جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

حقوق الإنسان.. والابتزاز الرخيص

جمال حسين

السبت، 13 مارس 2021 - 07:10 م

لا تكاد مصر أن تتخلَّص من تهمةٍ تتعلَّق بحقوق الإنسان حتى يتم اتهامها بأخرى، وهذا ما يُؤكِّد المُؤكّد بأن هناك حالة تربصٍ بمصر، وتنفيذ الرئيس الأمريكى جو بايدن لوعوده التى قطعها على نفسه فى برنامجه الانتخابى، حيث تعهَّد بالحديث صراحةً عن انتهاكات حقوق الإنسان وسيادة القانون فى مختلف أنحاء العالم، بما فيها مصر الدولة الحليفة لواشنطن، وذلك لإرضاء دكاكين ومنظمات حقوق الإنسان، التى تستخدم ملف حقوق الإنسان للابتزاز السياسى للدول، وهو ما حدث من قبل مع المملكة العربية السعودية، ويحدث الآن مع مصر.. ورغم أن المستشار عمر مروان عندما كان وزيرًا لشئون مجلس النواب توجَّه على رأس وفدٍ مصرىٍّ كبيرٍ، وعقد لقاءات مع بعض المنظمات فى جنيف،  وتمَّ الرد على جميع الاتهامات، لكننا فوجئنا أول أمس الجمعة بصدور بيانٍ مُشتركٍ وقَّعته 31 دولة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أعربت فيه عن قلقها من انتهاك الحريات فى مصر، وطالبت القاهرة بإنهاء استخدام تُهم الإرهاب لإبقاء المدافعين عن حقوق الإنسان ونشطاء المجتمع المدنى فى الحبس الاحتياطى..

أثناء قراءتى لبيان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تبادر إلى ذهنى على الفور قصة الذئب والحَمل التى تُعبِّر بصدقٍ عن مدى استعراض الدول الكبرى عضلاتها أمام الدول الأضعف، والبحث عن أى مبررٍ للتدخُّل السافر فى شئونها، وتحقيق مكاسب من وراء ذلك.. وقصة الذئب والحَمل عندما وقف الذئب يوماً ليشرب من أعلى النهر، فإذا بحَمل صغيرٍ يشرب من أسفل النهر، فقال له الذئب: لماذا تُعكِّر علىَّ الماء؟.. فقال الحَمل الصغير: كيف أُعكِّر عليك الماء والماء يأتينى من جهتك؟، قال الذئب: لابد أنك عكَّرته العام الماضى!.. قال الحَمل: لكنى وُلدت هذا العام، ولم أكن موجودًا العام الماضى.. قال الذئبُ: لعل أباك هو الذى عكَّر الماء وسأنتقم منك!

إن قصة الذئب والحَمل تُعبِّر عن الروح العدوانية وتبريرها للحصول على المطلوب بأى ثمنٍ.. ويتبيَّن لكل مراقبٍ سخافة اتهام مصر دائمًا فى قضية حقوق الإنسان، وتناست هذه الدول أنها أول مَنْ تنتهك حقوق الإنسان فى بلادها، وكثير من الوقائع التى سجَّلتها شاشات التليفزيون تشهد بذلك.

لا يخفى على كل ذى عينين الاستخدام السياسى لملف حقوق الإنسان، خاصةً مع تحقيق مصر لنجاحات كبيرة على جميع المسارات الاقتصادية والسياسية والإقليمية، ونجاحها فى مكافحة الإرهاب، والقيام بدور محورىٍّ فى الملف الليبى والملف التركى، وكل الأزمات التى تعيشها منطقة الشرق الأوسط.

لابد أن نربط هنا بين توقيت صدور بيان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعد 24 ساعة فقط من صدور بيان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس عندما خرج على الشاشات ليقول: نشعر بقلقٍ بالغٍ حيال أوضاع حقوق الإنسان فى مصر!!

أسعدنى الرد المصرى القوى الذى أعربت فيه وزارة الخارجية عن رفضها التام لما تضمَّنه البيان الذى حمل ادعاءات حول أوضاع حقوق الإنسان فى مصر، وطالبت بضرورة توقف هذه الدول عن توجيه اتهامات تعبِّر فقط عن توجُّه سياسى غير محمود، يتضمَّن مغالطات دون أسانيدٍ.. وأسعدنى تهديد الخارجية المصرية بفضح انتهاكات حقوق الإنسان داخل الدول المُوقعة على البيان الصادر، وتسليط الضوء على أوجه القصور داخل تلك الدول صاحبة البيان المشترك، بما فى ذلك الممارسات التى تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة