الأحد، 14 مارس 2021 - 05:52 م

بقلم  دينا درويش

مرحلة الشباب من أجمل المراحل العمرية على الإطلاق وما يميزها هو الحماس والطاقة الإبداعية، لكن ونحن فى هذه المرحلة قد يدفعنا الحماس والرغبة تجاه العديد من الاتجاهات والتجارب غير السليمة فننسى أن هذه المرحلة هى مرحلة البناء، نعم أنت تبنى شخصيتك وأحلامك بناء على ما ترسخ لديك فى الطفولة وأنت قادر على ترك ما تراه سلبيا ووضع ما تراه يفيدك ،اصنع نفسك و لا تخوض اى نوع من التجارب او تحدد وجهة لحياتك قبل ان تصبح مكتمل البناء ادرس ونمى مهاراتك وتعلم لغات جديدة وركز فى عملك واقرأ وسافر اكتشف ثقافات وكون مئات الصداقات وقتها فقط ستكتشف شخصا اخر وستتعرف على ما يناسبك وما لا ترتاح له.

مشكلة اخرى يقع فيها معظم الشباب وهى اننى بالفعل اسأت الاختيار دخلت مجالا واكتسبت فيه خبرات عديدة ولكن لا اشعر بالراحة ،حصلت على وظيفة وترقية لكن اخشى ان يكون الأوان قد فات لأعمل فى المجال الذى احبه ،خضت تجربة وفشلت وماذا بعد ، ان تأتى متأخرا خير من ان لا تأتى أبداً ومهما كان عمرك الأوان لا يفوت أبداً لتبدأ من جديد كم من الأشخاص نرى ان حياتهم أخذت منحنى جديدا بعد بلغوهم عامهم الستين ووصولهم لسن التقاعد من الوظيفة، نجدهم يمارسون هواياتهم من جديد وينمون مهاراتهم ويشاركون فى مختلف الرحلات بحماس ويحقق منهم نجاحات فى هوايته التى نماها وعمل عليها بعد ان كان يظن انها دفنت واكلها التراب.

ابنى نفسك أولا ولا تنشغل بآراء الآخرين او تستسلم للأفكار المحبطة واعلم ان داخل كل منا عقل واع وآخر يسمى بالعقل الباطن بناء على ما حولك وما تراه يوميا من احباط وأفكار سلبية سيعكس عقلك الواعى كل ذلك "من الآخر لو الى حواليك احباط ويأس عقلك الواعى هيكسر مقاديفك ويوصلك للاستسلام"، الحل ببساطة تحدث يوميا انك قادر على بناء نفسك وأنك قوى وستنمى مهاراتك وبالتدريج حديثك مع نفسك سيترسب فى العقل الباطن واترك له مهمة تصدير هذه الصورة الايجابية لنظيره الواعى، اخيرا فى بداية مرحلة الشباب انت صورة غير كاملة وبناية لم تنته بعد بدعم مهاراتك والتركيز على عملك ودراستك والقراءة والسفر ستكتمل الصورة ووقتها فقط ستكون قادرا على تحديد وجهتك فى الحياة.