صورة توضيحية
صورة توضيحية


قبل عيدها الـ102

الدرامة التليفزيونية.. تاريخ في حب «المرأة المصرية»

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 15 مارس 2021 - 12:42 ص

كتبت- سحر الجمل

 

يعتبر يوم 16 مارس يوماً فارقاً فى تاريخ المرأة المصرية التى كافحت على مر التاريخ، وأثبتت أنها قادرة على التغيير والعمل، وتستطيع تحمل المسئولية وإثبات نفسها فى مختلف المجالات، ويأتى يوم 16 مارس من كل عام، وهو ما أطلق عليه «يوم المرأة المصرية»، حيث يحتفى هذا اليوم بالمرأة المصرية ونضالها على مر التاريخ لعدة أسباب ترجع بدايتها لثورة المرأة المصرية ضد الاستعمار ونضالها من أجل الاستقلال، ففى يوم 16 مارس 1919 سقطت مجموعة من الشهيدات المصريات هن: نعيمة عبدالحميد، حميدة خليل، فاطمة محمود، نعمات محمد، حميدة سليمان، يمنى صبيح.

 

 

اقرأ أيضا: المصرية للإبداع والتنمية تحتفي باليوم العالمي للمرأة 

 

 

وفي 16 مارس عام 1923 دعت هدى شعراوى لتأسيس أول اتحاد نسائى فى مصر، والمطالبة بحق المرأه فى التعليم الثانوى والجامعى، وفى 16 مارس من عام 1956حصلت المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشح، وهو أحد المطالب التى ناضلت المرأة المصرية من أجلها والتى تحققت بفعل دستور 1956.

 

فى التاريخ نفسه أصبحت المرأة المصرية عضوًا برلمانيًا ولها الحق أيضًا فى التصويت، وكانت للمرأة أيضاً دور مهم فى ثورتى 25 يناير و30 يونيه، وإذا كانت السينما وثقت عدداً من الأعمال التى أنصفت المرأة، فإن الدراما المصرية مرت بعدة مراحل لتوثيق كفاح ونضال المرأة فى مئات الأعمال الدرامية تأكيداً على دورها القوى فى الحياة، ففى بداية افتتاح التليفزيون عام 1960، جسَّدت الفنانة زيزي مصطفى أول مسلسل عرض على شاشة التليفزيون عام 1960 «الضحية»، مسلسل من خمسة أجزاء تدور أحداثه في الريف، وينحصر دور المرأة فيه على الزوجات المتصارعات من أجل نيل رضى الزوج استمر حصر المرأة في هذه الصورة طوال فترة الستينيات تقريباً، فمسلسل «العسل المر»، بطولة شمس البارودي وسمير صبري وزوزو شكيب، ويحكي عن فتاة تحبسها والدتها بالبيت خوفاً عليها من الرجال والحب، تقابل الفتاة البطل الذي ينقذها من سيطرة أمها ويصبح هو مسؤولاً عنها.

 

بينما شهدت حقبة السبعينيات حالة من التوتر ظاهرياً إذ تمتعت المرأة المصرية بحقوق قانونية فتارةً تكون مسلسلات السبعينيات مرتكزة على رومانسية المرأة المصرية كما في «إني راحلة»، إنتاج عام 1976، تأليف يوسف السباعى، بطولة محمود مرسى وزهرة العلا، وتارة أخرى تجد الدراما نفسها في حال من الضياع والتمرد التي انتابت المرأة المصرية، كما في مسلسل «أشجان»، بطولة سهير رمزي، إنتاج عام 1970.

 

الجدير ذكره أن حقبة السبعينيات هي بداية ظهور دراما الحارة المصرية والمرأة الشعبية التي تتحصن بالمبادئ الأخلاقية وتواجه متاعب الحياة من أجل تعليم أبنائها والارتقاء بهم، وهو ما ظهر في دور «نبوية» التى قامت به سميحة أيوب في مسلسل «المشربية»، تأليف أسامة أنور عكاشة.

 

وكانت فترة الثمانينيات عرضت مسلسلات تناولت العلاقة بين الرجل والمرأة والمشاكل بينهما في هذه الحقبة قدم المسلسل الاجتماعي «هو وهي»، إنتاج عام 1985، وتأليف الشاعر صلاح جاهين وبطولة سعاد حسنى وأحمد ذكى وهو حلقات منفصلة تناقش كل يوم قضية مختلفة من قضايا الرجل والمرأة فرَّقت سياسة الانفتاح الاقتصادي المصريين، فمنهم من استسهل الثراء السريع، ظهر هذا في مسلسل «الراية البيضاء» تأليف أسامة أنور عكاشة، إنتاج 1988، وبطولة سناء جميل فى دور «فضة المعداوى» وهى سيدة غير متعلمة تشكِّل نموذجاً لسلوك محدثى النعمة الذين يسكنهم طموحاً أن يُحسبوا على طبقة لا ينتمون إليها، تهمها أسعار الأشياء وليس جودتها.

 

على الجانب الآخر ظهرت الدراما التى جسدت المرأة التى تصر على الاحتفاظ بالأخلاق النبيلة ولم تسعَ إلى الثراء السريع فى أوج الانفتاح الاقتصادى وهو ما جسده أسامة أنور عكاشة في تحفته «الشهد والدموع» التي قامت الفنانة عفاف شعيب بدور بطلته حملت حقبة، وقد حملت حقبة التسعينيات الكثير من القيم والمبادئ والمثالية إذ ظهرت المرأة في إطار مثالي كما في مسلسل «ضمير أبله حكمت» للفنانة الكبيرة فاتن حمامة، وهو أُنتج عام 1991 من إخراج إنعام محمد علي. كذلك في المسلسل الكبير ذى الأجزاء الثمانية «عائلة ونيس» الذي جسدت فيه الراحلة سعاد نصر الزوجة العاملة التي تشارك زوجها في تربية أبنائها للحفاظ على المبادئ الأخلاقية.

 

الألفية الجديدة لم تنصف المرأة بل صورتها بشكلها السلبى فقط في معظم الأعمال الدرامية، كما في مسلسل «الحقيقة والسراب» الذي أظهر أن جميع المشاكل ناتجة من سيطرة الأم التي قامت بدورها الفنانة فيفي عبده، وهناك مسلسلات أخرى مثل مسلسل «عائلة الحاج متولى» الذي يدور حول تعدد الزوجات ونهم الرجل الشرقي على الزواج، وقام ببطولته الفنان نور الشريف.

 

بعد الثورة، الأمر اختلف كثيراً، فقد زاد الاهتمام بقضايا المرأة، وهو ما قامت به المخرجة كاملة أبوذكرى والسينارست مريم نعوم في العملين الدراميين «ذات» و«سجن النسا» أن هذين المسلسلين كانا نتاج الثورة المصرية وثمرة تأثيرها على الدراما من ناحيتي الكم والنوع.

 

وحول دور الدراما وماذا تُقدم، تقول الناقده خيرية البشلاوى إن الأعمال الدرامية التى عرضت فى رمضان الماضى شملت مجموعة من البطولات النسائية بلغت 10 مسلسلات أبرزها «خيانة عهد» و«لعبة النسيان» و«نحب تانى ليه»، وعكست صورة المرأة القوية، وصورة المرأة الخائنة والشريرة، وظهرت أسوأ صورة للمرأة فى مسلسل «بـ100 وش»، حيث عكس صوراً سلبية لها؛ منها النصابة والمدمنة والمتلونة وهذه نماذج موجودة بالفعل وعلى الدراما طرحها ليتعرف المجتمع عليها بجميع أشكالها.

 

وتقول الفنانة نادية رشاد: نعم هناك دور مهم للدراما فى تقديم النماذج الإيجابية المحترمة للمرأة، ولكن هذا لا نراه على الشاشة بالشكل المطلوب، لأن شركات الإنتاج الخاصة تبحث عن المكسب فقط بغض النظر عن المضمون.

 

وتضيف: أنا قدمت دوراً إيجابياً فى مسلسل «الطوفان» عام 2017، حيث تلقيت رسائل عديدة بنجاح الدور، ورغم أن فنانات مصر قدمن أدواراً فنية عظيمة، لكننا نحتاج للمزيد.

 

ويقول الناقد محمود قاسم إن صورة المرأة فى الدراما سلبية فى بعض الأحيان وتُسهم فى تغيير حال الأسرة والمجتمع، والسبب شركات الإنتاج، لذا نحتاج إلى الإرادة ورأس المال الوطنى لتقديم أعمال جيدة، لأن المرأة تستحق كل تقدير، وشاركت جنباً إلى جنب مع الرجل فى كل الأحداث السياسية والوطنية والاجتماعية، ولابد أن يفطن لذلك صناع الدراما والقائمون عليها خاصة فى هذه المرحلة.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة