خالد رزق
خالد رزق


مشوار

الدنيا قالت «اتلهي»

خالد رزق

الأحد، 14 مارس 2021 - 06:30 م

 

اقتربت من الخامسة وخمسين وصرت انظر للفائت من العمر " بعين" أخرى غير تلك التى كنت حتى وقت ليس ببعيد أرى بها الأشياء، كنت حتى الخامسة والأربعين ويا أسفى على زمن فات ـ أحسب ـ نفسى شاباً، أمامه براح الوقت لينجز ويحقق ما تمناه لحياته، نفسه وأسرته عائلته وطنه وأمته، وفجأة استفقت بعدها بعشر سنوات على حقائق متلازمة الأمراض الجسدية والاقتصادية المزمنة التى يعانيها أكثر أرباب الأسر من أفراد الطبقة المتوسطة.. وكأن الدنيا أرادت أن تسخر منى وتقول لى " اتلهى "

أنظر لنفسى وكيف بعد نحو 35 عاماً لى فى سوق العمل، لم أمتلك ولو متر أرض ولم أدخر جنيهاً واحداً، ليس لترف وإنما لأوفى به التزامات قائمة نحو أسرة وأبناء، التزامات تلاحقك بزياداتها مع انتقال الأبناء إلى زهوة الشباب، وفى ظروف سوق العمل القائمة ليس سهلاً أن يشتغلوا فتنخفض أعباؤك وإنما عليك أن تبقى على رعايتهم .

انقضى ما انقضى وقضى علينا بما قضى  ، مأساة أكثر من جيل هى نتاج نحو 4 عقود سبقت ثورة يناير..و إنما أكتب لأوضح حال الأكثرية من أصحاب الدخول الثابتة، وحتى المحسوبين على مهن ووظائف مرموقة فى أى مجتمع، هذه الفئة التى كانت تشكل الطبقة الوسطى فى مجتمعنا المكتفية بدخولها الشرعية الحلال، وظل حالها فى تراجع .

 فرض ضنك العيش على فئة كانت وحتى قريب قادرة على أن توفى باحتياجاتها، تلك الفئة التى تضم أسرا لموظفين كانت فى الستينيات وحتى منتصف الثمانينيات تعرف طريق المصايف والأندية، وترتاد السينما والمسارح ثم فقدوا ليس مجرد المتع وإنما كل الأشياء لحساب الانفتاح بسياساته وبرجاله الذين طغوا وأفسدوا فى البلاد حتى قامت الثورة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة