محمد سعد
محمد سعد


أمنية

أبناء السفهاء

محمد سعد

الأحد، 14 مارس 2021 - 05:55 م

 

الثابت أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، لكن البعض يعشق ويتفنن أن يضل الطريق فلا يهتدى سواء السبيل وتسير خطواته فى الاتجاه الخطأ ويهيل التراب على كل جميل فيحطم الأمل البازغ فى الأفق بادعاء المعرفة ويوئد الأحلام فى المهد بغير ذنب، بيديه يطفئ وهج العقول ليغيب الواقع ويصبح أسيرا لأسطورة الخيال فى انتظار فارس الأحلام والحقيقة المرة انه لن يأتى ذلك الفارس ولا الأحلام تحققت.

المؤكد أن أصحاب هذا الحزب من الناس لن يبرحوا حافة الخطر طالما أزعجوا الحياة بضجيج الكلام وتحدثوا جميعهم بغير وعى أو فهم حقائق الأشياء وابتعدوا عن ميادين العمل وهجروها، وعلقوا الآمال على فارس يمتطى صهوة جواده، لن تغادروا تلك المنطقة الظلامية إلا إذا ما اعتنقتم تصحيح المسار وبدأتم بأنفسكم تطهرونها بغسل النقاء وتغرسون فيها بذور الصفاء لتطرح ثمارا يانعة وتتحلون بقيم من شيم الأخيار فليس لها من دون الله كاشفة.

الواقع الذى يفرض نفسه الآن أن خيوط المسيرة تضيع ويفتقدها البعض من بين أيديهم بل ويسعون لتضيع وسط زحام مشاعر العناد فينقسم الجسد الواحد وينشطر إلى نصفين يذهب كلاهما فى طريق ويتحدى كلاهما الآخر فارضا إرادته ووجوده فى رسالة مكتوبة بلغة القوة خلت من المعانى السامية غابت عنها معان تحتكم إلى لغة العقل والمنطق والتوافق.

احيانا كثيرة تأخذنا العزة بالإثم ونرفض العودة إلى طريق الهدى فتسقط النقاط من فوق حروف الواقع وأصبح هناك طرف غالب وآخر مغلوب منكسر يضمد جراحه وفيه يسكن جرح غائر قد يبقى فى الجسد لا يبرأ منه أمد العمر.

الحقيقة الآن أن الهوة تتسع بالبعد عن الرقى فلا نهتدى سواء السبيل ونقف فى ذات المكان فوق بركان الخطر ننتظر لحظة الانفجار لا نغير حتى نتغير ونعتنق العناد حتى صارت عادة اعتدنا وجودها فى الحياة، والبعض يحاول أن يرسخ لذلك حتى توارت القيم فيهم واندثرت الأخلاق لديهم وأصبح كل شىء غريبا فى الوجود عندهم، بل إنهم ذهبوا إلى ابعد من ذلك فبات الباطل يتزين بثياب الحق والحقيقة عارية ينهش أصحاب الهوى عرضها، بينما لا يسترها غير رب السموات والأرض لأنه الحق وهو يحق الحق بقدرته.

مع هؤلاء الأشخاص نستطيع أن نقول بمنتهى الرضا واليقين ان كل شىء فى مجتمع الجهلاء انهار وتحطمت كل الثوابت على صخور الفوضى وحاولوا أن يطفح كل قبيح فى محاولة منهم ليسود بين الناس، وخيل إليهم أن عيون الناظرين تقبله وشبه لهم أنه شىء جميل يستطيع المرء أن يتعايشوا معه، وأصبح أمرا مألوفا يسلم بوجوده العامة لأنهم لم يقاوموا أوضاعا غير مألوفة واستسلموا لهم، لكن حقيقة أخرى تقول إن ذلك وهن المنكسرين الذين لن يتغيروا إلا عندما تبزغ الإرادة وتخرج للوجود.

ختاما اذكركم واذكر نفسى قبلكم بما قاله العلامة ابن خلدون فى مقدمته الشهيرة قبل نحو 600 عام أو يزيد لا تعلموا أبناء السفهاء منكم وان علمتموهم لا تولوهم شئون الجند ولا ولاية القضاء ولا امور الناس، لأنهم إذا تعلموا اصبحوا ذوى نفوذ ومناصب نتيجة لهذا التعلم فاجتهدوا فى إذلال الشرفاء.

وأحد تعريفات السفيه فى المعجم :

نقص فى العقل ..حُمق وجهل.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة