المداخن اليوسفية
المداخن اليوسفية


حكايات| المداخن اليوسفية.. تحف معمارية تخترق سماء مصر

أبو المعارف الحفناوي

الأحد، 14 مارس 2021 - 10:35 ص

تطورت الزراعة بشكل كبير خلال القرن التاسع عشر الميلادي، وأقيمت الكثير من مشروعات الري الكبرى، شملت حفر الترع، وإقامة القناطر والخزانات، مما كان له أثره في توفير مياه الري, وتحويل جزء كبير من الأراضي من نظام الري الحوضي، إلى نظام الري الدائم.

ولعل أهم الترع التي تم حفرها، خلال هذا القرن ترعة المحمودية التي بدأ حفرها عام ( 1818م)، لتيسير الملاحة إلى الإسكندرية، وتوفير المياه اللازمة لري المزارع، وإنشاء البساتين على ضفافها، وترعة الإبراهيمية التي تعد من أكبر الترع في العالم، تأخذ ماءها من النيل بالقرب من أسيوط وتتفرع عند قناطر ديروط ثلاث أفرع، البحر اليوسفي والديروطية والساحلية، وتوفير المياه اللازمة لري أكثر من مليون فدان، ثم الرياحات الثلاثة الكبرى البحيري والتوفيق والمنوفي .

 

وكان نظام الري الأساسي المتبع حتى القرن التاسع عشر في الوجهين القبلي والبحري، هو الري الحوضي، الذي يعتمد على مياه الفيضان، ولا يمكن زراعة الأراضي، أكثر من مرة واحدة في السنة، وهى الزراعة الشتوية، ولما زاد الاهتمام بالزراعات الصيفية، وزراعة القطن على وجه الخصوص، أصبح من الضروري توفير المياه للزراعات أثناء هذه الفترة، فأكثر من حفر القنوات و إقامة الآلات الرافعة.

ولما قصرت هذه الوسائل، في تحقيق الغاية المرجوة ، أصبح من الضروري تغيير نظام الري الحوضي، وتحويله إلى الري الدائم، بإنشاء القناطر ذات العيون والأهوسة فبدأ بإنشاء القناطر الخيرية عام (1847م) وحفرت في الوقت ذاته الرياحات، ومئات من الترع الفرعية مما أمكن من  إدخال نظام الري الدائم، في مساحات كبيرة من الوجه البحري.

اقرأ أيضا| فيديوجراف | كيف تحولت ترعة المحمودية إلى شريان الأمل في 900 يوم؟

وبانتشار زراعة القطن في مصر، واشتداد الحاجة إلى المياه,، لري المزروعات على مدار السنة، اتجه التفكير إلى تخزين المياه، للانتفاع بها وقت الحاجة، واستقر الرأي على إنشاء خزان أسوان في موقع الشلال الأول، وبدء في إنشائه عام(1898م),وتم بناءه عام(1902م)

وكان إنشاؤه إيذانا ببدء الري الحديث في البلاد، وتحول كثير من الأراضي إلى الري الدائم ، وترتب على ذلك تنفيذ المشروعات السابقة,وزيادة الأراضي المزروعة والمساحة المحصولية,فزادت مساحة الأراضي الزراعية,من حوالي مليوني فدان عام (1813م) إلى نحو 4 مليون فدان عام(1852م) . 

وقد كان لقيام الثورة الصناعية في أوربا و استخدام قوة البخار في إدارة الآلات أثر كبير تطور آلات الري فقد حدثت بها قفزة كبيرة تجلت في صناعة طلمبات رفع المياه التي كانت تدار بالفحم و قد أدخلها إبراهيم باشا ابن محمد على في أملاكه الخاصة عام(1847م) وحذا حذوه كبار الملاك  من رجال الدولة و انتشر استخدام ماكينات الري البخارية في عهد الخديوي إسماعيل الذي استعملها في ري أطيانه الواسعة كما  أنها انتشرت بصوره واسعة لدى كبار الملاك في عهده حتى بلغ عددها (476)ماكينة ري  حيث أدى ارتفاع سعر القطن وزيادة الطلب عليه بين عامي(1861 إلى 1866 م) إبان الحرب الأهلية الأمريكية إلى التوسع في شراء هذه الماكينات .

وفي نجع حمادي، أنشأ الأمير يوسف كمال، مبنى و مدخنة وابور مياه الأمير يوسف كمال في 1902 م-1319 ه) كما هو مدون على القاعدة.

يقول أيمن أبو الوفا،  مفتش أثار بمنطقة أثار نجع حمادي الإسلامية والقبطية، كان يستخدم هذا الوابور في رفع المياه من نهر النيل كما كانت تستخدم المدخنة فى إخراج الدخان الناتج من احتراق الفحم المستخدم في تشغيل وابور رفع المياه، وقد تخلف هذا المبنى وهذه المدخنة من وابور رفع المياه الذي اندثر الآن ولم يتبقى منه سوى هذا المبنى والمدخنة، وقد تمكنا من الحصول على وصف وابور مياه خاص بالأمير يوسف كمال يقع بجوار مجموعته المعمارية الأثرية بنجع حمادي من خلال الخريطة المساحية رقم (16- 25- 99 ) مقياس رسم (1,000:1 ) سلسلة المدن ووصفه كالتالي :- 

كان مبنى يقع على الضفة الغربية لنهر النيل وكان يتكون من مبنى مستطيل الشكل شماله فناء مكشوف مربع الشكل يقع شماله وغربه باقي المبنى، بالجهة الغربية فرن الوابور وهو مستطيل الشكل يفتح الضلع الجنوبي له بكامل اتساعه، بالطرف الشمالي للفرن ماسورة تمتد من الشرق للغرب تتصل بقاعدة المدخنة المربعة الشكل، ثم ماسورة تمتد من الشمال للجنوب بالجهة الشمالية للمدخنة.

وبالجهة الجنوبية لقاعدة المدخنة مخزن مستطيل الشكل، وشمال الماسورة التي تخرج من الفرن إلى قاعدة المدخنة ماسورة مياه على شكل حرف (L ) تمتد من الشرق للغرب ثم تنكسر ناحية الشمال تؤدى إلى مسقى يمتد هذا المسقى ناحية الشرق ليصب داخل حوض مستدير الشكل يخرج منه جهة الشمال ماسورة تؤدى إلى بيارة يقع شرقها خزان مستطيل الشكل  ويقع غربها  مبنى مربع الشكل.هذا وينتهي المسقى بالجهة الغربية بحوض مستدير الشكل يخرج منه المسقى الرئيسي للوابور.

وفي الجهة الجنوبية لمبنى الوابور وملحقاته مبنى مربع الشكل مقسم إلى أماكن مربعة و مستطيله وهو مخزن الفحم الذي كان يستخدم في تشغيل الوابور.

ويقع هذا الوابور( المبنى و المدخنة) على الضفة الغربية لنهر النيل بقرية الخضيرات بأولاد نجم القبلية (أولاد نجم القبلية أصلها من توابع أولاد نجم بهجورة ثم فصلت عنها من الوجهة الإدارية في سنة (1920 م) ثم من الوجهة المالية بقرار في سنه(1934 م) وبذلك أصبحت ناحية قائمه بذاتها داخل مساحه مستطيلة الشكل يحيط بها سور من جميع الجهات وتتبع شركة كراكات الوجه القبلي.

أما طريقة البناء المستخدمة فى المبنى فهي الطريقة الإنجليزية «بناء مدماك من الطوب الأجر حيث يظهر قالب شناوى والآخر آديه»،  والطريقة المستخدمة فى بناء المدخنة هي طريقة الآديى (وهو بناء مدماك من الطوب تكون طوبته بالعرض في الحائط).

المداخن اليوسفيةالمداخن اليوسفيةالمداخن اليوسفيةالمداخن اليوسفية

المداخن اليوسفية

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة