بدائل استكمال الدراسة.. حيرة بين «التعليم أونلاين» والمدرسة 
بدائل استكمال الدراسة.. حيرة بين «التعليم أونلاين» والمدرسة 


بدائل استكمال الدراسة.. حيرة بين «التعليم أونلاين» والمدراس 

شاهندة أبو العز

الإثنين، 15 مارس 2021 - 04:30 م


داليا الحزاوي: غياب التفاعل وعدم تطوير أدوات المعلم التكنولوجية أهم الصعوبات

كمال مغيث: للمدرسة أهداف أخرى غير تلقي المعلومة وعلى الطلاب أخذ الأمر بجدية 

مجدي حمزة: علينا تعليم أبنائنا كيفية البحث عن المعلومة وجعل المدرس مرشداً فقط

تامرشوقي: الفيروس أجبرنا على قبول الوسائل البديلة ولا غنى عن اللقاءات المدرسية

 

بعد قرار وزارة التربية والتعليم بإتاحة حرية الإختيار لأولياء الأمور الذين يخشون حضور أبنائهم بالمدارس خوفا من الإصابة بكورونا، أن يختاروا بين إعادة السنة الدراسية كاملة العام القادم بعد تقديم طلب للإدارة التعليمية، أو أن يستكمل العام الدراسي عن بُعد بإقرار كتابي من ولي الأمر، أو أن يستكمل الدراسة بالحضور في المدرسة وفقا للجداول المدرسية التي ستعلن، (الأخبار المسائي) ترصد بدائل أولياء الأمور لإستكمال الفصل الدراسي الثاني وتناقضات الخوف من الذهاب إلى المدرسة والدروس الخصوصية المنزلية،ومشاكل الأونلاين.


في البداية، تقول داليا الحزاوي مؤسس إئتلاف أولياء أمور مصر، أنها قررت عدم نزول إبنها في الصف الثاني الثانوي الي المدرسة والإعتماد على دروس الأون لاين المقدمة من قبل وزارة التربية والتعليم، لحين إستقرار الأوضاع ومعرفة مؤشرات الإصابة بالكورونا، متابعة أنها تتبع نظام الهجين في التعليم .


وأضافت، أن الطلاب وأولياء الأمور وجدوا صعوبات جعلت التعامل مع أون لاين تجربة غير مبشرة، والحصص تكون في أوقات محددة فقط تبعًا للجدول الموضوع ما يجعله أمر صعب على كثير من الأمهات لمتابعة أولادهم أثناء الحصص.                                                                                                                                                   متسائلة، لماذا ترفض المدارس الخاصة تسجيل الطلاب لهذه الحصص حتى يتمكنوا من إعادة الشرح أكثر من مرة؟ خاصة وأن التعليم عن بعد تجربة جديدة على الطلاب لذا يجب تسهيل الأمر عليهم واتاحة المحتوى العلمي فى أي وقت للاطلاع.                                        

 

وتشير داليا إلى إحدى المشاكل التي تواجه التعليم أون لاين، حيث تقتصر بعض المدارس في الحصص على شرح  المعلم للدرس فقط وليس هناك أي تفاعل بين المدرس والطالب ولا يستطيعون تبادل الاسئلة والرد على استفساراتهم.وكان  يجب على المعلم، أن يعلم أنه في زمن كورونا، وعليه تطوير أدواته واستخدام التقنية الحديثة في تدريس مادته، لذا عليه معرفة الكثير من التطبيقات والبرامج التي تمكنه من شرح مادته بسهولة .    

                                                                                                            وتابعت أن بعض مواد يكون الأونلاين بها مناسب مثل المواد الأدبية كاللغة العربية، أما مواد الرياضيات والفيزيا تحتاج تفاعل بين الطالب والمعلم.


بينما قررت ولي الأمر "صباح كارم" إعطاء أبنائها الثلاثة دروس خصوصية في جميع المواد، كبديل عن الذهاب إلى المدارس، حيث تختلف أعمار أبنائها ما بين الصف الرابع الابتدائي والصف الأول الإعدادي والصف الثاني الثانوي.   


                                                                                                            وتضيف صباح أن ما حدث في الترم الاول غير مبشر لاستمرار الدراسة حيث كان الطلاب يذهبون يومين فقط وهذا غير كافي للشرح ومتابعة المنهج والتطبيق عليه.

 

وتابعت، رغم الميزانية المكلفة للدروس الخصوصية لـ ٣ أبناء، الا انها هي الأفضل في تحصيل الأبناء للمواد بشكل يمكنهم من الحل في الامتحانات، بالإضافة إلي متابعتها مع أبنائها أثناء المذاكرة.


بينما تعتمد "هبة زهران" إحدى أولياء الأمور على التعليم الاون لاين من خلال منصات وزارة التربية والتعليم، والمنصات التعليمية، فترى أنه البديل الأفضل في تحصيل المواد بجانب المتابعة المستمرة منها.


وتضيف هبة، أن التعليم الاونلاين أفضل بكثير عن الذهاب للمدارس، حيث يعمل بعض المدرسين على التفاعل مع الطلاب والرد على استفساراتهم وشرح المناهج من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات تعليمية تفاعلية تغني عن الذهاب إلى المدرسة.


ولكن ترى "أم روان" ولى امر، أن الدروس الخصوصية أصبحت هي المصدر الوحيد للتعليم بعد انتشار فيروس كورونا وعدم ذهاب الطلاب إلى المدارس، لذا قررت الأعتماد عليها في الترم الثاني كبديل، وتتفق  معاها -يارا الموجي- إحدى أولياء الأمور فالمدة الزمنية القصيرة للترم الثاني، واختلاف مواعيد الأونلاين وتأخيرها في الوقت جعلتها تختار الدروس الخصوصية في المنزل مع الاحتفاظ بالإجراءات الاحترازية.


وعلى الجانب الآخر، يقول كمال مغيث الخبير والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية لا اتفق مع حلول أولياء الأمور لعدم ذهاب ابنائهم إلى المدارس،حيث أن المدرسة مكان له أهداف، وليست مجرد مكان فقط لتلقي المعلومات، ولكن هو تنظيم ثقافي وسياسي تخطط له الدولة ليساعد على تنشئة الطلاب وتدعيمهم في الانتماء الوطني، والمشاركة السياسية والاجتماعية والديمقراطية.        

 

 وتابع مغيث أن أزمة فيروس كورونا تسببت في هلع المواطنين لذا إذا أصر أولياء الأمور على أختيار الحلول البديلة لعدم الذهاب إلى المدرسة يجب عليهم أخذ التعليم الأونلاين بشكل جادي وليس مجرد سنة دراسية سوف يتم الأنتهاء منها، منوهاً أن الحصيلة التعليمية للطلاب هي الباقية والتي ستعود عليهم بالنفع في بناء حياتهم وثقافتهم.


كما يرى الدكتور مجدي حمزة الخبير التربوي والتعليمي أن الأسر التي اختارت  الدروس الخصوصية بدلاً من ذهاب طلاب إلى المدرسة لاستكمال الفصل الدراسي الثاني هو خطأ تماماً وبه تناقض لخوفهم من الإصابة بفيروس كورونا، مشيراً إلى ميزانية الدروس الخصوصية التي تستنزف الأسرة المصرية حيث تصل إلى 70 مليار جنيه سنوياً.                                                                                                                                      

وأوضح حمزة أن التعليم الأونلاين هو البديل الأمثل خلال الأزمات ولكن يجب أن يتبعه بعض الخطوات المهمة وهي نشر ثقافة الاستخدام الصحيح للأجهزة الإلكترونية والتكنولوجيا، وتخصيص وقت للتعلم وليس للترفيه واللعب ، مشيراً أن بعض الطلاب يسيئون استخدام الأجهزة الإلكترونية.اضافة الى  أن بعض المدرسين غير اكفاء في تقديم المحتوى التعليمي عبر الإنترنت أو غير مستخدمين جيدين للتكنولوجيا، ما يصعب عملية التعليم الأونلاين.                                                                                                                           

ونصح حمزة أولياء الأمور بتعليم أبناءهم الأساليب المختلفة في تلقي التعليم مثل التعلم النشط وهو البحث عن المعلومة  أو جزء معين من الدروس عبر اليوتيوب او المواقع التعليمية وتحصيلهم بمفردهم لتنمية قدراتهم ما يقضي على أزمة الدروس الخصوصية ويصبح المعلم مرشداً فقط.


ويقول الدكتور تامر شوقي أستاذ التربية بجامعة عين شمس أن التعليم الأونلاين أهم والسائل البديلة للتعليم خلال أزمة فيروس كورونا لتقليل فرص الاختلاط وحدوث عدوى، ولكنها لا تغني عن المدرسة، حيث أثبتت الدراسات البحثية عن التأثير النفسي السلبي للتعلم عن البعد، لذا يشكل تحصيل الطلاب دروسهم عبر الفصول من أسس التعليم الجيد لأنه يعتمد على التفاعل بين الطالب والمدرس.        

 

وتابع تامر، أن أزمة كورونا أجبرت الجميع على الاتجاه إلى الدروس الأونلاين لاستكمال الفصل الدراسي الثاني، ولكن على أولياء  الأمور معرفة المعاناة والمشاكل التي ستقابلهم قبل أتخاذ القرار فمثلا تمثل لغة الجسد بين الطالب والمعلم تأثير كبير ومهم في فهم الدروس أو ربط المعلومة من خلال حركة ما قد يفعلها المدرس، بجانب عدم رؤية المدرس للطلاب تجعلهم يتركون الحصص الأونلاين دون تفاعل أو استفادة كما لو كان يسمع قصة، بالإضافة إلى عدم تمكين الطلاب من فهم المعلومات الصعبة لأن الفيديو يحتوي فقط على طريقة واحدة للشرح، اضافة الى سوء خدمات الإنترنت بالاقاليم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة