صبرى غنيم
صبرى غنيم


رؤية

أول أم مثالية لمصر.. أعطت عظامها لابنها فأصبح طبيبا

صبري غنيم

الأحد، 14 مارس 2021 - 07:59 م

لا يمكن أن يسقط اسم "أمينة الشرقاوي" من ذاكرة التاريخ على اعتبار أنها أول أم تحصل على لقب الأم المثالية لمصر في أوائل السبعينيات، هذه الفلاحة البسيطة التى دخلت التاريخ بعد أن أعطت جزءا من عظام ساقيها لابنها الشاب الكسيح، وينجح الدكتور الجراح المصرى كمال الزرقاني −رحمه الله− ويقف الابن على قدميه، ثم يحصل على الثانوية العامة ويلتحق بكلية الطب ليتخرج منها طبيبا للعظام ليعالج أمه التي ركدت على الأرض بعد أن منحته الحياة بجزء من عظام ساقيها.

آه لو تعرفوا من الذي رشحها.. وكيف تعرفت عليها وقدمتها لمصر فى مارس ٧٤ ١٩ وقد أيدنى القراء ومنحوها لقب الأم المثالية لمصر، البداية كانت رسالة من ابنها الدكتور مجدى أبو المعاطى وكان وقتها مدرسا بكلية طب المنصورة.. قرأت رسالته كبقية الرسائل التى تلقيتها من خلال مسابقة الأم المثالية لمصر والذى ساعدنى فى إطلاقها هو المرحوم الكاتب الأديب إحسان عبد القدوس حيث كان على ايامها رئيسا لمجلس ادارة مؤسسة أخبار اليوم، وكانت الدولة قد اتجهت إلى اقتراح المرحوم حافظ بدوى أيام ما كان وزيرا للشئون الاجتماعية، استبدال عيد الأم بعيد الأسرة، كان الهدف هو التغطية على اسمى مصطفى وعلى أمين صاحبى فكرة عيد الأم لدواع سياسية.. والشهادة لله الذى تحمس معى لفكرة الأم المثالية المرحوم الاستاذ إحسان عبد القدوس، وكنت أهدف من المسابقة الاعلان عن الأم المثالية لمصر ليبقى عيد الأم.. فكان كل همى الإبقاء على اسمى مصطفى وعلى أمين صاحبى عيد الأم..

وتمضى الأيام ويتم ترشيح حافظ بدوى لرئاسة مجلس الأمة وتتولى الدكتور عائشة راتب وزارة الشئون الاجتماعية، وفى أول لقاء معها حصلت منها على تأييد بالإبقاء على عيد الأم، كانت فرحتى أن يبقى اسما أساتذتى فى ذاكرة الأمهات فى مصر والعالم العربي، وبقى يوم ٢١ مارس هو يوم عيد الأم دون تغيير.. وأنقل رسالة الابن الدكتور مجدى أبو المعاطى للجنة الأم المثالية والتى شرفت بعضويتى فيها وكانت ترأسها الدكتورة عائشة راتب، وتضم فى عضويتها ابراهيم بغدادى محافظ القاهرة والدكتور عبده سلام وزير الصحة ومحمد احمد وزير الادارة المحلية والمستشار المهدى رئيس محكمة الاستئناف.

قرأت عليهم رسالة الابن الطبيب والذى قال فيها "كنت طفلا عندما كانت أمى الحاجة أمينة تحملنى كل يوم على كتفها وتذهب بى إلى المدرسة، فقد كنت عاجزا عن الحركة يعنى كسيح، بعض الجيران شاهدوا الدكتور كمال الزرقانى فى التليفزيون وأشاروا على أمى أن تنزل للقاهرة وتعرضنى عليه، وبالفعل سمعت الكلام وطلب الدكتور ١٠ سنتيمترات من ساقى أحد الأبوين وسيتم ترقيعهما فى ساقي، الأم صرخت للدكتور وهى تقول.. خدوا عظمى كله، المهم أشوف مجدى واقف على رجليه، وتمت العملية، والحمد لله وقفت على رجلاي، وأكملت تعليمى إلى أن تخرجت فى كلية الطب واصبحت طبيبا فى العظام أعالج المسكينة أمي.. ألا تستحق أمى بعد هذه الرحلة لقب الأم المثالية"..

وبإجماع اللجنة، منحت الحاجة أمينة الشرقاوى لقب الأم المثالية لمصر، ويومها منحها الرئيس السادات −رحمة الله عليه− وسام الكمال تكريما على عطائها..شفتم أم بهذا العطاء، فعلا إنها الأم المثالية لمصر، وأذكر أن الفريق فهيم ريان رئيس مصر للطيران استضافها أيامها فى رحلة حج هى وزوجها..وانهالت الهدايا، ومحافظ الدقهلية أعطاها شقة فى الطابق الأرضى حتى لا تجد صعوبة فى التنقل، وأكمل الدكتور مجدى تعليمه فقرر أن يعد نفسه لرسالة الماجستير ثم الدكتوراه فى طب العظام، ووهب علمه لكل كسيح..

هذه حكاية أول أم مثالية لمصر منذ أربعين عاما هى نتاج مسابقة الأم المثالية التى تبنيتها لكى أبقى على ميراث أساتذتى مصطفى وعلى أمين، فقد كان عيد الأم هو أول ميراث موثق باسميهما، فقد رحل العملاقان عن عالمنا وبقى اسماهما على عيد الأم، وهنا أحمد الله والشكر لله ولأستاذى المرحوم الكاتب الأديب إحسان عبد القدوس أن يدعمنى وتبقى الدولة على مسابقة الأم المثالية.. مش مهم أن يرتبط اسمى مع الأم المثالية، لكن الأهم أن أترك عملا يشرف المرأة المصرية فى عيدها.. فكلما يأتى عيد مصطفى وعلى أمين تأتى معه الأم المثالية لمصر، وسعادتى عندما اقرأ أكثر من قصة لأكثر من أم مثالية فى عيد الأم.. صحيح مصر ولادة .

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة