرسة كفر ياسيف، ويشير إلى أن درويش كان مقبلا جدا على المطالعة، يميل للانعزال، ولم يكن ناشطا سياسيا بارزا.

ويتابع أنه في المرحلة الثانوية تعرف على درويش الكاتب المعروف محمد علي طه، وجلس لجانبه في الفصل الدراسي، ويؤكد ميعاري أن الشاعر الفلسطيني الكبير كان متفوقا في اللغتين العربية والعبرية، وبرز في كتابة مواضيع الإنشاء الطويلة منذ صغره وكان كثير المطالعة.

كما يستذكر أنه في تلك الفترة أعجب درويش بمدرسة الديوان في مصر وبالشعراء علي محمود طه ومحمود حسن إسماعيل ونزار قباني، لافتا إلى أنه بدأ محاولات الكتابة الشعرية في الصف التاسع وتوقع له الجميع مستقبلا بارزا.

ويؤكد ميعاري أن محمود درويش لم يكن يحب العلوم وأنه بدأ بنشر شعره في الصحف والمجلات حين كان في الصف العاشر، كما يشير إلى أنه رافق الأديبين الراحلين محمود درويش وسالم جبران في 1958 في زيارة أولى للشاعر سميح القاسم في قريته الرامة غداة صدور ديوانه الأول "مواكب الشمس".

ويضيف: "هناك تعرفنا على سميح القاسم للمرة الأولى، فرحب بنا في الرامة وقضينا يومين وكتب محمود درويش قصيدة (عروس جبل حيدر) ونشرها في الصحف، فرد عليه سميح بقصيدة (بلبل دير الأسد) ومنذ ذلك الحين توطدت العلاقة بينهما".

وحول سلوك محمود درويش، أكد الكاتب محمد علي طه بأنه كان طالبا خجولا وأنيقا رغم الفقر ويعمل والده حجارا، مشيرا إلى أنه "كان يكتب بأناقة ويستخدم قلم الحبر السائل، ويحافظ على طقوس الكتابة ويرتدي لها ملابس أنيقة ويتحضر جيدا".

ويتابع أنه خلال تدريسه في المدرسة الثانوية، بدأت علاقته تشهد تقاربا كبيرا مع الشيوعيين بفضل معلمه نمر مرقس، الذي ساعده على نشر أول قصيدة له في صحيفة "الاتحاد" الصادرة في حيفا.

ويشير طه إلى أن درويش عمل فور إنهاء الدراسة الثانوية مراسلا لإحدى الصحف المحلية، قبل أن ينتقل للعمل محررا في صحيفة "الاتحاد" ويقيم في حيفا، ونوه إلى أن محمود كان يحب الاستماع للفنان عبد الحليم حافظ، "لأنه كان مطرب ثورة 23 يوليو ".

واستذكر المحاسب منير خوري من كفر ياسيف، وهو أحد زملاء درويش في الدراسة الثانوية، أنهما ابتكرا طريقة لحفظ المعادلات الكيميائية تتمثل بتحويلها إلى شعر، ويضيف "أحب محمود احتساء القهوة كثيرا والتدخين وقدّر الجمال".

في ذكرى ميلاده.. رحلة «محمود درويش» شاعر الجرح الفلسطيني

طفولة محمود درويش | لم يحب الجغرافيا.. وحول معادلات الكيمياء إلى شعر

طفولة محمود درويش | لم يحب الجغرافيا.. وحول معادلات الكيمياء إلى شعر

طفولة محمود درويش | لم يحب الجغرافيا.. وحول معادلات الكيمياء إلى شعر

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة